> ألقى مئات المحامين الباكستانيين الحجارة على الشرطة أمس السبت بعد أن أطلقت الشرطة الغازات المثيرة للدموع لانهاء تجمع عند المحكمة العليا في لاهور للاحتجاج على اجراءات لعزل أكبر قاض في البلاد.

ودفع اليوم الثاني من المصادمات بين الشرطة والمحامين بسبب وقف كبير القضاة افتخار تشودري عن العمل منذ التاسع من مارس آذار الرئيس برويز مشرف للقول إن هناك متآمرين يثيرون اضطرابات.

وأثارت محاولة التخلص من تشودري غضب المحامين ووحدت أحزاب المعارضة ضد مشرف الذي من المتوقع أن يسعى لأن يعاد انتخابه لفترة ولاية ثانية في وقت لاحق من العام الجاري.

وأثار وقف تشودري عن العمل الشكوك بأن مشرف يخشى من أن يعارض القاضي صاحب الآراء المستقلة أي تحرك من جانبه للحفاظ على منصبه كقائد للجيش الذي يتعين على رئيس الجمهورية أن يتخلى عنه هذا العام بموجب الدستور.

وذكر شهود أن الاضطرابات وقعت أمس السبت عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات خارج المحكمة لمنع مجموعة من المحامين من الانضمام إلى اجتماع في المحكمة.

وخرج بعض المحامين من الاجتماع ورشقوا الشرطة بالحجارة التي ردت الحجارة عليهم,واقتحمت الشرطة مكاتب قريبة أثناء مطاردتها لبعض رماة الحجارة.

وقال سيد ذو الفقار علي بخاري الأمين العام لنقابة المحامين "إنه أمر شائن. لا أفهم لما يفعلون ذلك."
..وأضاف "يبدو أن بعض الأيدي الخفية تحاول خلق الفوضى."

وأصيب عشرات المحامين ورجال الشرطة وقال شهود إن الشرطة ضربت صحفيين اثنين على الأقل. ونظمت احتجاجات سلمية في عدة مدن أخرى.

ويضطلع تشودري أيضا بقضايا تتعلق بحقوق الانسان ودعا السلطات للكشف عن مصير أشخاص اختفوا بعد احتجازهم.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية واعتقلت العديد من نشطاء المعارضة وداهمت مقر قناة تلفزيونية أمس الأول خلال احتجاجات للمحامين وانصار المعارضة في إسلام أباد.

وقالت الصحف إن الاشتباكات اضرت بمصداقية الحكومة وإن التحرك ضد القضاة ووسائل الإعلام ستكون له آثار سلبية على الانتخابات المقبلة. ونددت جماعات حقوقية واعلامية دولية بتحرك الشرطة.

إلا أن مشرف أبلغ حشدا بأن متأمرين يحاولون إلقاء اللائمة عليه هم الذين يقفون وراء الغارة على القناة التلفزيونية.

ودعا متحدث باسم الخارجية الأمريكية أمس الأول لأن يتحلى الطرفان بضبط النفس. وتعتبر الولايات المتحدة مشرف حليفا مهما جدا في الحرب على الإرهاب.

ورفض تشودري أن يستقيل وحددت اقامته في منزله وسدت الشرطة كل السبل للوصول اليه. ومثل تشودري مرتين أمام هيئة قضاة تنظر في الدعوى ضده.

وأمرت الهيئة أمس الأول برفع القيود المفروضة عليه وقال أحد محاميه إنه أصبح الآن حرا في مقابلة أي شخص. ونفت الحكومة وضعه قط تحت الاقامة الجبرية.

ولم تكشف السلطات تفاصيل بشأن الاتهامات ضد تشودري الا ان وكالة انباء مملوكة للحكومة اشارت الى اتهام "بسوء السلوك واساءة استخدام السلطة".

واتصل مشرف بقناة جيو التلفزيونية أمس الأول للتنديد بالغارة على مكتبها ولتقديم اعتذار. وزار رئيس الوزراء شوكت عزيز المكاتب التي لحقت بها أضرار وقالت الشرطة إن 14 شرطيا أوقفوا عن العمل بسبب الحادث,وقال مشرف إن الغارة جزء من مؤامرة.

واضاف في تجمع مشيرا إلى الغارة "هناك مؤامرة تحدث ويتعين تعقبها. من الذي يدبر هذه المؤامرة بحيث تلقى على بالمسؤولية عن كل شيء.."

وأضاف مشرف المتهم بالتصرف بشكل غير قانوني في محاولة عزل تشودري أنه لن يتدخل في عمل هيئة القضاة التي تجتمع مجددا في 21 مارس آذار. رويترز