عدن العذراء النائمة على أمواج البحر

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
إحدى الساحات في المحمية
إحدى الساحات في المحمية
كلما جمعت الحروف لأنتقي منها لوصف عدن تخجل الحروف وتقول ليس لي قدرة على وصفها، فعدن هي تلك المدينة التي تكتشف فيها الكنوز بمجرد أن تمسح عنها الغبار.. عدن كنزٌ اسمها وتحمل في باطنها الكثير من الكنوز، وهي تلك المدينة التي تشعرك بالحنين كلما توغلت في مدنها وقراها لتجد في كل مدينة وقرية آية من الجمال وهبها الخالق لتك المدينة العذراء النائمة على أمواج البحر تداعب الرمل وتغني للشجر لتمنح البشر لوحة أبدعها الخالق امتدت على مساحة 185 هكتارا من الجمال مفروشة على بساط أخضر، تعانق نظرك بحنين لتسمعك صوت العصافير تغني للطبيعة.. كل هذا الجمال تجده في محمية الأراضي الرطبة في منطقة الحسوة، التي تعتبر محمية طبيعية وملاذا آمنا للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة، التي وجدت في عدن الأمن والأمان. دعوة لنتعرف على محمية الأراضي الرطبة، المزار السياحي الجديد في عدن الحبيبة.

تعد الأراضي الرطبة في منطقة الحسوة جزءا من الأراضي الرطبة الهامة ليس على مستوى اليمن وحسب بل على مستوى الشرق الأوسط، وهي ملاذ آمن لعدد من الطيور المستوطنة والمهاجرة، تقع على الفياض النهائي للسيول القادمة من الوادي الكبير، يحدها من الجنوب خليج عدن، ويساعدها موقعها على أن تكون قطاعا نباتيا هاما مثل نبات نخيل الدوم «الطاري» والعديد من النباتات المحلية في المحافظة.

أنواع من الطيور في المحمية
أنواع من الطيور في المحمية
تعتمد المحمية على المياه العادمة المعالجة في محطة المنصورة لمعالجة المياه العادمة التي تستخدم لعملية الري، ولهذا تعتبر من الأراضي الرطبة الاصطناعية. وتكمن أهميتها في حماية الشعاب المرجانية، حيث تساعد جذوع نبات الطاري Hyphaene the pica في عملية حجز الملوثات والأتربة القادمة مع السيول الموسمية أو أي مخلفات أخرى.

300 نوع من أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة تجدها في المحمية، البعض منها مهدد بالانقراض ومحمي دوليا، من هذه الطيور: النورس الأبيض العنين، العقاب الإمبرطوري، والرخوة المصرية، وفيها أيضا العديد من الأحياء البرية مثل الأرانب والزواحف التي تتوزع على قطاعات المحمية البالغ عددها حوالي 13 قطاعا مصنفة حسب النوع.

في هذه المحمية يعمل الجميع بساعد واحد، فأمامهم هدف واحد هو جعل المحمية جنة على الأرض.

< هاشم سالم، أحد المزارعين في المحمية يتمنى أن يرى المحمية «منطقة تحظى بالاهتمام والتطوير، فهي بحاجة إلى حمامات». ويضيف «حاليا يجرى العمل بشكل مكثف من قبل الأخ فيصل الثعالبي والهيئة العامة لحماية البيئة ممثلة بالأخ عبدالحكيم راجح، إضافة إلى تعاون برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية»، ويتمنى أيضا أن تتم رعاية المزارعين القدامى «حيث يعتبر هذا المكان الذي استصلحناه إلى مزارع أعلاف للحيونات هو مصدر دخلنا اليومي، فما تنتجه المحمية من أعلاف يستخدم جزء منه كأعلاف لحيواناتنا ويباع الجزء المتبقي، وهو منتج أكثر اخضرارا ومُغذٍ، لأنه يرتوي من مياه المجاري المعالجة التي تحتوى على سماد عالي الخصوبة».

أعشاش الطيور
أعشاش الطيور
وشكر المزارع الأخ المحافظ على زيارته الكريمة وتوجيهاته بسرعة إنشاء الجمعية، كما شكر العميد عبدالله عبده قيران، مدير أمن عدن على الزيارة وعلى وعده بأن يمنح المحمية خيلين. ودعا القائمين على المحمية إلى سرعة إدخال المياة الصالحة للشرب وبناء المصلى.

< فارس جمال، شاب لم ينه عقده الثاني، من أنصار البيئة ويهتم بمراقبة الطيور، وجه نداءه إلى كل فئات المجتمع بضرورة الاهتمام بالمحمية لما لها من مزايا وجمال طبيعي، داعياً «الجميع إلى زيارة المحمية، فنحن على استعداد لاستقبال الزوار، ولدينا من يتحدث اللغات للتخاطب مع السياح». لفارس مطلب من جميع زوار المحمية بالاهتمام بالنظافة وعدم رمي الأكياس البلاستيكية، التي تصعب إزالتها عندما تعلق بالأشجار.

مقاعد الاستراحات الخشبية في المحمية
مقاعد الاستراحات الخشبية في المحمية
< أما المنهدس فيصل الثعالبي، مستشار المجتمع المحلي لمحمية الحسوة فقال: «شهدت المحمية الكثير من العمل لإظهارها بهذه الصورة الجمالية حيث تم تنظيف وإخراج الأتربة والأشجار، وكنا نعمل بشكل متواصل يداً بيد، ولولا تكاتف جهود الجميع ما أصبحت المحمية بهذه الصورة». وأضاف «لهذه المحمية أهمية تاريخية، حيث تم استغلالها في عملية إنتاج الملح، وتعتمد المحمية على المياه العادمة المعالجة وتبلغ كمية المياه الخارجة من محطة المنصورة يوميا حوالي 18 ألف متر مكعب يستفاد من 10% في عملية ري الأراضي الرطبة وري المزارع، ويهدر الباقي الى البحر». وعن المستفيدين من المحمية قال «بلغ عدد المستفيدين حوالى 2000 يمارسون العديد من الأنشطة منها صناعة الخل، الاحتطاب، التعشيب، وزراعة الأعلاف، وفي وقت سابق كان يستفاد من نبات (العصل) وهو أحد الأنواع المنتشرة في المحمية في (الحطام)، وهو عبارة عن مادة تستخدم في صناعة الصابون». وعن التوجهات المستقبلية للمحمية يقول م. الثعالبي «سيتم إنشاء برج لمراقبة الطيور داخل المحمية، إضافة إلى تنظيف المساحات الباقية وتأهيلها لاستقبال السياح وشق طريق جديد للوصول إلى المحمية».

الطائر الذهبي في المحمية
الطائر الذهبي في المحمية
< الاخ عبدالحكيم راجح مدير مكتب حماية البيئة بعدن قال: «يتم حاليا إعداد أكثر من (35) ناديا من أندية أنصار البيئة من خلال تعاون برنامج الإدارة المستدامة للمواد الطبيعية والممول من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدهUNDP حيث تم تجهيز ناديين بيئيين بكافة الأجهزة والمعدات اللازمة للتوعية البيئية بالإضافة الى وحدة البيئة المدرسية التابعة لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة عدن كنواة لتطوير أندية أنصار البيئة وتحفيز الجهات ذات العلاقة التي تمتلك تمويلات للسير بنفس الاتجاه لاستكمال وتطوير كافة أندية البيئة». ويضيف «كما قام البرنامج بعدة دورات تدريبية لأكثر من (25) مستفيدا في كل من محميات الأراضي الرطبة ومحمية (برع) الطبيعية لإنتاج العسل وتربية النحل، حيث تم إمداد المشاركين بخلية نحل متكاملة».

خلال زيارة الأخ المحافظ للمحمية قدم برنامج الإدارة المستديمة للموارد الطبيعية مبلغ 50 ألف دولار.. ويوضح لنا الأخ المحافظ قائلاً: هذا المبلغ ستستفيد منه المحمية لعمل بعض المشاريع الصحية والبيئية التي من شأنها المحافظة على المحميات وتشجيع الصناعات التقليدية، وإنشاء برج مراقبة للطيور، إضافة إلى عمل معرض خاص بالجمعية في إحدى ساحات المحمية مما سيساعد على خلق فرص عمل لسكان المنطقة من خلال تسويق منتجات الجمعية من الأشغال العزفية والفخارية المصنعة يدوياً.

قطاع المزارع في المحمية
قطاع المزارع في المحمية
هذه المحمية تعتبر واحدة من خمس محميات، ويقدم برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية الدعم لمحمية الحسوة، وحاليا لديها العديد من الدراسات لعمل خطط إدارية لإدارة المحمية بواسطة السكان المحليين.

الكثير من السعادة رسمت ملامحها على وجوه المزارعين وأبناء المنطقة، الذين توجهوا بالشكر إلى الأخ علي عبدالباري، مدير البرنامج على ما يقدمه من دعم متواصل للمحمية، وللأخوين أحمد الكحلاني، محافظ عدن وعبدالحكيم راجح، مدير البيئة بعدن على تواصلهما المستمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى