المحطة الأخـيرة .. عذرا للمرأة

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
ليس ضروريا انتظار المستقبل لنعتذر لك سيدتي المرأة كما رأت د. هدى علوي في موضوعها: أيام المرأة («الأيام» 5039، 13/3/2007م) وليست (معركتها الحقيقية ضد الرجل وإنما معركتهما معا ضد الظلم والقهر الاجتماعي وفي مواجهة الثقافة التمييزية) كما رأت أيضا («الأيام» 5042،17/3/2007م).

واقع الحال أن المرأة، في غير مجتمع، تستحق الاعتذار عند كل طلوع شمس، فهي في نظر الكثيرين مجرد مصدر للخطيئة، نعتذر لأن مجتمعا ذكوريا كجتمعنا قد حرم المرأة مما حققته خصوصا في محافظات الجنوب وعدنا في التعامل معها إلى ثقافة (الجواري)، نعتذر لأن النظرة إلى المرأة عادت (دونية) وربما قريبة من زمن ما قبل الإسلام الذي كرم المرأة ورفع مكانتها، نعتذر للنظرة المراهقة للمرأة التي تصل أحيانا درجة التصابي، نعتذر لعجزنا عن تمكين المرأة من الدخول إلى العصر، نعتذر للنظرة السلبية تجاه المرأة، التي نتجاوزها فقط عند التعامل معها كصوت انتخابي لا أكثر، نعتذر لأن هناك من يفرض النظر إلى المرأة بوصفها عورة في صورتها ولبسها ومكان وجودها وحتى اسمها.

العفة ليست في أي من ذلك ولا في مكان وجود المرأة في الحياة العامة، فهي مسلك يمكن أن ينتهك خلف الجدران، المسألة تكمن فقط في مسألة النظر إلى المرأة فهناك من لا يراها عقلاً وقدرات يمكن أن تثري الحياة العامة وترى الأمور من زاوية أخرى لا يراها الرجل، لكنه يتوقف عند النظر إليها بوصفها جسداً وينطلق من ذلك في إصدار الفتاوى في صورتها التي تحرم المجتمع من طاقة النصف الآخر.

صحيح أن معركة المرأة ليست ضد الرجل وإنما هي ضد الحامل الاجتماعي لثقافة التمييز الذي يتركز في معظمه في الرجل، ولا نحلم حين نقول إنه حين يكون للمرأة دور في رسم سياسات وتوجهات المجتمعات تقل فرص حسم الخلافات خارج صناديق الاقتراع وتكثر في مجتمعات تهميش المرأة مساحات استخدام البنادق.

البطالة في بلادنا أصابت معظم من هم في سن العمل، ومساحة فرص عمل المرأة تكاد تصبح معدومة، وخلل العملية التعليمية يصيب قطاعاً كبيراً من أبناء المستقبل وتتضر منه الفتيات بنسبة كبيرة، فإذا نظرنا إلى ثقافة تعليم وعمل المرأة السلبية في كثير من مناطق البلاد فإن المستقبل لا يحمل أي بشارات، وبسبب كل ذلك تتراجع مساحة وجود المرأة في الحياة العامة وترتفع نسبة المتقوقعات بانتظار وصول فارس الأحلام العاجز هو الأخر عن الحصول على فرصة العمل بل إن معظم طالبي الزواج بإعلانات الصحف يشترطون عمل زوجة الأحلام!! إن جاز التعبير.

قال شاعر الأمس (ومعظم النار من مستصغر الشرر) وهناك رموز نسائية في بلادنا نجُلّها إجلالاً كبيراً، فهي الشرارات التي تحمل مستقبل تمكين المرأة ولا نملك إلا التعاطي مع هذا المتغير مثل غيره من متغيرات العصر فلا تتركن مشاعل الشرر ولا يملك من يقف في وجه المستقبل إلا الرحيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى