«الأيام» تلتقي الكاتب الأمريكي ستيف كول في حضرموت ..جئت أبحث عن التاريخ الأول والقديم لآل بن لادن

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
الكاتب الاميركي يتجول بمنطقة ريفية نائية حيث جذور بن لادن
الكاتب الاميركي يتجول بمنطقة ريفية نائية حيث جذور بن لادن
نحو أربع سنوات مضت منذ أن زرت مديرية رخية تحديدا في 2002م ومكثت بها عدة أيام كانت حصيلتها تحقيقات ومشاهدات نشرت في شهر يناير 2002م، يومها لم تكن الطريق إليها ممهدة بل صعبة للغاية وكذلك الكهرباء لم تصل إليها أما خدمة التواصل والاتصال فكانت عبر جهاز الثريا الذي لا يمتلكه إلا قلائل، وكنا حينها أول صحيفة تدخل ذلك الوادي، وكانت زيارتي هذه المرة الأحد 18 مارس الماضي فشاهدت طريقا إسفلتيا بدأ العمل فيه لعشرات الكيلومترات ثم أعمال ردم لاستكمال الطريق الذي يستهدف الوصول حتى أعلى نقطة في الوادي وباستكماله سوف يلغي وعورة الطريق وارتجاج السيارات التي تسافر إلى الوادي فمازالت صعوبة السير منذ ما بعد العاصمة الإدارية صنعاء وحتى سهوة قائمة، أما أعمال تمديد أعمدة التيار الكهربائي فإنها وصلت حتى منطقة نطع والأعمال تجرى على قدم وساق، فيما خدمة الهاتف الأرضي والجوال غطت المناطق في رخية، وبمقارنة عام 2002م بالعام الجاري فإن مستوى الخدمات التنموية متقدم ففي الصحة توفرت منشأة طبية بها أطباء وطبيبة نساء وولادة بعد أن كانت الوحدات الصحية حينذاك تفتقر لأبسط المقومات.

في هذه الرحلة التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات ذهابا ومثلها عند العودة كنت وكاتب أمريكي معروف هو ستيف كول في زيارة بحثية له، وهو بالمناسبة أول صحفي وكاتب غربي يصل إلى المنطقة وعند عودتنا وفي السيارة أجريت اللقاء معه استغلالا للوقت، وأجدها فرصة أن أقدم الشكر للأستاذ علي الملحاني الذي قام بالترجمة الفورية فيما بيننا وكان أيضا رفيق رحلتنا.

< السيد ستيف، إلام تهدف زيارتكم تحديدا وما انطباعاتكم ومشاهداتكم عن الأماكن التي زرتموها؟

- بحثي هو الذي جاء بي إلى هنا لأنني أعمل على كتاب حول تاريخ عائلة ابن لادن ووجودهم في السعودية، وأردت هنا فهم التاريخ الأول والقديم للعائلة في زيارتي الآن لهذه المنطقة وأتعلم أكثر عن الحقائق الأساسية البسيطة حول العائلة، وكان لرحلتي نجاح كبير بل ورُحب بها وهي زيارتي الأولى لليمن، سافرت كثيرا في الشرق الأوسط ووسط آسيا ولم أزر اليمن قط من قبل ولا بد أن أقول إن بعضا من زملائي الصحفيين أخبروني أن اليمن كانت بلادهم المفضلة من بين الدول العربية، وكنت أسالهم لماذا فيقولون هذا البلد جيد والأمور سهلة فيه، ومن الناحية الطبيعية المناظر جميلة ولذلك أتيت للتحقق من أن هذا صحيح ورأيته فعلا، فقد أمضيت بعض الأيام في صنعاء أتحدث فيها مع الصحفيين اليمنيين حول التحقيق الصحفي وطبعا كانوا يمثلون عدة أحزاب واتجاهات سياسية، وكنت منبهرا بمستوى انفتاحهم في النقاشات حول السياسة والصحافة وفي كثير من الدول العربية لا تجد مثل هذا الانفتاح ولا يرغبون بالحديث بمثل هذه الشفافية.

أما عن الأماكن التي زرتها في حضرموت فلقد رأيت الكثير من الصور والأفلام قبل أن آتي وسمعت عن الجدران الجبلية في الوادي، ولكن لا يمكنك تقدير الشيء حق قدره حتى تراه بنفسك، تذكرني بشيء ما بأفغانستان ولكنها أكثر جمالا وعظمة بسبب هذه الوديان الضخمة وأيضا التصميمات الهندسية المعمارية التي استخدمت فيها الكثير من المواد الخام المحلية وكذلك طريقة مزج التراث المعماري القديم مع الحديث، لهذا أود أن آتي مرة أخرى إلى هنا للسياحة.

< قلت إن المنطقة ذكرتك بأفغانستان، في أي جانب كان التشابه، في الجغرافيا أم في الثقافة..؟

- طبعا الجغرافية ذكرتني بافغانستان لأن افغانستان ذات جبال عالية ووديان كبيرة وليس فيها الكثير من الأمطار ولكن فيها الوديان التي يمكن للناس الزراعة فيها وهناك أيضا انفتاح نحو الأرض، وهناك نوع من الخشونة والوعورة ولكنها جميلة في المكانين هنا وأفغانستان، وربما هذا النوع من طبيعة الأرض يشجع نفس النوع من التشكيل القبلي للناس، طبعا أفغانستان أرض مضيافة مثل اليمن ووجدت أن الزائرين الراحلين إلى أفغانستان مرحب بهم وينطبق ذلك على اليمن.

< السيد ستيف، نحن الآن نسير في طريق وعرة محاصرين بجبال، كأمريكي كيف تشعر ونحن لوحدنا لا نرى أحدا، ذلك ربما يثير لديك شيئا ولربما سمعت من بعض وسائل الإعلام أن في اليمن شيئا من الخطورة، من المغامرة، في هذه اللحظة ما شعوركم؟

- (ضحك).. هناك كثير من مثل هذه الطرق في أفغانستان، أصبحت لدي تجربة في السفر لليمن وهذا اليوم الرحلة جميلة.. أقول يجب على الحكومة أن تراقب الأمور فإذا رأت حادثا بسيطا تبث إنذارات وتحذيرات، فبحكم عملي أذهب إلى مثل هذه المناطق بالرغم من وجود مثل هذه الإنذارات لكن لا توجد أي مشاكل، هناك مخاطر في كل مكان في أي بلد، وطبعا إذا ذهبت إلى أمريكا ربما تواجه بعض المخاطر والمشاكل مثل اليمن، لكن لا ينبغي لهذا أن يوقف رحلتك.

أحد الانطباعات تحديدا من هذه الرحلة هو أننا نقرأ كثيرا أن الحكومة في اليمن ليس لديها الكثير من السيطرة في بعض النواحي، هذا ما نقرؤه في الصحافة بأن الحكومة لا تسيطر على بعض نواحي البلاد ولكن رأيت في حضرموت أن سيطرة الحكومة جيدة جدا ووجودها بشكل منظم ومرتب وهذا نوعا ما أدهشني.

< الكتاب الذي أصدرته (حروب الشبح) عمَّ يتحدث وكيف جاءتكم فكرة تأليف هذا الكتاب؟

- قضيت الكثير من السنوات في أفغانستان وباكستان كمراسل أجنبي كنت مهتما جدا بالحرب في أفغانستان، وسافرت عبر البلاد كلها مع قادة مختلفين سواء من الحكومة أم من الطرف الآخر، وكتبت أيضا عن أسامة بن لادن قبل أحداث 11 سبتمبر وعن الحركة، وعرفت أيضا عن تدخل أميركا وتورطها مع بن لادن، وطبعا في أحداث سبتمبر لم يفهم الكثير، فكثيرون من الحكومة دخلوا في التاريخ الذي أدى إلى هذه الحادثة، وطبعا كنت متابعا لتاريخ بن لادن من قبل قصة 11 سبتمبر فكل ما أردته هو كتابة حقائق تاريخية لما حصل وكيف تدخلت اميركا وهذا شيء يتعلم منه الامريكان دروسا تاريخية وأيضا الافغان أن يقرأوا ويعرفوا عن القوة الخارجية (خارج بلادهم) وأيضا الباكستانيون يمكنهم أن يقرأوا ويعرفوا عن العلاقة بين افغانستان والولايات المتحدة الامريكية وأحيانا إذا كنت تكتب في دولة واحدة يجب أن تضع نصب عينك أن الجمهور من عدة دول مختلفة.

< مهمتك البحثية في حضرموت هل لقيت تسهيلا وتعاملا مسئولا من السلطات المحلية والناس؟

- الكل كان متعاونا سواء من المجتمع المحلي أم السطات المحلية، وبالذات محافظ حضرموت حيث ساعدني كثيرا وعمل بكل جهد للتأكد من نجاح زيارتي وأشكر له ذلك كثيرا.

< من وجهة نظرك هل سيكون الجانب السياحي بوادي حضرموت أكثر استثمارا من القطاع الزراعي؟

- لا يمكنني أن أقيم ذلك من خلال هذه الزيارة القصيرة لكن يبدو أن هناك امكانيات كبيرة للسياحة هنا من خلال مارأيت، فهي منطقة جميلة ويوجد ما يكفي من المنشآت لتدعم وجود السياح بالمنطقة، وأود في يوم من الأيام أن آتي أنا وأولادي إلى هنا، وأعرف أنهم سيحبون ذلك.

الزميل علوي بن سميط والكاتب الاميركي ستيف بوسط احد الوديان غرب حضرموت
الزميل علوي بن سميط والكاتب الاميركي ستيف بوسط احد الوديان غرب حضرموت
من هو ستيف كول؟
لم أشأ الإكثار من الاسئلة إذ أعلم أن الصحفي الأمريكي يصارع الإرهاق، فمنذ الساعات الأولى من صباح يومين متتاليين نصعد جبلا ونهبط واديا، فمن سيئون إلى دوعن أكثر من 200 كيلو، وفي اليوم التالي الى وادي رخية آخر نقطة إدارية جغرافية بوادي حضرموت ملتصقة بشبوة، فالسيد ستيف قطع المسافات الطوال بحثا عن حقائق المعلومات ليضمنها كتابه الذي يحضر له عن عائلة بن لادن .

- ستيف كول من مواليد 1958م في مدينة واشنطن.

- أنهى دراسته الجامعية في لوس انجلوس.

- بدأ عمله عام 1985م في جريدة الواشنطن بوست، كما عمل مراسلا صحفيا للجريدة في نيودلهي بالهند ولندن، وتحمل مسئوليات صحفية حول شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

- أصبح محررا ثانيا للصحيفة لمدة ست سنوات.

- أصدر كتابه الخامس (حروب الشبح) 2004م.

- سبق له أن أصدر كتابا حول الهند وأفغانستان وباكستان وكتبا أخرى سياسية عن نوع المشاكل المالية في الولايات المتحدة الامريكية في مشاكل النصب المالية (تحقيقات صحفية).

- عمل مراسلا اجنبيا في افغانستان وباكستان وله عدة كتابات ومقالات عن اسامة بن لادن وطالبان.

- يكتب حاليا في مجلة نيويوركر.

- يعكف ايضا على تأليف كتاب عن عائلة بن لادن.

- زار العديد من البلدان في العالم ويعد من أشهر الكتاب الصحفيين بالولايات المتحدة الامريكية.

- آخر كتاب له حصل على جائزة كبيرة باميركا .

- تعد هذه الزيارة الأولى له لليمن (مارس 2007م).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى