تقع مديريتا ميفعة ورضوم في الاتجاه الشرقي لمحافظة شبوة، وتقع رضوم على ساحل البحر العربي الممتد على طول 320 كيلو مترا وهي نقطة وصول اللاجئين الصومال.

هناك حيث يتدفق اللاجئون وتهل مشاكل على المنطقة.. وهناك حيث قتل 140 لاجئا في اشتباك مسلح قرب الشواطئ .. «الأيام» أجرت جولة استطلاعية لترسم صورة عن واقع الحياة في هذه السطور.

الرحلة بدأت من عاصمة المحافظة عتق وكانت المدة الزمنية ساعتين إلى ميفعة وساعتين ونصف إلى مناطق مديرية رضوم، ولم نكن بمفردنا بل كنا برفقة الأخوة علي محمد المقدشي، محافظ شبوة وبسام علي الشاطر، عضو مجلس النواب عضو لجنة الشؤون الخارجية وناصر باجيل، عضو مجلس النواب ، للاطلاع على مشاكل تدفق اللاجئين الأفارقة لليمن عبر مديريتي رضوم وميفعة و للاطلاع على بعض المشاريع والمعالم الأثرية التي تميزت بها مديرية رضوم.

ميفعة ودور مركز اللاجئين
في ميفعة يقع مركز استقبال اللاجئين، الذي أنشأته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالاتفاق مع السلطات المحلية بشبوة في أواخر 1996م.. فممَ يتكون المركز وكيف يستقبل اللاجئين؟كان الهدف من إنشاء المركز مساعدة الحكومة اليمنية وتخفيف الأعباء الناتجة من تدفق اللاجئين على السواحل اليمنية وخاصة سواحل شبوة.

ويقع مركز الاستقبال في منطقة جول الريدة بمديرية ميفعة ويقع على مساحة تقدر بـ 10 آلاف متر مربع تقريباً يلفه سياج معدني مكسو بالأشجار المتسلقة وأشجار الزينة والأشجار الحراجية ويتكون من قسمين منفصلين قسم للرجال وآخر للنساء، وكذلك ساحة في الوسط تضم مكاتب للإدارة ومستودعات وعيادة ومطبخاً.

ويتسع المركز لنحو 600 - 800 لاجئ في وقت واحد ويحتوي على 32 غرفة، للرجال 21 غرفة، و11 غرفة للنساء، مساحة الغرفة 8 * 4 أمتار مع الحمامات، ويوجد في مركز الاستقبال قسم للصحة والترقيد.. وتتألف إدارة المركز من 19 موظفا في كافة المجالات منهم حوالي 70% من اليمنيين و30 % من اللاجئين الصومال، كما يوجد موظفان اثنان من طرف المفوضية لإجراء المقابلات والتسجيل للاجئين، كما يوجد مساعدو ضباط ميدانيون من المفوضية يتناوبون على زيارة المركز والبقاء فيه لمراقبة سير العمل.

يقدم المركز خدمات عديدة للاجئين إذ يقوم على سبيل المثال بتغذيتهم وتسكينهم وحمايتهم وكذلك تقديم الملابس والأحذية والرعاية الصحية لهم، وبلغت الأعداد المستفيدة من المركز منذ عام 99م إلى مارس 2007م (100533) مستفيدا، ويقدم لهم المواد الرئيسية من الغذاء كالأرز والدقيق والزيت والعدس والسكر من منظمة الغذاء العالمي، ويقوم المركز بإضافة الأشياء الضرورية كالخضار والأسماك وغيرها من المواد التحسينية، حيث يتم تزويد اللاجئين بثلاث وجبات رئيسية يتم طبخها في المركز.

(38900) لاجئ مستفيد من الخدمات الطبية
ويوجد بالمركز دكتور ومساعد صحي يتوليان عملية فحص المرضى من الواصلين إلى المركز حيث تقدم لهم الخدمات الطبية من عناية وصرف أدوية وتحويل البعض إلى المستشفيات والعيادات الخاصة لاستكمال الفحوصات، وقد استفاد من الخدمة (38900) لاجئ وبلغت الوفيات (208) ويتم التواصل مع الهيئات الرسمية لإجراء التطعيمات للأطفال.

النزول والنقل والتسجيل
يتم نقل اللاجئين عبر شاحنات صغيرة من أماكن النزول إلى المركز ثم من المركز إلى مخيم اللاجئين الدائم بجحين سابقاً وخرز حالياً، ويقدر عددهم بـ (44146) لاجئا.

يتم تسجيل أسماء اللاجئين عبر مندوب المفوضية بالمركز، الذي يقوم بمقابلتهم واحدا ًتلو الآخر وتعطى لهم استمارات دخول أولية على أن يتم مراجعة مكتب المفوضية لاستخراج وثيقة رسمية من المكتب لإثبات أنه لاجئ وتسلم كشوفات اللاجئين إلى مندوبي السلطات الأمنية بالمخيم فور الانتهاء من إعدادها أولاً بأول.وتحدث في مستهل اللقاء بالأخ المحافظ ولجنة مجلس النواب الأخ محمد عبدالقادر الأحول، مديرعام ميفعة بقوله: «إننا في المديرية نعاني المشاكل المتزايدة جراء التدفق الكبير للاجئين كالمشاكل الصحية والسرقات ونطالب بتوفير محجر صحي ومأوى وكذلك مختبر صحي». ويشاركه الأخ يسلم باجنوب، الأمين العام للمجلس المحلي لمديرية ميفعة بضرورة توفير مختبر صحي لفحصهم. وقد أبدت اللجنة البرلمانية والمحافظ استعدادهم للتعاون في هذه الجوانب لرفعها للجهات المعنية.

العمل جار في خط بحيرة الشروان النادرة
تحدث الأخ علي محمد المقدشي، محافظ شبوة لـ «الأيام» بقوله إن مديرية رضوم تجرى فيها الآن عملية إنشاء ميناء لتصدير الغاز وهو مشروع عملاق بتكلفة (3.5) مليار، ويجري الآن مد خطوط الأنبوب - الذي هو في منتصف العمل- من مأرب إلى ميناء بلحاف، وأول شحنة سوف يجري تصديرها للأسواق العالمية في عام 2008م، مضيفاً أنه يجري استكمال الخط الدولي عدن - أبين - شبوة - المكلا بطول (411) كيلو متر بتكلفة تزيد على (11) مليار ويجري العمل الآن في خط بحيرة شروان التاريخية النادرة في الجزيرة على حساب رجال الأعمال بتكلفة (15) مليون ريال نظراً للتوافد السياحي من جميع أقطار العالم لمشاهدة هذا المكان البديع. وقال: إن شبوة سوف تشهد فرصا استثمارية عديدة، لكنها تعاني من التدفق الكبير للصومال الذين يشكلون متاعب للبلد، اقتصادية واجتماعية.