> انتشلت فرق الانقاذ الروسية أمس الثلاثاء ناجيا جديدا بعد مرور 24 ساعة على وقوع انفجار في منجم للفحم الروسي أدى الى مقتل 106 أشخاص ومازال البحث جاريا عن أربعة مفقودين في أكثر الحوادث دموية في صناعة التعدين في روسيا فيما لا يقل عن عقد.

وصرح مسؤولون بأن الدخان الكثيف واستمرار وجود غازات في جيوب في منجم اوليانوفسكايا في اقليم كيميروفو بسيبيريا وانهيار سقف انفاق ممتدة بطول عدة كيلومترات على عمق نحو 300 متر تحت سطح الارض أعاق عمليات الانقاذ.

وقال سيرجي شويجو وزير الطواريء الروسي للقناة التلفزيونية الاولى "نعم خرج ناج اليوم (أمس)."

وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره الى شويجو بالسفر جوا الى موقع المنجم للاشراف على عمليات الانقاذ التي جندت لها فرق من مناطق قريبة.

وقال مكتب المدعي العام الاتحادي ان الانفجار وقع أثناء اختبار معدات في المنجم والذي يعد من أحدث المناجم الروسية. وقال في بيان "المؤشرات الاولية هي ان الميثان او غبار الفحم انفجر مما أدى الى انهيار السقف."

وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم وزارة الطواريء انه تأكد مقتل 106 أشخاص وان مصير أربعة مازال غير معروف.

ومن جانبها قالت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء أمس ان أربعة من كبار مدراء منجم الفحم ورجل أعمال بريطانيا كانوا من بين الضحايا.

ونقلت تاس عن مسؤولي عملية الانقاذ قولهم ان نائب مدير المنجم وكبير المهندسين وكبير الفنيين ورئيس قسم كانوا يرافقون الزائر البريطاني في جولة في المنجم تحت الارض حين وقع انفجار بسبب غاز الميثان ولقي الجميع حتفهم.

ولم تكشف الوكالة عن اسم رجل الاعمال البريطاني. وذكرت ان مدير المنجم كان في عطلة وقت وقوع الحادث.

وتسابق فرق الانقاذ الزمن في محاولة لانقاذ المزيد وعملت طوال الليل على أمل العثور على الرجال المفقودين لكن لم تتمكن من اجراء اي اتصال معهم طوال نحو 24 ساعة بعد الانفجار ونجحت في انتشال 93 شخصا,وأظهرت لقطات تلفزيونية نساء ينتحبن وهن ينتظرن معرفة مصير أقاربهن.

ويقع المنجم على بعد 3500 كيلومتر شرقي العاصمة الروسية موسكو وهو في قلب منطقة كوزنيتسك بسيبيريا التي يوجد بها واحد من أكبر احتياطيات الفحم في العالم.

وشوهد عمال الانقاذ يخرجون من منجم الفحم وقد اسودت وجوههم وكانت عشرات من سيارات الاسعاف تقف على أهبة الاستعداد لتقديم العلاج الاولي ونقل من يتم انتشالهم بينما كانت طائرات الهليكوبتر تنقل جثث القتلى الى المشرحة.

وقال امان تولييف حاكم اقليم كيميروفو انه وقت حدوث الانفجار كانت قيادات المنجم تتفقد تحت الارض نظام سلامة جديدا وضعته شركة بريطانية.

وذكرت ايتار تاس انه عثر في المنجم على جثة مواطن بريطاني. ولم يتسن الحصول على تأكيد من جهة مستقلة.

وصرح أمس المتحدث باسم الحكومة الادارية الاقليمية ان 200 عامل منجم كانوا تحت الارض لحظة وقوع الانفجار أمس الأول حوالي الساعة 0800 بتوقيت جرينتش.

ودعا ميخائل فرادكوف رئيس الوزراء الروسي لتشديد ضوابط السلامة في مناجم الفحم التي تشهد الكثير من الحوادث.

وانفجار الامس هو الاحدث في سلسلة طويلة من الحوادث المميتة في المناجم الروسية وكثير من هذه المناجم عمره عشرات السنين ويفتقر لمعدات السلامة الحديثة.

وفي العام الماضي لقي 25 عامل منجم روسيا حتفهم في حريق بمنجم للذهب في شرق سيبيريا,وقتل انفجار للغاز في منجم فحم بكيميروفو 45 شخصا في عام 2004. رويترز