عدن في عام 1862م

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

>
صورة قديمة لمدينة التواهي (البنجسار) قبل ردم ساحل البحر
صورة قديمة لمدينة التواهي (البنجسار) قبل ردم ساحل البحر
كان الزائر لمدينة عدن في خمسينات القرن الماضي إذا طاف خلف العمارات السكنية والدوائر الحكومية الجديدة وذهب إلى منطقة الخليج الأمامي، يرى منازل قديمة جدا مبعثرة هنا وهناك لا تتواكب مع التطور العمراني الذي شهدته عدن في تلك الحقبة وتلك المنازل تعود إلى عهد الملكة فكتوريا (1837-1901م)، أيام أن كانت إمبراطورة الهند وكان الانجليز قد أنهوا حكم المغول من الهند في عام 1858م، وكان أورنك زيب قد أصبح إمبراطور المغول في الهند (1658-1701م) أما تلك العمارات التي بنيت في عدن فقد كانت من أجل سكن جنود شركة الهند الشرقية التي أسست في 1600م، وفي تلك الحقبة عرفت عدن تغيرات عدة في طابعها المدني من حيث الإعمار، فقد شيدت مقبرة الفرس في عام 1854م وفي عام 1870م تم بناء ساعة البنجسار في التواهي كما دخلت الاتصالات إلى عدن لأول مرة عام 1862م وافتتاح كنيسة رأس مربط عام 1863م أما الكنيسة التي على التل التي أصبحت بعد ذلك مقر المجلس التشريعي العدني فقد بنيت في عام 1869م.

عند دخول بريطانيا إلى عدن عام 1839م كان بها عدة منازل بشكل جيد، وكان من الواضح أن منازل يجب أن تبنى في الحال أو كما علق أحد الجنود في تلك الأيام إن هذه المنازل يجب أن تبنى قبل نهاية فصل الشتاء في عدن.

من الناحية الدفاعية كان من المهم جدا لعدن أن تكون تلك المساكن في مواقع استراتيجية تحسب فيها عوامل الأمن وكانت الفكرة أيضا أن يحتفظ الجنود بالنظام العسكري وعدم الاختلاط بالناس.. فمضرب خيام العسكر أو المحطة العسكرية كان هو الجواب.. وفي البداية كانت منطقة تارشاين قد تم اختيارها نظرا لاعتدال الجو وجمال المناظر ولوجود الوديان الفسيحة التي يقدر الجنود اللعب فيها وكذلك لوجود تسهيلات رياضية للترويح عن النفس مثل صيد الأسماك والتجديف والسباحة.

غير أن المانع الأهم الذي ألغى فكرة إقامة محطة عسكرية في هذا المكان هو عدم وجود ماء للشرب، كذلك كانت المواصلات مع عدن صعبة بينما الدفاع عن كريتر سهل جدا كما أن آبار المياه متوفرة بشكل جيد مع أن بعض الآبار كان يحتوي على قليل من الماء الذي لا هو مالح ولا هو حلو.

كانت المنطقة التي تم التخطيط فيها لبناء المنطقة العسكرية تقع على طول الخليج الأمامي وهي تمتد إلى خليج حقات وكانت حدودها مكونة من حائط منخفض ممتد من الباب الجنوبي متصل ببناء المجلس التشريعي العدني، على القلعة كما كانت تعرف في ذلك الوقت.

في الجانب الآخر بنيت طريق الاسبلانيد وهذا هو اسمها في عام 1842م وكانت توجد مساحة قسمت إلى عدة اقسام موزعة على العرب والهنود واليهود، وكان عدد سكان عدن قد ارتفع بعد عام 1839م من 600 شخص إلى 25 ألفاً من جنسيات متعددة، أما ملعب كرة القدم ومنارة سلامة فيقعان في مكان يفصل بين المنطقتين.

تم البناء في هذه المحطة العسكرية بشكل غير سريع وكان معظم الجنود يعيشون في الخيام وفي منازل مؤقتة وكان عدد من الجنود الانجليز قد تعرضوا للقتل من عام 1850-1851م كما قتل الكابتن ميلن، وكان قائد الجيش البريطاني في عدن قد اتخذ قرارا في عام 1846م بأن تكون عدن مكانا محصنا وتظل منطقة عسكرية وقد أدركت سلطات بومبي الحربية في عام 1854م حالة النقص وعدم الكفاءة في ميناء عدن وقد مرت عدة سنوات والجنود الانجليز يعيشون في هذا الحال، وكان كلما انتهى البناء من منزل نقل الجنود إليه أما عمال النجارة والحدادون والبناؤون فقد جاؤوا من الهند لأن عدد العمال في عدن لم يكن في مستوى حركة العمل المتوسعة، أما العمال الذين يعملون في النهار فقد أحضروا من المخا ومنها ايضا جاء الخبازون الذين كانوا يجيدون صناعة الخبز للحامية البريطانية في عدن، أما حصول الانجليز على مواد البناء من عدن فقد كان من المسائل الصعبة وقد كتب في تقرير حول هذا الموضوع التالي :

«كل عمل نقوم به هنا يتطلب مصروفات باهظة فنحن لن نستطيع أن نتحصل على حجارة الجير إلا نوع غير ممتاز في خليج صيرة..» وكل قطعة من الخشب التي تستعمل للنار كان يجب أن يؤتى بها من البلدان المجاورة لعدن .. أما الأصداف التي كانت تحرق لصناعة حجارة الجير فكانت تجمع بكميات كبيرة وإن كانت أساسا صغيرة ورفيعة والمادة الوحيدة التي كان يمكن الحصول عليها في عدن هي الحجارة والحجارة فقط، وحتى هذه الحجارة كان يجب اقتلاعها من الجبال في أماكن خاصة، أما المواد الموجودة في البنايات القديمة والتي كانت يجب أن تدمر فكانت غير ذات فائدة حتى تلك البنايات نفسها كانت غير صالحة لأي غرض مفيد فكل عمل يكلف أسعارا باهظة كما هو الحال في بومباي».

لم توجد في عدن قطع الأخشاب الصالحة لبناء العمارات وكان يؤتى بالمطلوب منها أو قطع الأخشاب المعوجة ذات النوع غير الممتاز من ميناء بربرة في بلاد الصومال، كذلك كان يستورد من هناك عسف النخل وأوراق الهيش أو قصب الماء والحصائر والسجاجيد الصغيرة والأبسطة وقد استعملت لتركيز المنازل المؤقتة لحماية الجنود من حرارة شمس عدن المرتفعة في ايام الصيف، أما الخشب الصالح لبناء المساكن والحديد فكانا يستوردان من بومباي.كل هذا التوسع في حركة العمارة في عدن قد ساعد على ادخال عدة خدمات إلى هذه المدينة مثل خدمات التلغراف التي دخلت إلى عدن في عام 1870م كما أسست منطقة الرزمت بعدن عام 1845م اما المرحلة التي اسست فيها بيوت عدن التجارية فكانت من 1890م حتى 1900م وكان التاجر قهوجي قد انتقل من الهند إلى عدن عام 1854م كذلك تم افتتاح فندق فكتوريا عام 1847م الذي اشرف على بنائه السير صوربجي قواسجي بمبلغ وقدره 20 الف روبية. اما متنزة جوب فقد افتتح عام 1899م من قبل الجنرال أوموركريف وكان التاجر محمد عمر بازرعة قد أسس وكالة للملاحة وشحن البضائع في عدن عام 1873م.كانت سلطات عدن البريطانية قد صرفت مبالغ باهظة على تلك الانشاءات التي جددت من شكل المدينة، وفي تقرير كتبه ملازم شاب من قسم المهندسين قال إنه يشعر أن هناك توفيرا في المال «إذا صنعت قوالب الابواب والنوافذ هنا في عدن.. فإن أجور شحنها كما يخيل الي سوف تكون منخفضة كما أن النجارين الذين يجب أن يكونوا هنا سوف يكون في استطاعتهم أن يصنعوا هذه القوالب عندما يكونون بلا عمل.. إن هناك عددا كبيرا من هذه النوافذ المطلوبة يمكن صنعها من ألواح الخشب السميكة وقد صنع منها ثمان وأربعون نافذة بهذه الطريقة.. ومن الممكن أن يقال إنها لم تكلف شيئا لأن الخشب كله سيكون غير ذي فائدة إذا لم يستعمل بهذه الطريقة».

كانت قضية التخطيط للبنايات قد تركت للرجال المختصين المسؤولين في عدن.. وبهذا الخصوص أشار رئيس المهندسين في بومباي إلى أن العمارات التي سوف تبنى في عدن يجب ان تطابق المواد المستخدمة فيها وكذلك أجرة الصناعة بطبيعة البلاد حيث تقل الامطار وتشتد الحرارة، ويزيد سطوع أو لمعان الاشعة بفعل حرارة الجو وهبوب الرياح.. واقترح أيضا أن حيطانا يجب أن تبنى من حجارة الآجر وأن تكون لها فتحات قليلة جدا وأن تراعى فيها كذلك طرق التهوية في السقوف.

وبما أنه لم يزر عدن ولم يرها فإن على الضابط المسؤول في عدن ان يغتنم الفرصة فيستفيد بقدر الامكان من الموارد والامكانيات الموجودة في البلاد.

أما الضابط المسؤول في عدن فقد قرر ان تكون المادة الرئيسية في العمل البنائي من الحجارة وأعطيت مسألة التخطيط للعمارات وأين يجب أن يبنوا إلى الكابتن فوستر، وبوجود المعسكرات للجنود فقد قرر الكابتن العمل على تخطيط المنازل على اساس طابقين أو طابق واحد لسكن الضباط وكان من المقرر أن يبني مستشفى وكنيسة ومستودعات ومنازل للطباخين والإدارات ومحكمة، وكذلك فكر الكابتن فوستر ان تحول جميع المناطق المفتوحة إلى بساتين خضراء وقد كان فوستر مخططا متحمسا لتجميل عدن فلم يكن يشغله بناء المحطة العسكرية فقط بل كان ينظر إلى البعيد كان ينظر إلى عدن كمدينة مزدهرة بتجارتها ومزدانة بعماراتها.. كان يرى فيها منازل ثابتة مبنية من الحجارة وطرقات واسعة وعدم وجود أزقة ضيقة قذرة. وقد ظلت العديد من تلك العمارات القديمة موجودة وبحالة جيدة لعدة سنوات ماضية من القرن العشرين وكانت تقف كأثر قديم من آثار عدن وكأنها تشعر الناس بروعتها وعظمتها لأن الذين بنوها احكموا بناءها وبرزوا فيه. بالنسبة لقاعات الطعام العامة فقد بنيت في الجانب الشمالي من المحطة العسكرية التي تواجه المنطقة المفتوحة، وقد ظلت منازل الطباخين يراها الناس لسنوات طويلة وكانت بجانب معسكرات الجيش البريطاني ومناطق الخيام في الطريق إلى جزيرة صيرة وفي الطريق إلى شرق الوادي.

وقد صممت بجانب من السقف مرتفع كمنارة تخرج الدخان وقد ظلت تلك المنازل موجودة بالقرب من ميدان الهوكي حتى عام 1962م وكانت هذه اللعبة الرياضية قد أسس لها نادٍ في عدن عام 1936م على يد محمد حيدر رئيس نادي نجوم الليل، وكانت تلك المنازل تواجه قصر السلطان الذي تم بناؤه من عام 1918م حتى عام 1924م وكان يعرف باسم قصر السلطان عبدالكريم فضل، وهذه المنازل تحيط بها شرفات مفتوحة وكان شيش الشبابيك موضوعا بصورة تساعد على التهوية في المنازل من أي زاوية، أما الغرف الداخلية فيوجد بها حيطان قوية خارجة من أعلى منحدر الشرفات، وبالنسبة للسقف فقد كان منبسطا وبه حواجز أو متاريس كذلك تم تصميم سلم صغير يوصل إلى السقف وهذا يساعد الساكن على النوم في السقف المفتوح إذا تعطلت المروحة الكهربائية، وكانت الكهرباء قد دخلت إلى عدن بشكل جزئي في عام 1926م.

معظم تلك البنايات لها غرفتان رئيسيتان مع حمام ومطبخ مبني كقسم من الشرفة وكان يظهر أن تصميم وتخطيط الشرفات كي تحمي الجدران من حرارة الشمس وكذا الغرف الفردية، وهذا النوع من التصميم يكون مناسبا للبلدان الاستوائية، وكان هذا النظام قد اتبع وفحص في الهند.

كذلك طبقت عدة تخطيطات على بعض المنازل الأخرى غير أنها كانت بشكل عام واسعة جدا وذات حيطان قوية وشرفات وغرف متعددة في الطابق الأرضي مع أن بعض الشرفات كانت قد بنيت من دون فتحات لضمان زيادة عدد الغرف طالما أن المروحة الكهربائية تستطيع أن تساعد على تلطيف الجو.إن بيانات المحطة العسكرية القديمة التي ظلت باقية حتى عام 1962م كانت تفسح المجال أمام العمران الحديث، أما تلك المنازل القديمة فقد كانت عند بعض الناس من ذلك الزمان شاهدة على مرحلة من تاريخ عدن بدأت فيه هذه المدينة تتحول من حالة إلى أخرى.

كانت عدن في ستينات القرن التاسع عشر قد تحولت إلى مدينة لها حضورها على المستوى العالمي ومن المعابر التي توصل خطوط الملاحة العالمية بين الشرق والغرب، وتلك الفترات من تاريخ هذه المدينة جاءت من أحداث في صفحات الكتب، ما دون عدة قضايا وافكار وحكايات شكلت حلقات من ذاكرة عدن الحضارية.

في كتاب (مذكرات أميرة عربية) للسيدة سالمة بنت السيد سعيد بن سلطان، سلطان مسقط وزنجبار، الصادر عن وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان تذكر الكاتبة حكاية وصولها إلى عدن وتلقي تعاليم الدين المسيحي وتعميدها وتحولها عن الإسلام فقد فرت من زنجبار بمساعدة زوجة الدكتور والقنصل البريطاني التي نقلتها في إحدى الليالي في زورق مع المستر (ب) ربان باخرة حربية بريطانية اسمها هاي فابر (وكان ذلك بتاريخ 26 أغسطس 1866م) كانت متجهة نحو الشمال والهدف ميناء عدن، وفي عدن نزلت بضيافة عائلة اسبانية كانت قد تعرفت عليها في زنجبار وظلت تنتظر زوجها الذي قضى عدة اشهر في زنجبار لتصفية أعمال شركته وكان وصوله إلى عدن في شهر مارس 1867م ولكنه غادرها في نفس الشهر إلى المانيا وبعد تعميدها أصبح اسمها إميلي روث وكان ذلك في الكنيسة الانجليزية في عدن، وتبع ذلك مراسم الزواج طبقا للشعائر الانكليكانية، ثم سافرت إلى المانيا.كانت عدن في تلك الحقبة التاريخية قد مر عليها عدد من الحكام الانجليز مثل وليم كوجلان (1854-1863م) ووليم ميرويذر (1863-1867م).

الإدارة البريطانية في عدن
كانت معرفة عدن بالنظام الاداري البريطاني على يد الكابتن هينس، أول مقيم سياسي في عدن، الذي كانت فترة عمله فيها من عام 1839م حتى 1854م وقد أقام في أحد المنازل في حي كريتر كما كان مقراً لإدارة شؤون البلاد المدنية، وقد كان أول مساعد له هو الملازم ينكينز وجاء من بعده الملازم كروتندن وذلك في شهر سبتمبر من عام 1840م، وكان هؤلاء اساسا من رجال البحرية الهندية البريطانية ولكن منذ عام 1863م حل محلهم رجال من الجيش الهندي وكان حاكم الهند البريطاني كارناك قد أكد في شهر سبتمبر سنة 1839م بأن هينس هو الشخص المناسب لحكم عدن. وعن هذا الجانب يقول الدكتور فاروق عثمان أباظة في كتابه (عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر): «واستطاع هينس بمقدرته وحزمه ولباقته أن يجمع في يده جميع خيوط السلطة في عدن ويوحد إدارة المدينة ويجعل المسؤولين هناك يرجعون إليه في كل الأمور. كما حرص هينس على الاستفادة من المواطنين العرب ذوي الخبرة من أهالي عدن للمشاركة في إدارة شؤون المدينة وسمح لهم باتباع أساليبهم الإدارية الخاصة التي اعتادها الأهالي هناك، بل إن هينس استعان بعدد من الرجال العرب المسلمين من أهالي عدن ليحافظ على الأمن فيها بعد أن أرسلهم إلى بومباي حيث تم تدريبهم على نظم الشرطة، وكان هينس يهدف من اتباع سياسته هذه في الاستعانة بالعرب من أهالي عدن في مثل هذه الأعمال أن يضمن لحكمه الاستقرار ويحفظ الأمن في البلاد ويقرب الأهالي إليه . كما كان يهدف أيضا إلى جعل ميناء عدن يقوم بدوره كاملا كميناء بحري هام في خدمة المصالح البريطانية».

مكانة عدن بين الأمم
ظلت عدن عبر مراحل من التاريخ من أهم المدن العربية في التجارة العالمية وكانت قديما قد عرفت بالسوق الرومانية في عهد قسطنطين (306م) وكانت عدن بما فيها من ثراء وشهرة وأهمية عسكرية تدين لموقعها الجغرافي الذي يوجد على فوهة بركان هادئ وعلى ارتفاع 123 قدما عن سطح البحر، وكانت التجارة القادمة من الهند وفارس وبلاد العرب وأفريقيا والأمم الأخرى في أوروبا ومصر وفينيقيا، والسفن تنقل الخيرات من بلادها في الشرق إلى مدينة عدن ومنها عبر البحر الاحمر إلى مصر، وكذلك محاصيل الأقاليم الغنية بالزراعة وكل هذا جعل منها سوقا للصمغ والعقاقير وجاء الكثير من التجار من الشرق والغرب وفتحوا المراكز التجارية واستوردوا إليها البضائع، هذا المكان الهام جعلها في دائرة أطماع الدخلاء، ففي مارس 1513م هاجمها القائد البرتغالي الفونسو دي البوكويرك وفي عام 1516م هاجم ميناء عدن اسطول المماليك، وبتاريخ 3 أغسطس 1538م احتلت عدن من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني (1520-1566م). هذه هي عدن مدينة الماضي واليوم والغد، مكانة وحضارة وتاريخ وإنسان مازال يسطر كلمات الكبرياء والمجد عن هذه المدينة الخالدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى