مدارسنا ووضع التعليم فيها .. آراءمختلفة وأسباب مشتركة وحلول تحتاج إلى تفعيل

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
طلاب متسربون من إحدى ثانويات خورمكسر
طلاب متسربون من إحدى ثانويات خورمكسر
مدرسة هي الأخرى تلاميذها كانوا يقبعون بجانب باب المدرسة، وبين أزقتها يجلسون ويتعاطون الشمة، ولا يهمهم شيء سوى أنهم يخرجون من منازلهم في وقت مبكر لكن ليس لأجل الانضباط في الوقت والطابور الصباحي، ولكن لتدرك عائلاتهم أنهم فعلاً منضبطون في الذهاب في المدرسة.

أمام مبنى المدرسة يجلس الشباب لا حسيب ولا رقيب ودون خوف من أحد، لا يهمهم مدير أو مدرس أو مدرسة، لأن ما يقومون به في اعتقادهم هو السليم.في الطريق العام لمستشفى الرازي وحين تدخل الأزقة تجد تكتلات من الشباب يجلسون معاً وبالزي المدرسي، ولو عدنا للماضي قليلاً لوجدنا أن هذه الظاهرة كانت ومازالت موجودة، وحكى لنا أحد الشباب عن المكان الذي كانوا مسبقاً يقبعون فيه لنجد أنه عمارة قديمة تعرضت لحريق في أيام سالفة، فجعلوها مرتعاً مناسباً ومكانا يحميهم من آهات التعليم.ترى هل شباب خورمكسر يعانون ما يعانيه أبناء البريقة الذين تحدثنا معهم في الحلقة السابقة؟الإجابة البسيطة وجدناها (نعم) بل وأضعاف مضاعفة، فهم لا يجدون في التعليم سبباً وجيهاً ولا في المنهاج شيئا جديد اولا حتى قبس أمل .

انتقلنا إلى مدرسة أخرى، وإذا ما وصفناها نقول إنها عسكرية من الدرجة الأولى لكن لعل أخبار الأمس خلطت الحقيقة باليوم، فالطلاب العسكريون هم أكثر انضباطاَ والتزاماً وتهافتاً نحو التعليم، لكن العدوى انتشرت والأرضة وصلت لتأكل ما تبقى من مثالية المدرسة ليصبح طلابها ممزوجين بين المدني والعسكري، ويتداخل السلوك في بعضه البعض ويتواكب مع المدارس الأخرى ليصبح وضعها كغيرها من المدارس، وينفر طلابها من التعليم وتتمخطر إدارتها بالقرارات التي لا تدفع لحد التنفيذ .. ولم يبق للانضباط بقية.ولن يلام الطالب على ما يفعل طالما وأن وضع مدارسنا أصبح لا يخدم التربية ولا الطالب ولا المدرس، فكيف يخدم الوطن .وما زلنا في مدارس خورمكسر حيث الكثير من المعاناة والتسيب لمصلحة المعلم والإدارة ..

< أحد المدرسين يصف ما يحدث في المدارس من تسيب قائلاً: الفساد في بلدنا كبير وطال كل مرافق العمل، والتربية والتعليم ليست مستثناة منه، فهي الأخرى طالها ما طال كافة القطاعات، فبالله عليك لماذا تسأليني عن وضع مدارسنا؟ ألم تدرسي في اليمن، لست بعيدة عما يحدث، ألم تر عيناك شيئا من الفساد في التعليم؟.. وإن تحدثتِ عبر هذه الحلقات هل ستحركين في اليمن شيئاً؟الوزارة يا أختي تعرف كل شيء، والتربية تعلم بكل شيء، لكن خذيها معلومة مني لو نجحت المدرسة في أداء الجانب التعليمي هل تنجح في إصلاح المعلم، فالمدرسون هم من يسعون وراء فشل الطلاب وأقولها صراحة برغم أنني مدرس لأنهم سيحظون بشعبية الطلاب الراسبين عندما يجدون أنفسهم الفرج في حل مشاكلهم.ولا تنسي أن كل شيء بحسابه، أنت ترسّب وتقبض في الأخير وهو المهم، والإدارة المتسيبة يخدمها هذا المنطق.

بكتيريا ضارة
أحد المواطنين ونحن نتحدث عن المعاناة في الجانب التعليمي قال: التعليم هو الأساس وبناء الدولة يعتمد عليه بدرجة رئيسية، وأصحابنا لا يهتمون بذلك، وأصبح الفساد مثل البكتيريا المنتشرة بفضل وجود العوامل المحفزة جداً كالانفلات والتسيب ورمي المسؤولية على بعضنا بعضا.

النجاح المضمون
ويقول أحد المدرسين: لو تكلمنا عن الانضباط والأساليب المثلى في التعليم وفي فرض جدية التعليم سنجد أن إعطاء الطالب حقه ومستحقه من الدرجات هو المهم وهو حل كل المشاكل، وإذا رأى الطالب الذي يرسب أن مبدأ المال والمعرفة لن يفيد وأنه سيعيد العام أو أنه سيفصل من المدرسة في حال عدم احترام المعلم في الحصة وتكون هناك قاعدة فعلية مطبقة، فلن يتجرأ أحد الطلاب على التطاول على المعلم مهما كان السبب، وأنا أرى أن طمأنة المعلم أو الإدارة للطالب بأنه سينجح نهاية العام هو أهم أسباب الانفلات في المدارس.

التسيب الإداري وعدم تنفيذ القوانين
ويصف أحد المعلمين الوضع التعليمي زمان قائلاً: زمان كانت لو رسب التلميذ بمادة واحدة يفعل لها حسابا بعكس الآن إذ يرسب الطالب بالأربع والخمس وفي الأخير هو ناجح، فأين إدارات المدارس من الانضباط وحسم الأمر بالطريقة القانونية التربوية وهل لو نفذت قواعد العلمية التعليمية سينجح ذلك؟.

مدرسة ومدرس يخلون بأخلاق المعلم
ومن العجيب أننا في زمن الديمقراطية ندعي الديمقراطية إلى حد التبجح واللا مسئولية، فبينما هناك مدارس تبكي على وضع طلابها، هناك مدارس تبكي على وضع معلميها، وطلاب أيضاً يضحكون على وضع مدرسي بعض المواد مثل الإسلامية على سبيل المثال، فهم للأسف مرتشون أو مشجعون على التسيب بل ومساعدون في الانفلات الأخلاقي في بعض المدارس.

وللمعلمات المتعاقدات شكاوى
شكت إحدى المدرسات المتعاقدات قائلة: نحن والله ندرس من قلوبنا ونهتم بالطلاب والطالبات، لكننا نقابل بالإجحاف من التربية، والمدرسات الأساسيات لا يهمهن وضع المدرسة وسمعتها ومستوى أداء الطلاب مطلقاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى