> يتكبد المواطنون في قرى مديرية المحفد العناء في البحث عن الماء وشرائه مما يفرغ ميزانيتهم. وهم يأملون باكتمال مشروع جبل حلم المركزي الذي بدأ عام 1996 ولم ير النور بعد. والواقع أن أكثر من 20 قرية شملها مشروع مياه جبل حلم المركزي بانتظار عرس اكتمال تنفيذه ولكن داهمته الشيخوخة وهو قابع في مكانه ويوشك أن يوأد في بطن الجبل. فالمواطن يتكبد مشقة الحصول على الماء وقد أنهكته التكاليف المادية التي تتراوح مابين 1500 إلى 2000 ريال لـ(الوايت) الصهريج الصغير وبإجمالي أكثر من خمسة صهاريج في الشهر حتى صارت تخصص ميزانية شهرية للماء تتضاعف في فصل الصيف.

أمين عام المجلس المحلي للمديرية محمد سالم القولين ذكر أن الدراسة المسبقة للمشروع التي قام بها مهندسون تابعون للهيئة العامة لمياه الريف خاطئة وغير دقيقة، وأضاف:

«لقد رافق عملية سير المشروع الكثير من التلاعب والمحسوبية لعدم خضوعها للسلطة المحلية بالمديرية، وإنما يتعامل المقاولون مباشرة مع المحافظة وأغلب الآلات والمعدات رديئة وقد أصابها العطب مبكراً وبحاجة إلى إصلاح نتيجة توقف العمل بالمشروع فترة طويلة».

وأكد أن ميزانية المشروع صرفت بالكامل وما تزال مواسير الخطوط الرئيسة ناقصة ولا يوجد اعتماد مالي لخطوط شبكة مياه داخلية من الخزانات الفرعية إلى القرى التابعة لها.

كلام لا يسمن ولا يشفي غليل المواطن العطشان للماء.

هذا هو الحال.. مسئول فاقد السيطرة ولا بيده حيلة، ومواطن أصابته الحسرة من كثرة الانتظار.

المواطن ناصر سعيد لخبة، فني صيدلة من قرية صندوق بالمحفد لخص معاناة المواطن من خلاله بالقول: «تبعد قريتنا حوالى 20 كم عن مشروع جبل حلم المركزي ونستعين بالبوز للحصول على الماء حيث بلغت كلفة البوزة الواحدة ألفي ريال وبمعدل ثلاث بوز (وايت) في الشهر».

وأضاف:«لقد فقد المواطن الأمل في نجاح المشروع ويكاد أن يكون مجرد حلم سرعان ما ينتهي لحظة اليقظة».