احمدي نجاد يحقق انقلابا اعلاميا ولكن ما هي الخطوة التالية؟

> لندن «الأيام» ا.ف.ب/رويترز:

>
صورة للبحارة البريطانيين مع المجندة الوحيدة باللباس المدني بعد اطلاق سراحهم
صورة للبحارة البريطانيين مع المجندة الوحيدة باللباس المدني بعد اطلاق سراحهم
حقق الرئيس الايراني خبطة دعائية امس الاربعاء بالافراج عن عناصر البحرية البريطانية الـ15، في محاولة منه لتعزيز صورته كلاعب مهم على الساحة الاقليمية، حسب ما يرى دبلوماسيون سابقون.

ورغم ان مشاعر الاستياء في بريطانيا بشان عرض مواطنيها على التلفزيون الرسمي خلال الاسبوعين الماضيين، لن تختفي بسرعة، الا ان "الهدية" التي قدمها احمدي نجاد الى الشعب البريطاني قبل عيد الفصح ستصوره بشكل ايجابي.

وصرح الدبلوماسي الايراني السابق مهدي فارزي لوكالة فرانس برس ان احمدي نجاد استفاد من الازمة بشكل جيد حيث اظهر للشعب الايراني ان بريطانيا، القوة المستعمرة السابقة، ليست ذات قوة عسكرية لا تقهر، كما عزز من مكانته بين الدول العربية المجاورة.

واشار فارزي الى ان صور البحارة بثت على قناة "العالم" الناطقة باللغة العربية في مؤشر على ان طهران تستهدف الجماهير العربية التي يزداد غضبها من التواجد العسكري الاميركي والبريطاني في المنطقة.

واضاف فارزي الذي عمل دبلوماسيا في الجمهورية الاسلامية لمدة عامين ويدير شركة لاستشارات الطاقة في بريطانيا، "تستطيع ايران ان تخرج من هذه الازمة اليوم وتقول انها انتصرت".

اما منصور فارهانغ، السفير الايراني السابق في الامم المتحدة، فصرح لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان ايران قامت "بعرض عضلات" لاظهار انها "قوة يعتد بها".

واعرب ديفيد اوين، وزير الخارجية البريطاني السابق، انه يامل في ان يحسن احمدي نجاد من علاقات بلاده المتوترة مع بريطانيا والولايات المتحدة وان يلعب دورا بناء في استقرار العراق المجاور.

وصرح لتلفزيون سكاي نيوز "اعتقد انهم يريدون فتح صفحة جديدة".

وذكر بان ايران حاولت دون نتيجة تحسين علاقاتها عام 2003 مع الولايات المتحدة التي ابقت على العقوبات المفروضة على ايران منذ احتجاز الطلاب الايرانيين في السفارة الاميركية في اعقاب الثورة الاسلامية.

واضاف ان هناك كذلك امكانية حدوث تقدم بين الدول الغربية وايران حول برنامجها النووي الذي تصر طهران على انه سلمي بينما تقول واشنطن ان ايران تسعى من وراءه الى امتلاك اسلحة نووية.

واوضح "انه متشدد. يجب ان لا نخدع انفسنا، ولكنها خطوة جيدة".

اما برنارد جنكين العضو المحافظ في البرلمان فقال ان الرئيس الايراني عالج الوضع ببراعة لكي يقدم مفاجأته كهبة شخصية.

وقال فارزي ان الدافع وراء القبض على البحارة البريطانيين لا يزال غير واضح وكذلك مسالة ما اذا كانت ايران سعت الى الحصول على صفقة وما اذا كانت قد حصلت على مثل هذه الصفقة لاعادة الايرانيين الذين تحتجزهم القوات الاميركية في العراق.

واكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه لم تجر "اية مفاوضات" للافراج عن البحارة كما اكد توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الاميركية انه "لا علاقة مطلقا" لهذه المسالة بالايرانيين المعتقلين في العراق.

وقال فارزي ودبلوماسي ايراني اخر يدعى هرمز نافيسي ان ايران ارادت ان تبعث برسالة الى الولايات المتحدة وبريطانيا.

واضاف فارزي "هناك بعض العناصر البارزة في النظام التي تتوقع بالفعل في مرحلة من المراحل ضربة اميركية ضد ايران".

وتابع ان الرسالة هي اننا "لن نسقط" مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين في العراق.

الرئيس الايراني يصافح احد البحارة البريطانيين بعد اطلاق سراحه
الرئيس الايراني يصافح احد البحارة البريطانيين بعد اطلاق سراحه
واضاف "انهم (الايرانيون) يعلمون انهم لا يستطيعون التغلب على ضربة عسكرية غربية ضد البلاد. كما انهم يعلمون انهم غير مضطرين لمحاربة الغرب على طريقته. هذا ما يسمى بالحرب غير المتماثلة".

ويعتقد دبلوماسيون سابقون ان ايران تشعر ان الولايات المتحدة تحاصرها بوجود القوات الاميركية في العراق وافغانستان ومجموعات حاملات الطائرات في الخليج.

واضاف ان "ايران ترغب في ان يتم الاعتراف بها واعتبارها لاعبا في المنطقة وليس تجاهلها".

البحارة البريطانيون سيسلمون الى السفارة البريطانية اليوم
اعلن مجتبى ساماريه هاشمي مستشار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان البحارة البريطانيين الذين افرجت عنهم بلاده امس الاربعاء يمكثون حاليا في وزارة الخارجية وسيجري تسليمهم اليوم الخميس الى السفارة البريطانية في طهران، حسب ما نقلت وكالة مهر للانباء.

واضاف المسؤول ان "البحارة البريطانيين الذين افرج عنهم سيسلمون الى السفارة البريطانية غدا ثم سيتوجهون الى لندن (...) وهم متواجدون حاليا في وزارة الخارجية".ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن مسؤول اخر طلب عدم الكشف عن هويته قوله ان البحارة سيغادرون طهران عند الساعة الثامنة صباحا (04:30 تغ).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى