الدكتور علي محمد مجور وقارئة الفنجان

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
وجدت نفسي في حالة استنفار فور سماعي خبر تكليف الأخ الوزير أ.د. علي مجور تشكيل الحكومة السابعة منذ قيام دولة الوحدة في 22مايو 1990م فعادت بي الذاكرة إلى مايو 1967م عندما علق الزعيم البريطاني الراحل هارولد ماكميلان على تعيين السير (لورد لاحقا) هري تريفيليان مندوبا ساميا لعدن بالقول: WHAT A POOR BOY (ياله من ولد بائس) وعلى ذكر ولد عادت بي الذاكرة إلى الراحل الكبير نزار قباني وقصيدته «قارئة الفنجان» ومطلعها

جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب

قالت ياولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب

الرجل الطيب الدكتور علي مجور هو سيد العارفين أن منصب كرسي رئاسة الوزراء تعاقب عليه على مدى 17 عاما التالية أسماؤهم:

أ.م. حيدر أبوبكر العطاس، وأ. عبدالعزيز عبدالغني، وأ.د. فرج بن غانم، وأ.د. عبدالكريم الإرياني، وأ. عبدالقادر عبدالرحمن باجمال وتقدم كل من ورد ذكره ببرنامج عمل إلا أن ظروفا موضوعية خاصة حالت دون تنفيذ البرامج، فالعطاس عذره معه لأن الفترة كانت فترة مماحكات وإعداد لحرب صيف 1994م، وعبدالعزيزعبدالغني قدم برنامجه الجرع وجاء بعده بن غانم وقدم برنامجه لكنه وجد نفسه أمام (مافيات) لا يقوى عليها إلا الله وحده، فرحل عن الكرسي وجاء بعده د. عبدالكريم الإرياني وقدم مؤتمرا وطنيا عام 1998م وأحاطه بهالة (حنانه طنانة) فسمعنا جعجعة ولم نر طحينا، أو كما يعبرعنه الإنجليز MUCH ADO ABOUT NOTHING ثم جاء بن باجمال وقعد على الكرسي فترتين وزادت رقعة البطالة اتساعا وتصاعدت أزمة الفقر، وجاء بعد ذلك الخبر الصاعقة بتكليف الدكتور علي مجور تشكيل الحكومة ولا يعني ذلك تحجيما لمكانة الدكتور مجور فهو فوق كل الشبهات فالرجل طاهر اليد عف اللسان وصاحب كفاية وخبرة تجلت في كل موقع عن المواقع التي شغلها سواء بعمادته لكلية النفط ومن بعدها عمادة كلية الاقتصاد ثم شغله منصب وكيل وزارة الخدمة المدنية وتوليه بعد ذلك حقيبة الثروة السمكية ومن بعدها الكهرباء إلا أن ما أقصده هو أن تحسن استغلال قدراته ونزاهته على نحو أمثل بإعطائه كامل الصلاحيات وأن نضمن سلاسة تنفيذ المادة 137 بكل فقراتها من الـ(الألف) حتى الـ(الياء) والمادة 138 من الدستور وإلا ستصبح الحكومة كسابقاتها من الحكومات وبالتعبير الإنجليزي GARBAGE IN GARBAGE مع جزيل احترامي وتقديري لكل رؤساء الوزارات السابقة.

لا نزال في وقت مبكر وإن قلت لا حاجة لاستباق الأمور إلا أن الواقع لا يزال كما هو على حاله البشع من نهب المال العام وأراضي وعقارات الدولة والثروة العامة: برا وبحرا وجوا، وسأرحل موضوعي هذا لبعض الوقت وأكتفي بالقول:

يا دكتور مجور إن ما تتطلع إليه قد تنبأت به قارئة الفنجان على لسان نزار قباني عندما قالت:

لكن سماءك ممطرة وطريق مسدود

وحبيبة قلبك نائمة في قصر موصود

من يدخل حجرتها من يطلب يدها من يدنو من سور حديقتها

من حاول فك ظفائرها مفقود

ستفتش عنها ياولدي في كل مكان وستسأل عنها موج البحر

وتسأل فيروز الشطآن

وتجوب بحارا وتفيض دموعك أنهارا وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا

وسترجع يوما مهزوما مكسور الوجدان وستعرف بعد رحيل العمر

أنك كنت تطارد خيط دخان

فحبيبة قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان يا ولدي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى