نحو 150 عالما سنيا عراقيا يبحثون في عمان انشاء مؤسسة للفتوى في العراق

> عمان «الأيام» كمال طه :

>
الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني
الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني
يبحث نحو 150 عالما سنيا عراقيا في عمان في اول مؤتمر لهم خارج العراق، في انشاء مؤسسة للفتوى في العراق بهدف اخراج البلاد من حالة التعصب والعنف الطائفي والفكري.

وقال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني في افتتاح المؤتمر أمس الأربعاء "آن الاوان لمشايخنا ان يجمعوا الصف ويلموا الشتات ويوحدوا الكلمة وان يكونوا مفاتيح للخير ومغاليق للشر".

واضاف "علينا الا ننساق خلف الاهواء والعواطف والا ننقاد بحبل الجهال والمجانين والا نغمض عيوننا امام رماة العواصف بل علينا ان نجيد فن الانقاذ".

ورأى ان العراق "غارق في بحار الاحتلال والطائفية ورواد الفتن وقادة الاجرام لذلك علينا ان ننقذ ابناءه فهم ينظرون الينا".

وتابع "لا تدعوا ابناء العراق يتخبطون. ضعوا النقاط على الحروف انقذوهم من التخبط والضياع لا تتركوا ابناء العراق يتخبطون بين الفتوى ويتأرجحون بين الاراء".

وتساءل السامرائي "من الذي ينتشل هؤلاء سوانا؟"، مؤكدا انهم "يريدون الفتوى التي تنقذهم من امواج الفتنة الى بر الامان وتفتح لهم الباب".

وقال متوجها الى رجال الدين الحاضرين "انتم عقول مفتوحة فعلموهم كيفية التجرد عن التعصب من الاراء والاهواء والمذاهب والتحزبات. علموهم ان يقبلوا الرأي والرأي الاخر وان لاتضيق صدورهم لمن خالف ارائهم او افكارهم او مذاهبهم".

واضاف "حذروهم من دماء المسلمين وخوفوهم من استهداف ابناء العراق وعلموهم ان زوال الدنيا على الله لاهون من ازهاق دم مسلم دون وجه حق".

من جهة اخرى، اكد السامرائي ان "علماء العراق دفعوا ضريبة كبرى وثمنا باهضا بأنفسهم واموالهم وارواحهم فما زالت دمائهم لم تجف وجراحهم لم تلتئم ومصائبهم لم تنتهي واحزانهم لم تنقطع".

واوضح ان "ما اصاب ابناء العراق عامة وما اصاب مشايخنا خاصة من الخطف والقتل والتعذيب والتمثيل والتشريد والاعتقالات والانتهاك للحرمات لم يشهد مثيلا له في التاريخ او اي من بقاع الارض قاطبة".

واشار السامرائي انه "كان يود لو ان هذا المؤتمر قد عقد في بغداد"،مشيرا الى ان "الظروف القاسية هناك هي التي أثرنا في عقده هنا في عمان بين اهلنا الكرماء".

من جهته، اكد الشيخ نعمان عبد الرزاق السامرائي الذي قال انه يعيش في المنفى الاختياري منذ اربعين عاما ان "من اعظم مشاكلنا في العراق اليوم هو ان اغلب دعاتنا هم من الهواة. دعاة لم يتخصصوا. يكفرون ومن كفرتهم استحللت دمائهم".

واضاف "هذه هي كارثة العراق اليوم"، داعيا ائمة العراق الى "تجنب اصدار الفتاوى دون وجه حق ودراية".

من جانبه، دعا الشيخ عبد الملك السعدي العراقيين سنة وشيعة الى نبذ الطائفية والعنف والتعايش جنبا الى جنب وتوحيد صفوفهم. وقال "لا يمكن للعراق ان يكون كله شيعة او كله سنة او كله اكراد او كله عرب"..واضاف "شاء الله يكون العراق باقة ورد تجمع كل هذه المذاهب والاديان معا".

وقال "علينا ان نعود الى ما كان عليه اسلافنا والا يتهم بعضنا الاخر والابتعاد عن التعصب فهذه الامور تافهة دمرت العراق".

ودعا السعدي الى الوسطية والاعتدال في الاسلام. وقال "علينا ان نكسب الذين يكفروننا ونتفاهم معهم وان نعود الى الوسطية لاننا امة الوسط".

من جهته، اكد الشيخ محمد عياش الكبيسي ان "العراقيين عاشوا قرونا طويلة معا ولم تكن الخلافات الدينية تؤثر عليهم مثلما هو الحال عليه اليوم".

واضاف "ليست الافكار المتطرفة هي المسؤولة عما يحصل في العراق بل محاولات تسييس الخلافات المذهبية والفكرية لصالح مشاريع اقليمية خارجية".

ودعا الكبيسي الى "عدم فصل الملف الامني عن الملف السياسي"، مشيرا الى ان "ما يحصل في العراق اليوم من كارثة امنية انما هو بسبب مشاريع سياسية".

ورأى الكبيسي ان "ابتعاد السنة احد المكونات الرئيسية في العراق عن الملف السياسي برمته وتركه لمكونات اخرى استأثرت بالسلطة هو السبب الحقيقي لحالة الاحتقان التي يعيشها العراق اليوم".

ويعقد المؤتمر الذي يستمر يومين برعاية العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي حضر نيابة عنه الشريف فواز الزبن مستشار شؤون العشائر.

وسيبحث في "مشروع مؤسسة للافتاء الجماعي" و"دور المرجعيات الدينية في العراق بعد الاحتلال" و"توحيد جهود العلماء" و"مسؤولية العلماء في الوقت الحاضر" و"مشروع مجمع فقهي عراقي". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى