«الأيام» في المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية والملتقى السبئي الحادي عشر ..أبحاث علمية رصينة من المأمل أن تترجم إلى حيز الواقع وأن يستفيد منها الباحثون

> عدن «الأيام» خديجة بن بريك:

> يختتم اليوم المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية بقاعة مؤتمرات الشيراتون بمدينة عدن، والذي عقدت أعمالها على مدى ثلاثة أيام. ومن المقرر ان يخرج المؤتمر بعدد من التوصيات.

وقد شاركت م. ريم عبدالغني في مؤتمر عدن الحضارة التاريخ بورقة عمل حول التفرد والابداع في العمارة الحضرمية وعن ذلك تحدثت قائلة: «اهتمامي بالعمارة الطينية هو من ضمن الاهتمام العالمي بالعودة إلى البناء بالطين، كونه مادة متوفرة ورخيصة ، لا تحتاج تقنية عالية، ولا تتطلب استيراد المواد والخبرات الأجنبية».

واضافت قائلة: «والعمارة الطينية في اليمن هي مثال لعبقرية المعمار اليمني فقد استخدم الحضارمة خواص الطين فوصولوا الى ناطحات السحاب والقصور الجميلة، وعمارة حضرموت عمارة عربية تقليدية ما زالت حية وهي بذلك نموذج نادر في وقت تموت فيه العمارات التقليدية الاخرى في بطء كدمشق القديمة او القاهرة القديمة التي تذلل وأفرغت من محتواها ووظائفها الاصلية.

ولهذا جاء اهتمامي منذ عام 1997م بعمارة حضرموت وركزت على شبام وتريم لنيل درجتي الدبلوم والماجستير في الهندسة المعمارية وعملت منذ عام 2000 على توثيق مساجد مدينة تريم لكي نضمن ان لا تفقد هذه الصروح المعمارية طابعها الاصلي بمرور الزمن او العوامل المناخية او هجوم الاسمنت.

حصيلة السنوات الخمس هي قاعدة معلومات ضخمة فيها آلاف الصور والمخططات التي رسمتها بالكمبيوتر وكذلك الاحصائيات واستطلاعات الرأي التي جمعت من السكان في محاولة لحصر جزء من التاريخ الشفوي والمتداول لهذه المساجد.

أشكر منظمي الندوة فهي فرصة كبيرة لمعرفة أحدث الدراسات والاكتشافات حول تاريخ اليمن وحضارته وعمارته من خلال عدد كبير من الاوراق المتميزة التي قدمت خلال الايام الثلاثة للندوة والتي ستكون بالتأكيد اضافة مهمة الى مكتبة اليمن ومكتبة التراث العربي بشكل عام.

وقد سميت مركز تريم للعمارة والتراث الذي أرأسه باسم مدينة تريم تعبيرا عن امتناني واعجابي بالمدينة التي لم تنل حقها الكافي من الاهتمام والتقدير من قبل الاعلام العالمي.

وسيصدر المركز قريبا مجلة (تراث) التي سيتخصص جزء منها بالتراث اليمني».

جمال الحسني مدرس في قسم الآثار جامعة عدن قال: «قدمت بحثاً وهو بحث مشترك بيني وبين د. أحمد بن أحمد باطايع رئيس قسم الآثار، والبحث يقدم قطعتين منحوتتين ونادرتين ليستا موجودتين في متاحف اليمن وهاتان القطعتان تصوران الأنسان وصراعه مع الحيوان وإحدى اللوحتين وجدت في منطقة كانت تسمى قديماً حجر عبدان عاصمة اليزنيين في محافظة شبوة بوادي عبدان واسمها حالياً حيد حنا حيث توضح هذه اللوحة في نقشها صراع رجل (فارس) مع أسد والأخرى توضح صراع رجل مع ثور وهذه غالباً ما تكون تأثيرات رومانية لكن هي نادرة الوجود في اليمن وحاولنا أن ندرس قطعا مماثلة لها في متاحف العالم فوجدنا قطعا قليلة جداً وهاتان اللوحتان محفوظتان في متحف قسم الآثار في كلية الآداب في عدن».

د.أسمهان سعيد الجرو أستاذة في التاريخ القديم في جامعة السلطان قابوس قالت: «كنت في جامعة عدن والآن لي خمس سنوات في جامعة السلطان قابوس، والورقة التي سأقدمها هي حول العلاقات العمانية اليمنية من القرن الأول حتى القرن السادس الميلادي وهذه الورقة تعتمد على مجموعة من المصادر النقشية والكلاسيكية تعتمد على معطيات مادية تؤكد أن هناك صلة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية بين اليمن وعمان في تلك المرحلة.. والنتائج التي توصلت لها هناك علاقات عميقة جداً متجذرة منذ العصور الحجرية وهناك آثار كثيرة تثبت أن هناك تواصلا منذ العصور الحجرية وذلك بحكم الطبيعة الجغرافية الواحدة».

وأضافت قائلة:«الوحدة الجغرافية فرضت وجود نوع من الصِلات العفوية فالحراك التاريخي يتم دون حواجز أو رسميات فتتنقل الأمم والأقوام من مكان إلى آخر فأينما حلوا فلا يوجد جواز سفر ولا عوائق طبيعية تحول دون ذلك الحراك. وقد أثبتت تلك المعطيات في العصور الحجرية والعصور البرونزية وجود الصلة بين البلدين» .

عميدة محمد أحمد شعلان أستاذ مشارك في كلية الآداب قسم الآثار جامعة صنعاء الأمين العام للمؤثمر الدولي السادس للحضارة اليمنية قالت:«بدأت فكرة إعداد هذا المؤتمر بعد العودة من المؤتمر السبئي العاشر الذي عقد في سان بطرسبورج في روسيا عام 2006م. وقد طرحت الفكرة لعقد المؤتمر الحادي عشر في اليمن وهذه التوصية التي كانت من توصيات المؤتمر سان بطرسبروج أن يعقد المؤتمر في اليمن .

وكان الهدف من إقامة المؤتمر في عدن هو بمناسبة مرور اثنين وثلاثين عاماً لانعقاده في عدن».

د. غيلان حمود غيلان، الامين العام لجمعية التاريخ والآثار، قال: «لقد سعدت بالمشاركة في هذا التجمع العلمي العالمي لأشرح من خلال بحث حول الزخارف المنفذة بالألوان في مسجد قيدان كنموذج لتطور هذا الفن الراقي في اليمن وكيف وصل هذا الفن الى درجة عالية من التطور على أيدي الفنانين اليمنيين في العصور الوسطى.

إن المأمل من أبحاث هذا المؤتمر ان تترجم الى حيز الواقع وان يستفيد منها الباحثون مستقبلا لأنها أبحاث علمية رصينة تعكس ما توصل اليه المنهج الأكاديمي العلمي وما أصاب هذا الجانب من تطور في دراسة الحضارة اليمنية قبل الاسلام او في العصر الاسلامي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى