زيارة خاطفة تعيد ذكريات الزمن الجميل

> «الأيام الرياضي» مختار محمد حسن:

>
عبدالله علي حسن يتحدث وعبدالجبار سلام وفؤاد مكي وأبوبكر طرموم يستمعون لحديثه
عبدالله علي حسن يتحدث وعبدالجبار سلام وفؤاد مكي وأبوبكر طرموم يستمعون لحديثه
كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام كانت في فترة الستينات هي الهواء والماء والغذاء والمتنفس النقي في مدينة عدن ، وكان الرابط بين كل الرياضيين حينها الحب فقط ولاغير .. ولان كل شيء يذهب في هذه الدنيا هباءاً منثورا يبقى الحب هو الذي يحرك مشاعرنا كلما تقدم العمر بنا..وعلى هذا الاساس عاش لاعبونا في تلك الفترة الزاهية حيث كان الحب هو الذي يجمعهم ، ولم يتفرقوا منذ ذلك الزمن ، وكم هو جميل أن تكون مرافقا في لحظة ما لمن عاشوا في تلك الفترة حتى ولو لبرهة لترى بعينيك وتسمع بأذنيك ماخلفه هؤلاء العمالقة من قصص وحكايات يشيب لها الرأس عند سماعها.

هذه المقدمة كانت تدور في ذهني بعد أن أتصل بي الاخ عبد الجبار سلام الشخصية الرياضية المعروفة منذ فترة الستينات ليطلب مني مرافقة عمالقة فترة الستينات والسبعينات في زيارة خاطفة لعملاق فريق الأحرار عبد الله علي حسن في منزله بعد أن أقعده المرض من أجل الاطمئنان على صحته .. وكم كانت الزيارة جميلة بكل ماتحمله كلمة الجمال من معنى ، خاصة وأن شريط الذكريات نال من ذلك الحب جانبا مثلما يقولون ، ويمكن أن تنبهر وأنت تسمع حكايات زمان بكل مافيها من تعب وسهر ومعاناة .

وبعد هذه الزيارة الخاطفة أحببت أن أكتشف شخصية اللاعب القديم عبد الله علي حسن فلم أجد أحسن من سؤال أصدقائه الذين زاروه في هذا اليوم المشهود وقد أبتدأ في الاجابة عن هذا السؤال المدرب القدير وزميل اللاعب في تلك الفترة الكابتن عباس غلام الذي قال :

> «لقد قضيت لحظات سعيدة اثناء زيارتي لزميلي اللاعب الكبير عبدالله علي حسن في منزله وتفقدت حالته الصحية وعشنا لحظات ممتعة مع ذكريات الزمن الكروي الجميل ولا يسعني هنا الا أن أتقدم بالشكر الجزيل للرياضي المعروف عبدالجبار سلام سعيد الذي قام بتهيئة الأجواء المناسبة والترتيب لقيامنا بهذه الزيارة الودية التي مدت من خلالها جسور التواصل بين نجوم الكرة العدنية في عصرها الذهبي، وأعتقد بأن استمرار تبادل الزيارات بين الرياضيين تسهم كثيراً في تجديد الذكريات والصلات بينهم وكذا التعرف عن قرب على أحوالهم وأوضاعهم وفي ذلك الكثير من الخير والسعادة، وعلى الاعلام الرياضي ضرورة القيام بتسليط الأضواء على هؤلاء النجوم كما على المسؤولين تقديم كل الدعم والعون لهم».

> وقال لاعب الاحرار الرياضي الذي لعب أولا كدفاع ثم كحارس لمرمى فريقه والفريق الوطني نديم عبده حزام:«هذه كلمة وفاء للصديق العزيز عبدالله علي حسن الذي عرفته منذ بداية الخمسينات والستينات كصديق وقبل ذلك كان يعمل كمحاسب في بلدية عدن حيث كان ملتزما ومنضبطا في عمله.

نديم حزام يروي الأسرار التي كانت بينه وبين عبدالله علي حسن
نديم حزام يروي الأسرار التي كانت بينه وبين عبدالله علي حسن
وكان يلعب معي في فريق الأحرار الرياضي كظهير أيسر وكنت اطمئن له كثيرا لما كان يلعب معي في أي مباراة لأن هناك كانت ثقة كبيرة وإنسجام وتفاهم بيننا وتصور لما كانت تجي علينا ضربة ركنية (أي كونه) كان يدخل معي في الجول ويأخذ الموقع الأيسر وكان يقول لي لا تتدخل في الجهة اليسرى حتى لا نصطدم أنا وأنت واعتبرها حقي وأي خطا أنا مسؤول عنه وفعلاً أغلب الكرات كان يخرجها من داخل الجول وكان الجمهور يهتف له بشكل طبيعي لأنه أنقذ مرماه من هدف محقق فهذه دلالة واضحة على التجانس والتفاهم الذي كان بيننا كفريق واحد..إضافة إلى ذلك كان من أحسن مسددي ضربة الجزاء أي(البنلتي) ، يعني جول جول ماشاء الله عليه كان يلعب برجل اليسار ويعرف فين يحط الكرة في المرمى..وعبدالله علي عرفته كأنسان خلوق جداً مع أصدقائه ويبادل الاحترام كل شخص وكان مخلصا للكرة ويحبها كثيرا لهذا السبب اشتهر كثيرا حتى وصل إلى الفريق الوطني».

> كما تحدث الحارس فؤاد مكي قائلا:«اللاعب عبدالله علي حسن أفنى حياته لاعباً متميزاً في نادي الاحرار الرياضي ومنتخب عدن وكان خلوقاً وعاشقاً للعبة إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالى كانت أقوى حيث أبتلي بمرض أقعده الفراش بينما كان نحلة متميزة على أرض الملعب ولعب في فترة الخمسينات والستينات لفريق الاحرار وكان عاشقاً للكرة ولفريقه حيث لقب بـ «ملك التغطية» ولقد مثل عدن ضمن الفريق الوطني في جمهورية مصر العربية وكنت أثناء حراستي للمرمى أشعر بالأمان وبالذات اثناء ضربة "الكونه" أو ضربة مباشرة من خارج خط (18) وكان يتحمل تغطية الجهة اليسرى من المرمى، لذا ينبغي من القيادة الرياضية ممثلة بالأخ وزير الشباب والرياضة وكذا محافظ محافظة عدن أن يهتموا بعلاج اللاعب عبدالله علي حسن ودعمه وأخيراً نشكر «الأيام» و«الأيام الرياضي» ممثلة بالناشرين هشام وتمام ،وهما والصحيفتان لهما مكانة خاصة في قلوب الرياضيين».

> كما قال ابراهيم علي أحمد: « اللاعب القدير عبدالله علي حسن شخصية رياضية مرموقة وشخصية اجتماعية هادئة ومعروفة،وكان لاعبا اساسيا متمكنا يعتمد عليه الفريق وهو يجيد اللعب في مركز الظهير الايسر.. ولقد برز اللاعب عبدالله علي حسن في كرة القدم وساهم مع زملائه اللاعبين في رفع مكانة فريق نادي الأحرار الرياضي من خلال احراز الكثير من الانتصارات في فترة العصر الذهبي لكرة القدم حيث كان من أحسن اللاعبين في خط الدفاع وقد عرف بصلابته وإسهاماته في الدفاع عن مرماه. ولمع صيته بلعبه الرائع وبحسن تسديداته لضربات الجزاء برجله اليسرى الذهبية.

هذا هو اللاعب عبدالله علي حسن الذي عرفناه محبا لزملائه دائماً مبتسماً يحب المزاح مع إخوانه اللاعبين وله مواقف ظريفة مضحكة الجميع من زملائه اللاعبين يعرفها وهو يحظى باحترام وتقدير الجميع.. ونتمنى من الله أن يمن عليه بالشفاء والعافية..ونرجو من حكومتنا الموقرة ومن وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم العناية والرعاية بصحة الرياضيين ومدهم بالعون والمساعدة من حيث توفير العلاج الصحي ومن الناحية المادية المساعدة ولو بمبلغ محدد شهريا».

> وقال أبوبكر طرموم:«في الحقيقة قبل الحديث عن هذا النجم عبدالله علي حسن أحب أن أقول أنه كان قمة في ملاعبنا اليمنية، وعملة نادرة في كل شيء وفي الحقيقة وبكل صدق وحب نقدم الشكر والتقدير للأستاذ عبدالجبار سلام صاحب فكرة هذه الزيارة وبادرة الخير ،لأنه رجل مبدع ويحب زملاءه ويبحث عن النجوم الحقيقيين الذين قدموا كل شيء للوطن والنادي وللرياضة ودائماً عودنا الاستاذ عبدالجبار على مثل هذه اللفتة الكريمة والحانية التي لا تقدر بثمن لأنها للكابتن عبدالله علي حسن..وبصراحة لا أستطيع أن أقول عنه شيئا إلا أنه إنسان أصيل ونجم كروي من كوكب جميل صعب وجوده في ملاعبنا حالياً..والكابتن عبدالله علي حسن زميلنا المحبوب كان يتميز بنجومية نادرة وكان اختصاصيا في تنفيذ ضربة الجزاء كما كان ساحرا بقدمه التي لا ترحم .. وباختصار هو لاعب من ذهب صاف في الجهة اليسرى من الملعب..أتمنى ولكن أحلم بل أتمنى أن يتحقق المستحيل بلفتة كريمة من قبل الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة للكابتن عبدالله عـلي حـسن وتـكـون لـفتة سخية لأن الرجل يستحق الكثير فقد كان نهرا من العطاء».

من اليمين وقوفاً: ابراهيم علي أحمد، د. عزام خليفة، عباس غلام، فؤاد مكي، نديم حزام، أبوبكر طرموم، عبدالجبار سلام.. يتوسطهم اللاعب عبدالله علي حسن
من اليمين وقوفاً: ابراهيم علي أحمد، د. عزام خليفة، عباس غلام، فؤاد مكي، نديم حزام، أبوبكر طرموم، عبدالجبار سلام.. يتوسطهم اللاعب عبدالله علي حسن
> وقد اختتم اللقاء د. عزام خليفة بقوله: «كثيرون هم الذين يمارسون لعبة كرة القدم.. ولكن لا يبقى في الذاكرة غير عدد قليل منهم ، لقدراتهم وإمكاناتهم المتميزة في الابداع والامتاع.. ومن هؤلاء الكابتن والنجم عبدالله علي حسن أحد رموز الكرة في نادي الأحرار الرياضي في عقدي الخمسينات والستينات..وما زيارتي مع كوكبة من ألمع النجوم الكروية في تلك الفترة الا تقديرا ووفاء لمثل هؤلاء النجوم الذين نتمنى على الدولة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة والمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة تقديم الدعم والرعاية لما قدموه من عطاء وإبداع خلال فترات شبابهم الزاخر بالعطاء فترة الكرة الجميلة التي كانت تسمى بالعصر الذهبي للكرة اليمنية.

تمنياتنا مجدداً للكابتن والنجم عبدالله علي حسن بالشفاء العاجل والعيش بسعادة وهناء مع أسرته الكريمة.. كما لا أنسى أن أتقدم بجزيل الشكر للأستاذ الكابتن عبدالجبار سلام على مبادرته الطيبة والمتميزة في ترتيب وتنظيم مثل هذه الزيارة.. فلك الف تحية وسلام كابتن عبدالجبار سلام.. وللصحيفة التقدير لما تبذله من اهتمام ورعاية لمثل هذه الجوانب الانسانية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى