وزارة مجور في مواجهة ارتفاع الأسعار

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
مثلما قال المثل (بغوها شريطة وقعت قليدة) وصلت الوزارة الحالية للدكتور علي محمد مجور، ولأنها أثارت صدمة حقيقية لدى المواطن والأجواء عامة باعتبارها مخيبة للآمال، إذ أظهرت النية من تكليف مجور دون ستائر وهو قطع الرأس أولا مع أن هذا لا خلاف عليه تقريبا عند الناس، فقد تعفنت الجثة ولابد من إخراجها ودفنها قبل انتشار الوباء وهذه القليدة، كان لابد من البحث عن وجه آخر من خارج الكتلتين الجنوبيتين (الزمرة والطغمة) ورمي الوزارة إلى جنوبي إرضاء وتهدئة حتى لا تثار قضية الأقاليم والمناطق، وما يحدث حولنا في دارفور وجنوب العراق والأكراد وكوسوفو.. إلخ، وهذه الظاهرة السياسية لمحت إلى قعقعتها الأفكار والاحتقانات والتقسيمات المتطلعة إلى الانفتاح السياسي والإعلامي الإقليمي والعالمي وجاءت هنا المسألة بدلا من الخوض في موضوع اقتسام السلطة والثروة من المهرة إلى رأس العارة، لنأخذ الطريق الأقرب إلى تطييب الخواطر بأن الوزارة خرجت من الجنوب إلى الجنوب شكلا فقط، عملا بالمثل القومي السائد في ثقافتنا (كلنا عرب من المحيط إلى الخليج) وبعدها أصبحنا كما قال نزار قباني: (وحدويون والبلاد شظايا).

ما الذي سينفذه الرجل لنا، ونحن لا نتشائم هنا إذ إن الصدمة التي مني بها الناس وما أراده الهاجس الوطني والشعبي والسياسي انخفض انخفاضا كبيرا من واقع الصدمة التي أحدثتها الترميمات الوزارية أو التسويات لمراكز القوى وزوبعة الفنجان والاحتفاظ بالكراسي والمناصب والامتيازات، زحزحة إلى الوراء والوسط، خرج عدد من الفاسدين الذين لم نكن نحبهم مع أننا لم نكن نحب أحدهم، والرأي العام اليمني رأيه واضح هنا، كان هؤلاء عبارة عن بالونات منفوخة ولها ضجة لا مبرر لها، لكنهم أرادوها فوق رقابنا، ثم غادروا ولكن بعد إيه!

إخفاقات وتردي وخسائر بالغة من وقت ومعيشة الناس بل وسببت متاعب لنا، نزيف المال العام وتفشي الشللية و(البشكات) حملة الطبول والمباخر، فماهو القادم إذا؟

كيف سيبدأ رئيس الحكومة الجديد، ونحن طبعا ندعو له، والتمنيات مبعوثة إليه بأمل كبير أن لا يتوقف يوما ما وتعرقل أفكاره!

لديه في المجلس عدد ضئيل من الفاسدين بقوا وهؤلاء من خدام النظام القديم وأصحاب الطاعة، وآخرون اكتسبوا مناعة سياسية وقدرة في فن المراوغة والصراعات، لكن هذا ليس حديثنا، إننا نتكلم عن تراكمات وتراث الؤمساك، نحن أمام متطلبات وحاجة الناس، دحر الفقر وضرب المافيات، الموالاة معنا لتخفيف مصاعب القوت والعمل، والتسويات الاجتماعية الوظيفية، وقف اقتسام الاستيراد والثروة وإقامة القصور، وكادر الصحفيين، وها هي أول مواجهة لحكومة علي مجور، يرتفع سعر (البقل) أو كما ينطقه إخوتنا في الضالع والصعيد (الفجل) إذ قفز سعر العصب الفجل من 10 ريالات إلى 50 ريالا فجأة في المكلا والشحر والمحفد وحتى عدن، وسعر العصبة (الشبرم) أو كما يقول أهلنا في عدن (الكزبرة) من 20 إلى 60 ريالا وارتفع سعر البصل الأخضر إلى 60-07 ريالا بمعدل ثلاثة أضعاف سعره السابق فجأة، أما البسباس الأخضر (عروق) الرطل من 150 إلى 300 ريال والليم الحامض طار كالصاروخ من 100 ريال للرطل إلى 500 ريال أما الكراث فالعصب يصل إلى 60-70 ريالا بدلا من 15 ريالا إلى يوم الأول من أبريل الكذبة المشهورة.

من يعيد لنا أسعار البقل نحن الفقراء وكل من هو على باب الله، نحن لا نسأل عن البيض الذي فقدناه!

بغينا سعر معقول للبسباس والطماطم والبامية، إنها مواجهة حقيقية مع الحكومة ومعنا ومع البقل، قال الشاعر: يارايحين إلى عدن معكم حبيبي راح ليعيد لي وجه الوطن ونهاية الأسعار والأشباح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى