ايام في المعتقل

> نجيب محمد يابلي:

> سكنت أسرة (مسيبلي) ذاكرة المجتمع في عدن كشخصيات عامة واجتماعية معتبرة وبحدود دائرة معرفتي يتوزع آل مسيبلي إلى أسرتين، أسرة صالح مسيبلي وأسرة حسين مسيبلي ومنهم: المسرحيان عبدالله صالح وعلي صالح مسيبلي والتربوي حسين صالح مسيبلي ومحمد صالح مسيبلي والدبلوماسيان عبدالعزيز حسين مسيبلي وعبدالرحمن حسين مسيبلي ورجل القضاء صالح حسين مسيبلي ورجل السياحة عبدالله حسين مسيبلي.

صدر عن مركز عبادي للدراسات والنشر كتاب «أيام في المعتقل» للأستاذ علي صالح مسيبلي ويقع الكتاب في 103 صفحات. الكاتب من مواليد البيضاء عام 1940م والتحق بمصافي عدن وهو في الـ 14 من عمره وأمضى فيها 14 عاما. في العام 1968م التحق بوزارة خارجية اليمن الجنوبية وعمل بدرجة سكرتير أول لدى البعثة الدائمة في الأمم المتحدة ثم مديرا للإدارة العامة بوزارة الخارجية حتى عام 1974م الذي التهب فيه جسده مرتين، مرة بفعل حرارة الصيف ومرة أخرى بفعل حرارة الزنازين وقسوة الجلادين.

نبش «أيام في المعتقل» مخزون قراءات قديمة عن التآمر الذي اتخذ عدة أشكال عبر كل مراحل التاريخ، حيث قدم التاريخ شهاداته بوفيات مشبوهة طالت كلا من معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز وأبي حنيفة وموسى الكاظم وقدم التاريخ شهاداته بالعسف الذي لحق بعدة شعراء زج بهم وراء القضبان منهم طرفة بن العبد والحطيئة وأبو فراس الحمداني وأبو العتاهية وأبو الطيب المتنبي وابن زيدون والمعتمد بن عباد ومحمود سامي البارودي وأحمد الصافي النجفي ومحمد مهدي الجواهري وسليمان العيسى وأحمد فؤاد نجم وعبدالوهاب البياتي.

لكم تعرضت الرواية العربية للقمع فهذا جمال الغيطاني في «الزيني بركات» وهذا د. رفعت السعيد في «البصقة» وذاك نبيل سليمان في «السجن» وهذا د. شاكر خصباك في «الحقد» ولكم وردت شهادات ووثائق عربية وعالمية عن العسف وراء القضبان فهذا غازي الخليلي و«شهادات على جدران زنزانة» وذاك إلهام سيف النصر و«أبو زعبل».

ثمة سجون عربية سيئة الصيت ارتبطت بذاكرة الإنسان العربي منها «رأس مربط» بعدن و«الرازح» بصنعاء و«كوبر» بالخرطوم و«أبو زعبل» بالقاهرة و«المزة» بسوريا وهلمجرا وهي سجون خصصت إما للمعارضة أو من وقعتهم عليهم ذرة شك أو ضحايا خلافات شخصية وفي كل الأحوال يكون نزلاء تلك السجون ضحايا تقارير مغرضة لكنها معتمدة.بدأت خيوط المؤامرة عندما طرق باب مكتبه في الخارجية ثلاثة أشخاص يتقدمهم شخص قصير القامة وظنهم المسيبلي طالبي وظائف في السفارات بحكم اختصاصه وسرعان ما اكتشف أنهم من رجال المخابرات وذلك عندما سأل قصيرهم: هل يوجد من يحل محلك لاستلام العمل؟ أخذه الرجال المجهولون بسيارة صغيرة (فوكس واجن) وكان اتجاهها مدينة عدن الصغرى وجاهره قصيرهم: سنفتش بيتك! صادروا كل مادة تدخل في تفصيل الكوت الذي يريدونه: آلة عرض سينمائية أرسلها أحد زملائه في سفارة اليمن الديمقراطية بموسكو والآلة من صنع سوفيتي ولم تكلف أكثر من 150 دولاراً من السوق الحرة وتم إرسالها بالحقيبة الدبلوماسية. صادروا أوراقا شملت ترجمة قصاصات لكتاب أمريكيين عن القضية الفلسطينية.

اقتيد المسيبلي إلى سجن الفتح السيء الصيت وقضى فيه عاما واحدا تعرض خلاله لصنوف التعذيب النفسي والجسدي ناهيكم عن الإهانات والتشكيك في وطنيته. صور المسيبلي حالة زملائه في السجن منهم: الشقيقان البهريان المتهمان بالتعامل مع شرك(ITT) توفي الأكبر منهما في المستشفى جراء التعذيب، وعبدالباري وهو مواطن عادي كان يعمل سائقا لدى فندق الصخرة وأوصل ذات مرة المهندس اللبناني الذي كان يعمل مندوبا للشركة، وحسن عبدالله الذي رفع به مدير مكتب جبهة تحرير ارتيريا تقريرا طويلا اتهمه في سياقه بالتعامل مع نظام هيلاسلاسي في اثيوبيا، وعلي حسن الذي اقتادوه إلى السيارة الـ (فوكس واجن) وكان بالقرب من بيته ورفض المخبرون طلب الرجل بإبلاغ أمه وشقيقاته.رب ضارة نافعة كما يقال، إذ إن الأستاذ علي صالح مسيبلي تمكن من مغادرة البلاد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1975م وعمل هناك في شركة بترول أبوظبي الوطنية(ADNOC) وواصل عملية تأهيله التي بدأها في عدن حيث حصل عام 1984م على درجة البكالوريوس إدارة أعمال (تخصص رئيسي) ولغة إنجليزية (تخصص فرعي).تقاعد الأستاذ مسيبلي عن الخدمة عام 1996م وهو حاصل على جنسية دولة الإمارات العربية المتحدة وله عدد من الأعمال المسرحية (واحدة منها شبه مسرحية مخطوطة) وكتابان :

1- أيام في المعتقل، 2- حرب اليمن مواقف وأحداث (مخطوط).

تأليف/ علي صالح المسيبلي الكندي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى