> عبده حسين أحمد:
كيف يعيش الناس هذه الأيام بعد أن أصبحت الحياة قاسية جدا.. وصعبة جدا ؟ .. وانتشر المعذبون في اليمن .. وأصبحوا يبحثون عن طريقة ناجحة تجعل وفاتهم سهلة.. ونهايتهم سريعة.. فهم يأكلون قليلا جدا.. وينامون أقل .. ويبكون أكثر .. وليست أوجاعهم وصرخاتهم إلا صوت الحرقة والاحتراق من الغلاء والجوع والمرض والبطالة وصعوبة الحياة وحلم الخلاص.. والذي يوجعهم أكثر أنهم لا يعرفون متى يكون الخلاص من الجوع.. والخلاص من البطالة.. والخلاص من الظلم.. والخلاص من النهب.. والاستيلاء على كل شيء بالسلاح والمال.
< ولكن ما معنى أن يكون الإنسان معذبا في الحياة ؟.. وأن يظل يحلم بالخلاص ولا يفكر في شيء آخر غير ذلك.. مع أنه من حق أي إنسان أن يعيش وأن يملأ معدته - في أقسى الظروف - بالماء والطعام .. فإذا لم يجد طعاما يأكله أو ماء يشربه.. فمعنى ذلك أن تمرده على كل شيء ممكن.. والخروج على النظام والقانون ممكن أيضا.. ولا أحد يستطيع بعد ذلك أن يعترض عليه أو يتدخل في شأنه.. وليس من حقنا أن نعرف أي طريق يسير فيه بعد ذلك.. طريق الهلاك له و للآخرين.. فكل إنسان حر في أن يختار الطريق الذي يعجبه إذا كان مهددا بالموت من الجوع والعطش.. لأنه من الأفضل أن يكون له طريق يعجبه.. من أن يكون له طريق لا يعجبه ولا يقبله.
< وليس هناك حل لهذه المشكلة إلا أن تكون هناك علاقة بين السلطة والشعب قائمة على الثقة والإخلاص في العمل والصدق في إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية والغلاء والبطالة وتسوية معاشات المتقاعدين قبل الوحدة.. لكي يشعر الإنسان بآدميته.. والمساواة في العدل واللقمة الطيبة.. فلم تعد العلاقات التي تستند إلى الكذب والخداع والتضليل والأوهام الكاذبة تنفع أو تفيد أحدا.
< ولذلك إذا كانت السلطة صادقة ومخلصة وتعني ما تقول ببرنامج (الإصلاح).. يجب عليها أن تنشر الخير والعدل والمساواة بين الناس.. وأن تجعل (الإصلاح) الشامل يخرج إلى النور من وراء الأبواب المغلقة.. والعقول المظلمة.. أما إذا كانت غير جادة ولا تستطيع أن تفعل شيئا.. فالأصلح لها أن تترك كرسي الحكم اليوم لا غدا.. فتعاسة هذه الحياة تحتاج إلى أكثر من حل اقتصادي وسياسي وتنموي ومالي وتعليمي وصحي ناجح وغير ذلك.. وأكثر من مصلح واحد.. أو رجل واحد.. إذا كان صادقا صدقه كل الناس.. وإذا خاف الله استفاد كل الناس.
< المشكلة أننا استمعنا إلى كثير من المسئولين.. منهم من يقول إن برنامج (الإصلاح) الشامل يحتاج إلى وقت وصبر.. وآخرون يقولون إنما يحتاج إلى سنوات.. ومعنى ذلك أن نموت جوعا كل هذه السنوات.. ونحن نركض وراء سراب زائف.. وأن نتمسك بسلطة الذي عليها أكثر.. أما الذي لها لا شيء.. لماذا؟.. ليس هناك إجابة عن ذلك .. وكأن هذا الضياع مبرر لبقاء الذين كذبوا علينا في السلطة أطول.. وأن يكون لنا جميعا سبيل واحد.. هو البحث عن أفضل طريقة في الموت.
< ومن المؤكد أن هذا هو الطريق الأفضل الذي تحاول السلطة أن تقودنا إليه.. أي أن نستمتع طول الطريق بالجوع والعطش والعري والمرض .. والمعنى الواضح مع ذلك أن السلطة استطاعت أن تختار لنا النهاية الأنفع والأفضل.
< السلطة تريد أن تقنعنا بأن (الآخرة خير وأبقى)..!!
نشرت في العدد (4321) بتاريخ 2 نوفمبر 2004م
< ولكن ما معنى أن يكون الإنسان معذبا في الحياة ؟.. وأن يظل يحلم بالخلاص ولا يفكر في شيء آخر غير ذلك.. مع أنه من حق أي إنسان أن يعيش وأن يملأ معدته - في أقسى الظروف - بالماء والطعام .. فإذا لم يجد طعاما يأكله أو ماء يشربه.. فمعنى ذلك أن تمرده على كل شيء ممكن.. والخروج على النظام والقانون ممكن أيضا.. ولا أحد يستطيع بعد ذلك أن يعترض عليه أو يتدخل في شأنه.. وليس من حقنا أن نعرف أي طريق يسير فيه بعد ذلك.. طريق الهلاك له و للآخرين.. فكل إنسان حر في أن يختار الطريق الذي يعجبه إذا كان مهددا بالموت من الجوع والعطش.. لأنه من الأفضل أن يكون له طريق يعجبه.. من أن يكون له طريق لا يعجبه ولا يقبله.
< وليس هناك حل لهذه المشكلة إلا أن تكون هناك علاقة بين السلطة والشعب قائمة على الثقة والإخلاص في العمل والصدق في إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية والغلاء والبطالة وتسوية معاشات المتقاعدين قبل الوحدة.. لكي يشعر الإنسان بآدميته.. والمساواة في العدل واللقمة الطيبة.. فلم تعد العلاقات التي تستند إلى الكذب والخداع والتضليل والأوهام الكاذبة تنفع أو تفيد أحدا.
< ولذلك إذا كانت السلطة صادقة ومخلصة وتعني ما تقول ببرنامج (الإصلاح).. يجب عليها أن تنشر الخير والعدل والمساواة بين الناس.. وأن تجعل (الإصلاح) الشامل يخرج إلى النور من وراء الأبواب المغلقة.. والعقول المظلمة.. أما إذا كانت غير جادة ولا تستطيع أن تفعل شيئا.. فالأصلح لها أن تترك كرسي الحكم اليوم لا غدا.. فتعاسة هذه الحياة تحتاج إلى أكثر من حل اقتصادي وسياسي وتنموي ومالي وتعليمي وصحي ناجح وغير ذلك.. وأكثر من مصلح واحد.. أو رجل واحد.. إذا كان صادقا صدقه كل الناس.. وإذا خاف الله استفاد كل الناس.
< المشكلة أننا استمعنا إلى كثير من المسئولين.. منهم من يقول إن برنامج (الإصلاح) الشامل يحتاج إلى وقت وصبر.. وآخرون يقولون إنما يحتاج إلى سنوات.. ومعنى ذلك أن نموت جوعا كل هذه السنوات.. ونحن نركض وراء سراب زائف.. وأن نتمسك بسلطة الذي عليها أكثر.. أما الذي لها لا شيء.. لماذا؟.. ليس هناك إجابة عن ذلك .. وكأن هذا الضياع مبرر لبقاء الذين كذبوا علينا في السلطة أطول.. وأن يكون لنا جميعا سبيل واحد.. هو البحث عن أفضل طريقة في الموت.
< ومن المؤكد أن هذا هو الطريق الأفضل الذي تحاول السلطة أن تقودنا إليه.. أي أن نستمتع طول الطريق بالجوع والعطش والعري والمرض .. والمعنى الواضح مع ذلك أن السلطة استطاعت أن تختار لنا النهاية الأنفع والأفضل.
< السلطة تريد أن تقنعنا بأن (الآخرة خير وأبقى)..!!
نشرت في العدد (4321) بتاريخ 2 نوفمبر 2004م