حكومة جديدة وحكمة قديمة!!

> أحمد يسلم صالح:

>
أحمد يسلم صالح
أحمد يسلم صالح
أخيرا وبعد طول ترقب وانتظار أعلن عن تشكيل الحكومة الجديدة التي أسندت مهام قيادتها لشخص د. علي محمد مجور، وبالتأكيد فإن هكذا مهمة معقدة وصعبة تفرضها صعوبات الواقع والحياة والإرث المتراكم الذي عجزت حكومات بل وسياسات متعاقبة عن اقتلاعها والحد منها على الأقل.

ويضم السجل الشخصي لحياة رئيس الحكومة الجديد د. علي مجور بين دفتيه العديد من العلامات المضيئة عززتها خبراته العملية والعلمية وقدراته القيادية خلال تسلمه وتدرجه في المرافق والوزارات التي أدار دفة قيادتها باقتدار.

أعتقد أن مكمن أزمتنا في اليمن يعود في الأول والأخير إلى أزمة الإرادة والإدارة، وتوفر واحدة دون الأخرى لا يغير من المعنى شيئا.

ولربما بقي الرهان على من ينظر إليه كشخص رئيس الحكومة الجديد ما يمكنه علمه وخبرته وبما هي عليه إرادته وقدراته.. فكان الله في عونه، و«على قدر أهل العزم تأتي العزائم».

ومتطلبات التدوير والتغيير لا تؤدي الغرض ولا الغاية إلا إذا كانت مصحوبة بتصحيح السياسات المرسومة والقوانين والأنظمة التي قد لا تصلح أو لا تتناسب مع متطلبات التغيير أو إذا كانت تلك القوانين والأنظمة مجرد سياسات مكتوبة فقط، وفي أرقى الصيغ والعبارات، بينما من يسند إليه تنفيذها لا يفهمها أو حتى لا يقرؤها.

وكل حكومة وتشكيل حكومي جديد لا بد أن يعرف الناس أولويات مهامه وعلى أساسها يمكن القياس لمن أراد القياس وباعتقادي أن برنامج الرئيس علي عبدالله صالح الانتخابي يتطلب إلى جانب الإرادة السياسية إفساح المجال للكفاءات الوطنية والموهوبة.

وهي كثيرة والحمد لله، وأن يشمل مختلف مفاصل الدولة والحكومة وسلطاتها التنفيذية في المحافظات والمديريات.. بأسبقية الكفاءة على الولاء.

وفي إشارة إذا أريد للحكومة وأي حكومة أن تنفذ سياساتها المرسومة باقتدار فالحاجة تستدعي منحها الصلاحيات الكافية ولو تطلب الأمر إجراء تعديلات دستورية.

برأيي الشخصي أن أهم ما يجب أن ترسمه الحكومة الجديدة هو التركيز صوب الاستثمار وتوفير الفرص والضمانات الكافية لحمايته وتعزيز تواجده، ذلك أن لدى اليمن ثروة اقتصادية هائلة تتمثل في الرأسمال اليمني المهاجر في بلاد الاغتراب، وهي ثروة إذا ما أُحسن التعامل معها تفوق ثروة النفط والغاز وكل الثروات ليس في بلادنا بل وحتى بلدان أخرى.

ولنا في الصين الشعبية أسوة حسنة حيث صارت اليوم عملاقا اقتصاديا في أروع صورة وقدمت نفسها إلى العالم دولة عظمى من كافة النواحي وهي تعد نفسها لتصير ندا قويا وعملاقا اقتصاديا يحسب له ألف حساب.فالرأسمال الصيني المهاجر كان صاحب فضل كبير في نهضة دول شرق آسيا، ماليزيا، اندونيسيا، سنغافورة، كوريا، هونج كونج التي صارت جزءاً من الصين اليوم، وها هو يسهم بما لا يدع مجالا للشك في نهضة الوطن الأم.

تقول عبارة صينية (الصين بيت الحكمة) ونحن أحق بالحكمة من غيرنا، إذ وصفنا رسول الأمة صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة في تبديد عتبات الظلام. لعل وعسى!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى