شكا عدد من المتقاعدين الذين يتسلمون معاشهم التقاعدي من بريد مديرية صيرة بمحافظة عدن من تأخر صرف المعاش الذي كان من المفترض أن يصرف لهم قبل عدة أيام.

«الأيام» توجهت إلى بريد صيرة وأجرت لقاءات قصيرة مع عدد من المتقاعدين المتجمـعين هنـاك في انتظار تسلُّم معاشاتهم.

ـ المتقاعد عبدالله عبده محسن، قال: «كنت أعمل في الضرائب ومشكلتنا هي تأخر رواتبنا وبعد طول بال وعناء قال لنا الموظفون في البريد إنه ليس هناك رواتب، إلى الآن ونحن هنا كالضحايا.. فهل هناك قليل من الرحمة من قبل المسؤولين ليرأفوا بحالنا؟.. فنحن وصلنا اليوم للتقاعد وسيصلون هم غداً لنفس مصيرنا».

ـ المتقاعد عبدالله أحمد عمر البيضاني، قال:«كنت أعمل قبل التقاعد في شركة التجارة ونحن الآن نعاني الأمرين، فالمسؤولون لا يهمهم شيء سوى مصالحهم فهم لا يعلمون شيئا عن المشقة والمعاناة التي نلقاها من أجل الحصول على راتب التقاعد، في دول الخارج يهتمون بالمتقاعدين وينظمون لهم الرحلات الترفيهية بينما نحن في اليمن يسقوننا الألم».

ـ المتقاعد علي ناشر قاسم، قال:«منذ أربعة أيام ونحن في طوابير من الساعة الخامسة فجراً إلى الثانية عشرة ظهرا، وبعد هذا العناء والمشقة وعذاب الانتظار، يقال لنا ببساطة وبرود شديد: الرواتب لم تصل.. أنا مثلا تم فصل الماء عني لعدم توفر المال وراتبي ضئيل والفواتير تأتي بانتظام أولا بأول وتحمل أرقاما تتجاوز الراتب التقاعدي بكثير».

بعد ذلك توجهت «الأيام»إلى الأخ عبدالعظيم القدسي، مدير عام البريد وطرحت عليه هذه المشكلة، فأجاب بشكل واضح لا لبس فيه: «كان من المفترض أن نتسلّم اليوم شيك معاشات الإخوة المتقاعدين المدنيين، لكن للأسف الشديد إلى هذه الساعة لم نتسلم الشيك».

وإزاء هذا الموقف الإنساني المؤلم، تبقى أسئلة كثيرة معلقة لا بد من الوصول إلى إجابات واضحة عنها، وأهمها: من المسئول عن معاناة هذه الفئة من المجتمع؟ وهل ستصبح هذه المشاق تقليدا ثابتا يتجرعه المتقاعدون عند حلول موعد استحقاقهم لمعاشاتهم؟ متى بالضبط سيتسلم هؤلاء المعذبون شيكات معاشاتهم؟ من هي الجهة المسئولة عن عذابات هذه الفئة من البشر، ومن هو المسئول عن محاسبتها؟!

وعلمت «الأيام» أنه تم عصر أمس بدء عملية صرف المعاشات بعد طول انتظار.