بريطانيا قلقة إزاء الوضع في صعدة

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدره:

>
ممثل الخارجية البريطانية بيتر جوردم (يسار) والسفير البريطاني
ممثل الخارجية البريطانية بيتر جوردم (يسار) والسفير البريطاني
قال السيد بيتر جوردم مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا بالخارجية البريطانية عن نظرته للاحداث بصعدة : «هذه مسألة داخلية ولن نقدم أي نصائح بهذا المجال وفي الوقت نفسه نحن قلقون إزاء الصراع القائم ونحاول التواصل المستمر مع الحكومة حول الأحداث».

أكد السيد بيتر جوردم، مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالخارجية البريطانية «ان علاقة اليمن بالمملكة المتحدة قوية وتاريخية ومعاصرة بسبب الاجندة المفتوحة بيننا وهي فرصة للحاق بزيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية السيد كيم هاولز قبل فترة لليمن.

وتحدث في حوار مع «الأيام» وموقع «نيوز يمن» في صنعاء، أمس، عن العلاقات اليمنية البريطانية واوضاع الشرق الاوسط وشمال افريقيا وقضايا الارهاب وتهريب السلاح وطبيعة الحوار السياسي الاوروبي اليمني ووضع الصومال ونظرة المملكة المتحدة الى مدينة عدن في المستقبل كمنفذ تطويري تنموي لليمن.

السفير البريطاني: أعرف أغلب الوزراء وهم تحت ضغط الرئيس اليمني لإنجاز تحقيق لنمو اقتصادي جديد

وقال:«الزيارة لمناقشة القضايا المهمة في المنطقة مع الحكومة اليمنية مثل قضايا الصومال وايران والصراع الفلسطيني الاسرائيلي وللتحدث ايضاً عن العلاقات الثنائية بين البلدين وكيف يمكن التعاون لمواجهة المشاكل التي تواجه اليمن ويشرفنا أن نلعب هذا الدور والحكومة البريطانية استضافت مؤتمر المانحين في لندن سابقاً، الذي كان هدفه تشجيع المجتمع الدولي لدعم اليمن. وكان مؤتمرا ناجحا جداً واستطاعت اليمن الحصول على مبلغ دعم 7.4 مليار دولار وتعهدات من دول مختلفة وقد ضمنت بريطانيا برفع دعمها لليمن بقدر كبير يصل الى مئة مليون دولار في السنة وهذا هو هدف الزيارة».

«الأيام»: ما هي القضايا التي نوقشت في اجتماع اليوم(أمس)؟

- كان لدينا اجتماعات جيدة اليوم (أمس) مع اربعة وزراء منهم وزير الخارجية ورئيس الوزراء الجديد ونائب رئيس جهاز الامن السياسي. وقد وفرت هذه الاجتماعات فرصة جيدة لمناقشة العديد من القضايا ولدينا اجتماعات أخرى غدا (اليوم).

«الأيام»: على ماذا ركز لقاؤكم بنائب رئيس جهاز الامن السياسي؟

- نعم كان لدينا اجتماع مهم ولدينا تعاون جيد مع الحكومة اليمنية في مجال مكافحة الارهاب وقد تعلمنا جيدا انه لا توجد أي دولة حصينة من الارهاب ونحن سعداء أن نعمل في هذه القضية وعلى جميع الدول أن تتعاون في محاربتها للارهاب ولمواجهة القاعدة والمنظمات الارهابية.

«نيوز يمن»: ما الذي تناقشه الحكومة البريطانية مع اليمن لتصبح التعهدات التي تقدمها اليمن على ارض الواقع بعد مؤتمر المانحين؟

- أجاب السفير البريطاني مايكل جيفرد، الذي حضر اللقاء، مقاطعاً: «التعهدات التي قدمت في لندن كانت مهمة جداً لاثراء اليمن تنموياً والدعم البريطاني سيرتفع سنوياً الى مئة مليون دولار في السنة وفرنسا تدعم والدول الخليجية ايضاً والآن هذه التعهدات يمكن أن يكون هناك برامج تنفيذية لهذا الدعم والمؤتمر كان ناجحا ورفع الآمال لدى اليمنيين ومن المهم أن تكون هذه البرامج تنفيذية».

واضاف السفير:«نحن لا نقوم بعملية تنسيق بعد المؤتمر ولكننا نقوم بالتنسيق بيننا وبين الدول المانحة الاخرى. ونحن مهتمون كيف ستنفذ البرامج والتعهدات على ارض الواقع».

«الأيام»: ونحن على أعتاب مؤتمر فرص الاستثمار في اليمن. ما هو دور السفارة في الدعم وتشجيع المستثمرين؟

- مؤتمر فرص الاستثمار مهم جداً وبريطانيا وسفارتها بصنعاء تقوم بدعم فني محدود للمؤتمر. وكان هناك تواصل لتقديم الدعم لوزارة التنمية ويتم التواصل مع الهيئة العامة للاستفادة حول هذا الامر والمهم في الامر هو خلق المناخ الاقتصادي الجاذب للاسـتثمار أفضل من تقديم المساعدات المادية.

< وفي رده على سؤال عن العلاقات اليمنية البريطانية والتنسيق مع فرنسا وامريكا حول تطورات المنطقة قال السيد بيتر جوردم مدير ادارة الشرق الاوسط بالخارجية البريطانية: «الدول الثلاث تشترك في الرغبة ان يستقر اليمن، كذلك وضع المنطقة أن يستقر وأن يكون هناك رخاء في المنطقة ولا يوجد اي تنسيق رسمي بين الدول الثلاث، ولكن لدينا أجندة مشتركة وهي أن علاقتنا مع اليمن جيدة والخطر الذي نواجهه هو خطر مشترك ويحتاج للتنسيق وجهود كبيرة».

وعن نظرته للاحداث في صعدة قال: «هذه مسألة داخلية ولن نقدم اي نصائح بهذا المجال وفي نفس الوقت نحن قلقون حول الصراع القائم ونحاول التواصل المستمر مع الحكومة حول الاحداث».

«الأيام»: ماذا عن محادثاتكم مع رئيس الوزراء؟

- هذه الزيارة جاءت بتوافق مع التشكيل الحكومي الجديد وهذا من حسن حظي وكنت حريصا جداً على الالتقاء مع رئيس الوزراء الجديد لأسمع منه الطموحات الرئيسة في مجال الاصلاحات التي تتبناها الحكومة ونحن ندعم ذلك وليس بسبب اننا نريد شيئاً من ذلك، ولكن أملنا أن تكون هذه الاصلاحات جيدة لليمن بما يضمن استقرار البلاد ورخاء في اليمن وكان ما سمعته من رئيس الوزراء الجديد مشجعا جداً، وكان متفهماً جدا للاحتياجات التي تريدها اليمن خصوصاً في خلق مناخ جيد للاستثمار والاصلاح القضائي ومحاربة الفساد ونأمل ان تكون خطوات مهمة جداً.

وأضاف السفير البريطاني:«الحكومة ستقدم برنامجها الاسبوع القادم ولكن كان هناك كلمة لرئيس الوزراء الجديد اتضح منها انه سيتم مواجهة الارهاب واصلاح النظام القضائي وتعزيز اللامركزية وهذا أمر مهم جداً للتقدم على الصعيد المحلي».

«نيوز يمن: بوجود تحديات غير عادية في المنطقة واليمن أقصر جدار داخل المنطقة بوجود مشاكل كثيرة. أعتقد أننا بحاجة الى تنسيق.. هل هناك تصور يناقش وضع المنطقة؟

- أجاب ممثل الخارجية البريطانية: نحن نهدف الى عملية التنسيق ولكن من الضروري ان نكون واقعيين من خلال الموارد التي نملكها وكيف يمكننا مشاركة ذلك ونتفهم.

«الأيام»: كيف تقيمون التشكيل الحكومي الجديد؟

أجاب السفير البريطاني: تابعنا باهتمام تشكيل الحكومة الجديدة واعتقد انها علامة مميزة وتعطي انطباعا ان هناك نوعا من الاهتمام بالتنمية واعرف اغلب الوزراء وهم تحت ضغط رئيس الجمهورية لإنجاز تحقيق نمو اقتصادي جديد. ونحن مهتمون بهذا الامر لمصلحة اليمن واعتقد ان اليمن حققت تقدم جيد في مجال حقوق الانسان ولا بد من المزيد من العمل لتعزيز دور المراة الذي هو مهم جداً.

«الأيام»: كيف ترون حوار الاحزاب؟

- أمر صحي أن يحصل الحوار وهو من خزينة الديمقراطية اليمنية والاحزاب في الكثير من الاحيان تكون متصارعة ولنتذكر ايام الانتخابات ولكن العملية فعلا صحية وليس لدينا اي حق للتعليق على من هو الصح ومن هو المخطئ ولكن أعتقد أنها عملية صحية جيدة.

«نيوز يمن: ماهي اجندة الحوار السياسي الاوروبي مع اليمن؟

-أجاب السفير البريطاني: تؤيد المملكة المتحدة قيام حوار يمني اوروبي قوي وكان هناك جلسة خلال الاسبوع المنصرم تشمل التنسيق في قضايا تهتم بالتنمية والوضع بالصومال والملف النووي الايراني. وكان من الاشياء المهمة هو كيفية استخدام المساعدات التنموية من الاتحاد الاوربي لتستخدم بشكل فعال ويعتبر الاتحاد الاوربي اكبر مانح لليمن».

«الأيام: ماذا عن ملف السلاح بين بريطانيا واليمن؟

- اجاب السفير البريطاني: يشكل السلاح قلقا لبريطانيا وكذلك لليمن ونحن نحاول مساعدة اليمن فنيا من خلال تدريب خفر السواحل للتصدي لمحاولات التهريب، وقضية تداول السلاح في اليمن مشكلة كبيرة لها وللمنطقة، وبريطانيا مهتمة بالاتفاقات الدولية حول الاتجار بالاسلحة والاتفاقات تضع الاطر بمنع السلاح.

«الأيام»: السؤال قبل الاخير. بما انكم ممثلون عن الخارجية البريطانية للمنطقة العربية بشكل عام كيف تقيمون الوضع في الدول العربية بداية من احداث اليوم في الجزائر والمغرب والوضع الفلسطيني والعراق؟

- اجاب السيد بيتر ممثل الخارجية البريطانية: هذا سؤال مهم جداً واشكرك على طرحه. قدمت لليمن عن طريق دبي ورأيت التقدم في دبي. وهناك دول اخرى الى جانب دبي تحرز التقدم ايضا وهناك امكانيات للتطوير والتحدي الحقيقي.

ومن المهم ان تدخل دول المنطقة في عالم العولمة وهناك عوامل قد تشكل تهديدا للدخول في العولمة ومن المهم ان تستخدم هذه الدول دوافع العولمة لإحراز تقدم في مناطقها ومن بين هذه الاشياء اننا نشجع الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية واليمن لديه قصة رائعة ممكن ان تحكيها للعالم. لديها مثلا الانتخابات الرئاسية السابقة وكيف يمكن للعملية الديمقراطية أن تعمل وجميل ان تناقش الصحافة هذه المواضيع. ونحن نقول برغم وجود المشاكل فهناك فرص كبيرة جدا للتعلم وهناك دول كثيرة في المنطقة تعطي مثالا على هذا.

«الأيام»: مع الحديث عن دبي ونهضتها وتقدمها من خلال ميناء جبل علي كيف تنظر الخارجية البريطانية الى عدن وقيمتها الاقتصادرية كباب أولي لنمو وتطوير اليمن لتصبح كدبي؟

- اجاب السفير البريطاني مبتسما:

هذا سؤال جيد ايضا من مراسل «الأيام» وهي نقطة مهمة جدا وميناء عدن كان اكبر ميناء بالعالم والوضع تغير من وقت طويل وميناء عدن هو ميناء الحاويات يجب النظر اليه على انه المحرك وعجلة النمو الاقتصادي ومن بين اسئلتي ان الحكومة اليمنية مدركة لهذا الوضع برغم بعض الصعوبات ولكن هناك ضرورة لمعالجة بعض المشاكل مثلا البيروقراطية والفساد والقوانين الخاصة بمكافحة الفساد وغيرها واليمن لديها لمحة غير عادية في التغيير ومن الصعب المقارنة بين عدن ودبي فدبي تعتبر مثلا عالميا ولكن عام 2004 عندما زار الرئيس اليمني بريطانيا والتقى بتوني بلير تحدثا عن هذا الوضع وكان من بين ردود رئيس الوزراء البريطاني ان هناك من الضروري على اليمن ان تحاول ان تظهر محاسن جذب الاستثمار الى عدن واليمن نجحت نوعا ما ولكن في المستقبل يستطيعون التسويق لعدن.

واضاف السفير : كل دولة تختلف تجربتها عن الثانية وزيارة ممثل الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا ليست من اجل فرض هذا او ذاك ولكن الاجابات لابد ان تكون من الحكومة اليمنية ونحن لا نفرض شيئا على احد.

كما تحدث السيد بيتر جوردم مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالخارجية البريطانية في الحوار عن رؤية بريطانيا للملف النووي الايراني.

وعبر ممثل الخارجية البريطانية عن قلقه إزاء محاولة ايران تطوير اليورانيوم المخصب خلال عشرين عاما مضت بعيدا عن أعين المجتمع الدولي، معربا عن اعتقاده بأن الايرانيين يريدون صنع سلاح نووي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى