> واشنطن «الأيام» لوران لوزانو:

يستعد الرئيس الاميركي جورج بوش لاسبوع آخر من المعارك السياسية الصعبة مع معارضيه الديموقراطيين في جو من العداء والشك المتبادل.

وسيعقد الديموقراطيون غدا الثلاثاء جلسة ساخنة مع حليف بوش وزير العدل الاميركي البرتو غونزاليس يستمعون فيها لتفسيره لطرد ثمانية مدعين فدراليين يعتقدون انهم كانوا ضحية عملية تطهير وراءها البيت الابيض.

وسيستقبل بوش الاربعاء عددا من اعضاء الكونغرس ليبلغهم بان ليس لديه اي نية للتفاوض حول اي جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق كما يطالب النواب الديموقراطيون.. ويواجه بوش، الذي لم يتبق على رئاسته الا اقل من عامين، سلسلة من الاخبار السيئة والفضائح السياسية خصوصا بعدما سيطر الديموقراطيون على الكونغرس واصبحوا مصممين على ان تكون لهم كلمتهم في السياسة الداخلية والخارجية.. وبالنسبة للبيت الابيض فقد انتهى هذا الاسبوع بنكسة اخرى بعد توجيه دعوات الى رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز، احد مهندسي عقيدة بوش التي مهدت لغزو العراق، للاستقالة بعد اتهامه بالمحاباة لمنحه صديقته الموظفة السابقة في البنك علاوة كبيرة بدون موافقة محافظي البنك.

وتكشفت فضيحة جديدة اخرى بعدما اتضح ان عددا كبيرا من الرسائل الالكترونية الصادرة من البيت الابيض المتعلقة بإقالة ثمانية من المدعين الفدراليين اختفت، بينما ينص القانون على ارشفتها.

ويقول المسؤولون انهم يعملون على استعادة تلك الرسائل.

وحذر البيت الابيض ان الرئيس عندما يلتقي بأعضاء الكونغرس الاربعاء، لن يساوم ولن يحاول التوصل الى تسويات حول تمويل الحرب.

وقد تبنى الكونغرس بمجلسيه اجراءات لتمويل الحرب، الا انه ربط ذلك بتحديد موعد زمني لانسحاب كافة القوات من العراق بحلول 2008 . واصر بوش على انه سيصوت بالفيتو على اي قانون يحدد جدولا زمنيا لانسحاب القوات.. الا انه ولاول مرة منذ اسابيع، لم يجدد بوش صراحة تهديده باستخدام الفيتو في خطابه الاسبوعي السبت، رغم ان لهجته لم تكن بشكل عام تصالحية.. ومن ناحية اخرى، تلاشت الحجة التي يستخدمها بوش امام الديموقراطيين بشأن تمويل الحرب.

فقد كان يردد باستمرار ان تواجد القوات في العراق وافغانستان عرضة للتمديد بسبب نقص الاموال.

لكن البنتاغون اعلن الاسبوع الماضي انه سيتم تمديد تواجد القوات من 12 الى 15 شهرا بغض النظر عن ما اذا كان سيتم تبني ميزانية الحرب ام لا.. وتردد الديموقراطيون قبل قبول دعوة بوش الى البيت الابيض.

وسيمثل وزير العدل غونزاليس غدا الثلاثاء امام لجنة في مجلس الشيخ لمساءلته حول دور البيت الابيض المحتمل في اقالة ثمانية من المدعين الاميركيين.

ويقول الناقدون ان تلك الاقالات جاءت لاعتبارات سياسية.. واكد غونزاليس لصحيفة "واشنطن بوست" الاحد انه لم يرتكب اي خطأ بإقالة المدعين الفدراليين.. وكتب في مقال للصحيفة "انا متأكد انني لم ولن اطلب من اي مدع اميركي الاستقالة لأي سبب غير مناسب".

وقال "اضافة الى ذلك فليس لدي ما يجعلني اعتقد ان اي شخص ضالع في هذه العملية سعى الـى اقالة اي مدع اميركي لسبب غير مناسب".

وجرت اقالة معظم هؤلاء المدعين دفعة واحدة في ديسمبر الماضي بسبب ضعف ادائهم، كما قيل.

ويتوقع ان يركز اعضاء مجلس الشيوخ على الدور المحتمل الذي يمكن ان يكون كارل روف، كبير مستشاري بوش السياسيين، قد لعبه في اقالة المدعين.

وادت الاقالات الى الكشف بشكل غير مباشر عن فقدان الرسائل الالكترونية في البيت الابيض.

ويسأل الديموقراطيون الآن عن ما اذا كان بعض مسؤولي البيت الابيض، بدءا من روف، قد تخلصوا من تلك الوثائق للحيلولة دون وقوعها في ايدي الكونغرس.ا.ف.ب