انتحاريا الدار البيضاء شقيقان هادئان "وقعا في فخ" الارهاب

> الدار البيضاء «الأيام» محمد شاكر :

>
كيف يتحول شقيقان هادئان وعاملان نشيطان الى انتحاريين، سؤال يدور على كل لسان في الحي المتواضع في الدار البيضاء الذي نشآ فيه,وتساءل الاب عبد (65 عاما) "كيف استطاع ابناي ان يقوما بهذا الامر؟ لا اقوى على التصديق، لم ار شيئا، فليعاقب من دربوهما بشدة".

عبد مهى سائق شاحنة متقاعد ويملك العديد من المطاعم الفقيرة في قرى وكان أمس الأول في بن سليمان (50 كلم شمال شرق الدار البيضاء).

لم يعلم بالمأساة الا مع عودته صباح الاحد الى منزله. اما زوجته فاطمة التي امضت الليلة السابقة لدى عائلتها فرفضت التحدث الى الصحافة.

وقال عبد القادر الذي يملك صالة العاب قبالة المبنى الصغير حيث كان يقيم محمد مهى (32 عاما) وشقيقه عمر (20 عاما)، الاحد لفرانس برس ان "الشقيقين كانا هادئين ومهذبين، لم نرهما يوما يتسكعان في الشارع".

واستنادا الى شهادات جمعتها وكالة فرانس برس، تبين ان محمد استيقظ باكرا أمس الأول الفائت لاداء صلاة الفجر، ثم ايقظ شقيقه واستعدا لمهمتهما الانتحارية.

واكد فتى يعمل في مقهى مجاور للمبنى "رأيته يتوضأ ويؤدي صلاته في الصباح" نفسه الذي نفذ فيه العملية.

وحدها شقيقتهما كانت في الغرفتين المشادتين على سطح المبنى في شارع بني مغيلد في حي درب السلطان,وقامت الشرطة بتوقيفها ساعات ثم افرجت عنها.

ويبقى اللغز: هل احتفظا بالمتفجرات في المنزل ام جلباها من مخبأ قبل ان يفجرا نفسيهما على بعد خمسة كلم من مكان اقامتهما؟

وافاد شهود انه في الساعة 9:50 (بالتوقيت المحلي وغرينيتش) فجر محمد نفسه على بعد اربعين مترا من القنصلية العامة الاميركية التي تحرسها سيارات شرطة عدة,الشارع كان مقفرا أمس الأول، لكنه يشهد خلال الاسبوع زحمة خانقة لطالبي التأشيرات.

وروى محمد (45 عاما) الذي يتولى حراسة مصرف قبالة القنصلية "كان يرتدي سروال جنيز وقميصا سوداء وحذاء رياضيا عتيقا وبدا فقيرا وبائسا، وقد فجر نفسه على بعد ثلاثة امتار من شاحنة للشرطة".

اما عمر فواصل طريقه على بولفار مولاي يوسف، وهو حي راق في المدينة، ومع سماعه الانفجار هرول وفجر نفسه امام المركز الاميركي للغات، على بعد 150 مترا من موقع الاعتداء الاول، وذلك بحسب رواية نادل في مقهى تابع المشهد من مكان عمله.

وتعرف عبد السلام الذي يدير متجرا للملابس الرياضية على محمد ما ان شاهد صورة رأسه المضرج بالدماء. وفي اي حال، كان سهلا التعرف اليه لانه فقد احدى عينيه بعد شجار مع شقيقته من ايام الطفولة.

واضاف عبد السلام "شاهدته للمرة الاخيرة الجمعة قرابة الساعة 16:00، اتى ليسلمني متأخرا 21 سروالا قصيرا كان يطالب بها زبون".

وكان محمد ينفذ رسوما ملونة على القمصان الرياضية ويدفع له صاحب المتجر درهما واحدا (1،0 يورو) عن كل قطعة.

ويضيق هذا الحي الفقير بباعة المنتجات الصينية او البضائع المهربة من مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين، وتلك كانت مهنة عمر.

وادريس هو جار اخر. جلس في احد المقاهي مستمتعا بسيجارته وشايه الساخن، ووصف عمر مهى بانه "شخص منغلق وشارد، كان يوحي دائما انه في مكان اخر"..واضاف "اعتقد ان الارهابيين استغلوا ضعفه لايقاعه في الفخ".

وبدا انتشار الشرطة غير ملحوظ في الحي الاحد حيث كان السكان لا يزالون تحت تأثير الصدمة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى