> آلاف الأفلام أنتجتها عاصمة العالم السينمائية هوليوود ومع ذلك كانت أعلى الإيرادات المالية التي حققتها من نصيب فيلم للأطفال هو فيلم (هاري بوتر) الذي الذي حصد من شباك السينما الاميركية والأوروبية وكذا المكتبات التي باعت رواية الفيلم مئات الملايين من الدولارات التي لا تقوى دول في عالمنا الثالث بكل مواردها على توريدها دفعة واحدة إلى خزينتها الرسمية، وأصبحت مؤلفته الكاتبة البريطانية جي كي رولينج أغنى امرأة في العالم بثروة تراوح الخمسمائة مليون جنيه استرليني.

> هذه المكانة الرفيعة لآداب وفنون الأطفال في الدول المتقدمة لم تأت إلا بإدراكها لأهمية هذا الطفل في التكوين المستقبلي لمجتمعاتها، وانعكاس نشأته إما بالسلب أو بالإيجاب على ذلك التكوين الذي يتوقف عليه تقدمها وازدهارها، ومن أجل ذلك تحرص على تكامل عملية تنشئته ما بين التربية والتعليم والموهبة فتكون النتيجة صناعة جيل مبدع في مختلف المجالات.

> ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى الاعتناء بالنشء وتوفير الأجواء الصحية لهم في المنزل والمدرسة على حد سواء بما يمكنهم من إبراز مواهبهم في مختلف المجالات، ومساعدتهم على تنمية الموهبة بتنظيم المدارس فعاليات فنية وثقافية ورياضية خاصة بهم وبشكل دائم وليس لمرة واحدة في العام، فما شهدته مدارس محافظة عدن على سبيل المثال من أنشطة متميزة للتلاميذ والتلميذات خلال فعاليات اليوم المدرسي أمر مشجع على التنظيم الدائم لمثل هذه الأنشطة والفعاليات التي تسهم في كسر جمود التعليم بطريقة التلقين والحفظ وتحيي مواهب الأطفال التي تكاد تندثر في نفوسهم.

> أطفالنا بحاجة إلى أن نعلمهم في المنزل والمدرسة من جديد ما معنى ورقة بيضاء وفرشاة رسم وألوان، وممَ يتكون السلم الموسيقي، وأن نربيهم على القيم والأخلاق.. وحينها فقط لن نسمع عن اقتحام طفل لمدرسته ببندقية كلاشنكوف.