قصة قصيرة .. رحلة

> «الأيام» ميفع عبدالرحمن:

> ما أن أطلق الـ(فندم) جملته التي دوت - تفجيرئذ - بكل باروديتها المكثفة/ المرفهة/ لأول مرة في ثكنته العائلية:

- باكر عانسير رحله.

حتى تطاير جميع أفراد البيت شظايا .

زوجته الداخنة من الساعة:2401 إلى الساعة:2400- ليلاً ونهاراً - على مدار اليوم، الأسبوع، الشهر، العام، العقد والعمر كله، أطلقت مثل (بورزان) أصيل بوق زغرودتها القصيرة، السريعة والمرتعشة.

أما بناتها/الأربع والأربعون/فأخذن يدعون للأب بأربعة وأربعين لساناً، لا يجمعها أي جامع سوى سُمّ خوفها من (فندم) البيت، العائلة وعالمهن كله.

وأما الأبناء/ السبعة والسبعون أشاوس فاصل سبعة عشر بالمائة من الأصوات/فانطلقوا صوب الـ(فندم) أب، مثل قذائف صديقه.كان حفل التفرُّح بالدفعة الأولى والأخيرة من سلاح الرحلات، مشهوداً وتاريخياً في نظر وعُرْف ديك السلاح البائض.فلأول مرة في حياتها المسلحة، كانت تكنة العائلة البارودية، المهمشة، الصماء، الخرساء، فاقدة الروح (رغم اتساع مساحتها المفتوحة على التوسع يميناً وإلى الخلف- باتجاه الجبال والقبائل - فيساراً وإلى الأمام - فوق الطريق الرئيس - وفخامة هندستها السلطانية - المُحْدَثة - وتأثيثها الأورو- رعوي كثكنة مُنْبَتّةٍ وبتراءَ، ورغم الحديقة البديعة، الباهرة والمترامية داخل أسوارها العائلية - الحجرية- بأسلاكها الشائكة والمكهربة) تستسلم لاقتحام قوى هذه المياه الجديدة والغريبة عليها، والخالية تماماً من عناصر الحديد والرصاص والدم:

- عانتجول في شارع الجامعة.

مما لم يكن بمقدور بيادة الـ (فندم) ديك - تشظيئذ - توجيه أوامرها المعتادة بالقول/مكتوباً:«مروا» بمنع ذلك الاقتحام.

لكن البيادة تبقى بيادة، مهما تبدت فخمة ومهما صعَدت وصعّدت.. فهي لا تلبث أن تنكشف عن نعلها الطبيعي، بالالتفاف والاحتيال (حتى على عائلتها التي لم تكن -ولن تكون أبداً - كريمة معها) وهي تضخ في وجوه أفرادها مثل هذه الزخة المكثفة والمرفهة من غاز الأعصاب:

- عانِبْسِر أيدي السرق المقطوعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى