توجيهات رئاسية لشراء منزل والدي وتحويله إلى مركز فني بالمكلا

> «الأيام» افراح محمد جمعة خان:

> جاءت التوجيهات الكريمة من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية لقيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لشراء منزل والدي الفنان محمد جمعة خان وجعله مركزاً للتراث الغنائي بحضرموت.

و إثر جهد كبير ومتابعة حثيثة من قبل الأستاذ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت السابق، ترجمها الأخ هلال وعدا صادقاً لاهتمامات فخامة الأخ الرئيس بكل المبدعين والأعلام الرائدة في عموم اليمن، فكانت هذه الجهود الكبيرة التي صبت في وضع اللبنة الأولى والمهمة في قيام هذا الصرح الفني والتراثي، وهو الحلم الذي رواد عشاق الفن والأصالة والعبقرية في حضرموت خاصة واليمن عامة، فكان الانتهاء من إجراءات الشراء في الأيام القريبة الماضية بمثابة الانطلاقة الحقيقية لحكاية منزل اجتمعت فيه ذاكرة حضرموت الفنية لأكثر من نصف قرن، وشكل قاعدة راسخة لتأصيل الفن والتراث الغنائي بالمحافظة ومن بين جدرانه العتيقة عزفت ألحان.

وتنوعت مغاني الدان، وجادت قريحة الشعراء بأرق الكلام وأعذبه، فظهرت الكثير من الروائع الغنائية لعدد من شعراء الأغنية الكبار، ممتزجة بسنوات وذكريات المجد، والشهرة والمرض، حتى رحيله طيب الله ثراه ، في 25 ديسمبر 1963م إلى مثواه الأخير بمقبرة يعقوب بمدينة المكلا.

بعدها توزعت أركان البيت على ورثته الشرعيين زمنا آخر حتى وفقني الله في شرائه من جميع الورثة فآلت ملكيته كاملة لي، وبدأت في التفكير في تجميع ما تبقى من تراثه وسيرته وتاريخه.

ولكن هذا الهدف الذي وضعته نصب عيني، وتمنيت إنجازه ظل صعب التجسيد وحلماً عييا على التحقيق، نظراً لعظمة المنجز الفني الذي تركه الفنان الراحل، وتماهيه مع إبداعات الكثيرين من رواد الفن الغنائي، وسير الأعلام والفنانين الذين رافقوا مشوار حياته الإنسانية والفنية، ورحلاته الفنية التي توزعت على كثير من دول الجزيرة والخليج وشرق أفريقيا في زمن يصعب فيه الترحال، ويعرض الذاهبين في رحلاتهم الفنية الداخلية أو الخارجية إلى الهلاك.

ولكنها إرادة الفنان صاحب الرسالة، وكذلك مجموع تسجيلاته الغنائية النادرة الموزعة لدى الكثير من الاستوديوهات القديمة (عزيز فون، حمود فون، عزعزي) اضافة إلى ما يحتفظ به الكثير من معاصريه أو لدى أسرهم، ولملمة شتات كل هذه المنثورات الفنية والتاريخية والتراثية يحتاج إلى جهد مؤسسي ودعم كبير ما كان له أن ينطلق من محطته الأولى لولا الاستجابة الكريمة من لدن الأستاذ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت السابق، إيماناً منه بعظمة التراث الحضرمي عامة والتراث الغنائي ورمزه الخالد محمد جمعة خان خاصة، وصولاً إلى تحويل منزله مركزا للتراث الغنائي بحضرموت يحتضن فيه تاريخ الفن والطرب الأصيل بحضرموت، وإحقاقاً للحق لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والامتنان للأخ المحافظ السابق عبدالقادر علي هلال، وزير الحكم المحلي الحالي، على عظيم جهده، ومتابعته.

وكذا حرصه على إخراج هذا المشروع الفني التراثي والتاريخي إلى حيز الوجود، ترجمة لتوجيهات القيادة السياسية في تكريمها لكل مبدعي الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى