حينما تموت الضمائر وتفسد الأخلاق

> «الأيام» محمد سعيد الزعبلي /خورمكسر- عدن

> ما من شك أن القضية التعليمية في هذا البلد أو ذاك تمثل اللبنة الأساسية في عملية البناء والتقدم والتطور في مختلف مناحي الحياة وعلى كافة الأصعدة والمستويات المختلفة، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن التعليم الأساسي والثانوي هو الينبوع الذي يغذي الحقل الجامعي بالمدخلات المطلوبة كماً وكيفاً وفي جميع الفروع والتخصصات والمجالات المختلفة، وبهذا يصبح الحقل الجامعي حقاً بمثابة نهر عذب وصحي يرفد في مخرجاته كافة مرافق العمل والإنتاج المختلفة العامة والخاصة وإدارة شؤون المجتمع والدولة على السواء.

وانطلاقاً من تلكم الأهمية التي تحتلها القضية التعليمية في بناء المجتمع بصورة عامة، فإن الأمر يتطلب إعطاء هذه القضية اهتماماً خاصاً من الدولة لتكون على رأس أولويات مهامها بالدعم المادي والمعنوي، والتخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والإشراف، والمراقبة، والمحاسبة، لما من شأنه خلق ظروف افضل لبناء الأجيال بناء صحيحاً بما يعزز ويطور قدرات أجيالنا على كافة المستويات، لتصبح أجيالنا قوة فاعلة قادرة على بناء مجتمعنا حاضراً ومستقبلاً، وبما يواكب تطور العصر وتقدم الأمم والشعوب من حولنا.

لقد ازداد الفساد وكثر المفسدون وعم التسيب الإداري في كل مرفق، وفقدان الإحساس والشعور بالمسؤولية في تأدية المهام والواجبات العملية اليومية وغياب دور المراقبة والمحاسبة، هذا أولاً، وثانياً انتشار ظاهرة الغش في المدارس حيث أصبح التعامل به علناً وبالتعاون الكامل من قبل بعض المعلمين ومديري المدارس والمراقبين في الامتحانات الوزارية.. فأصبح أغلبية طلابنا وطالباتنا يعتمدون كلياً على عملية الغش المدرسي، إلا من رحم الله، وهم قليلون كما أصبحت كل مدرسة تسعى إلى تحقيق معدل أكثر من النجاح الهش بين صفوف طلابها من خلال عملية الغش.

ولكي نكون منصفين بالقول فإن مدارس المناطق الريفية هي التي أصبحت أكثر سوءاً من غيرها في الجوانب سالفة الذكر. ولذلك فإننا نقول لهؤلاء الذين يقتلون مستقبل الأجيال بوعي أو بدون وعي إنكم قد خنتم الأمانة وأسأتم إلى مهنتكم النبيلة.

هذه صورة مختصرة من صور تردي الأوضاع في بلادنا، وفي هذا الصرح التربوي الهام بالذات، مع صمت الجهات، في زمن موت الضمائر والأخلاق. واللهم إني قد بلغت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى