تبسّمك في وجه أخيك صدقة

> «الأيام» إسماعيل محمد القديمي/أمانة العاصمة

> إن لهذا الموضوع إيحاءات شتى يدق بعضها ويلطف حتى يصل إلى أعماق النفس وإلى قرار الوجدان فيهزها هزا ويوقع على أوتار القلب لحنا صافيا مشرقا جميلا يأخذ بالألباب، فإن الصدقة في مفهومها التقليدي نقود وأشياء محسوسة يساعد بها الغني الفقير، ويمنحها القوي الضعيف، وأثرها في حياة المجتمع محدود ولو أنها ظلت قرونا طويلة مظهرا من مظاهر التكافل الاجتماعي ورباطا من روابط المجتمع وأداة لتطهير الأغنياء من الشح وإعانة الفقراء على الحياة.

كل خير صدقة، وعلى كل امرئ صدقة، هكذا هو في شمول واسع لا يترك شيئا ولا يضيق عن شيء. وهنا سؤال وهو من أين تنبع الصدقة التقليدية؟ أوليست تنبع من معين الخير في النفس البشرية، وإلا فهي رياء كاذب فإن الذي يدفعك إلى إعطاء الصدقة للمحتاج هو شعور إنساني فكل شيء ينبغي أن تكون له غاية، وغاية الغايات في الأرض أن يكون الخير هو المسيطر على حياة البشرية. تلك أفضل وسائل التربية الحسنة وأحبها إلى النفوس وهي ليست ضحكا على الناس، حاشا ثم حاشا الله، انها كلها حقيقة فالخير نبع واحد داخل النفس ومع ذلك فجربها إذا أردت! فإن تبسُّمك في وجه أخيك (وهو صدقة) لهو اشق شيء على النفس التي لم تتعود الخير ولم تتجه إليه وهناك ناس يبخلون عليك بقطرة من ماء. إن المسألة ليست البسمة ولا نقطة الماء، إنها العطاء، إنها الحركة، إنها فتح القفل المغلق. قال تعالى: {وألّف بين قلوبهم} وقال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا} فالتماسك يدعو إلى الحب والإخاء ونقاء القلوب وتطهير النفوس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى