الملعب الرياضي .. أكاديمية حسان

> عادل الأعسم :

>
عادل الأعسم
عادل الأعسم
حسان في الصدارة .. لا تستغربوا ولا تضربوا أخماسا في اسداس، فليس غريبا أن يتصدر حسان وليس غريبا أن يفوز بالدوري، اذا كانت كرة القدم تقاس بالموهبة واللعب والفن والهندسة، أما اذا قستموها بمقدار الغنى والمال، فإن فريق حسان هو أفقر الفرق بجدارة واقتدار.

- طبيعي ان ينهي حسان المرحلة الاولى من الدوري (الذهاب) متربعا على القمة، قياسا بعدد المواهب العديدة والوجوه الجديدة التي يقدمها كل عام ويضخها الى الملاعب اليمنية ويعزز بها صفوف المنتخبات الوطنية.

- الفرسان وحدهم هم الذين يتحدون الصعاب ويتجاوزون الحدود ويحطمون القيود ويسطرون الملاحم ويصنعون المعجزات.. وهذا الفارس الابيني، حطم أهم المعايير والمقاييس في عالم الرياضة وكسر شوكة أن المال (عصب) الرياضة وكرة القدم بالذات، وتفوق على نفسه وعلى غيره بعزيمة الاشبال وهم الرجال.

- من يقول عن (حسان) أنه (فريق) يظلمه ومن يطلق عليه (مدرسة) يغبطه حقه. . إنه (أكاديمية التفوق والفنون الكروية) لا توجد فيها مبان وقاعات وملاعب ومدربون وخبراء وفصول، ولكنها أكاديمية طبيعية تلقائية خصبة تنبت المواهب وتسطع بالنجوم.

- دول العالم تبني الاكاديميات الرياضية، وترصد موازنات ضخمة بملايين الدولارات، وتضع لها الخطط والبرامج واستراتيجيات العلم والتدريب والتغذية و(أكاديمية حسان) لا تملك من كل ذلك شيئا.. إنها هبة الله في أرضه.. لا تشبه اكاديميات أخرى، لا (اسباير) ولا أي من أخواتها ومثيلاتها في عالم الرياضة.

- حسان.. (اكاديمية) ليس من الآن وإنما من زمان وإذا كان الجيل الذهبي بقيادة أحمد صالح الراعي هو بداية ظهورها والإعلان عنها فإن بداياتها الأولى كانت قبل ذلك بكثير.

- من سينسى الكابتن الراعي وعيال نعوم (ناصر وسعيد وحسين) وأولاد مهدي (أحمد وعلي ووجدي) والشيبة الطامي وأخيه سالم العريس(فلتة ذاك الزمان والمكان) ومشبح والعوذلي والسيف اليماني جمال ناشر وسمير صالح وأمين عوض ومكيش ومحمد سالم ومحسن ماطر والشبح جياب والقائمة تطول وتطول.. وتمتد سلسلة اللآلىء من الماضي الى الحاضر، والى المستقبل بالتأكيد وهؤلاء (الاشبال) من أولئك (الاسود).

- (أكاديمية حسان للتفوق والفنون الكروية).. موقعها زنجبار ومنبعها الوادي الخصيب، وتمتد عطاءاتها من أبين إلى كل ملاعب الوطن وخارج الحدود.. أبوابها مشرعة دائما لا تغلق أبدا، لا في الصيف ولا في موسم الاجازات.

- أبين المنسية.. قد يجور عليها الزمان ولا تجد فيها ما يسر العين والخاطر، لكن (حسان) يبقى شامخا.. معلما بارزا من معالم المحافظة.. حولها من (بلاد الحاس والحسحاس والظلم الشديد)، إلى بلاد المواهب والنجوم والفنون الجميلة.. من (بلاد شابها معلول وبشاجعها مقتول) إلى بلاد شبابها مشهور ولاعبيها شجعان يسطرون المجد رغم أنف اليأس والاحباط والشدائد.

- حسان الذي يملأ الآفاق بالتألق والنجوم، لم يجد موطئ قدم في قلوب رجال المال والسلطة، ومع ذلك لم يتركوه في شأنه بل يستغلون حاجة وفقر لاعبيه ويغازلونهم ويغرونهم بالمال والنفوذ.. دعوه فقط في حاله وخذوا أموالكم ونفوذكم بعيدا عنه.. اتركوه وحده يقرر مصيره فهو غني بأشباله وشبابه.. مع التذكير أن معظم اللاعبين الذين تركوا حسان أفلت نجوميتهم وتاهوا في غياهب هبوط المستوى والنسيان.. واسالوا إن شئتم (جياب) و(فوزي) وجمال العولقي!!

- حسان.. ملحمة لا تستطيع أن تسطرها كلمات ولا ترسمها ألوانا، فقد سطرت نفسها بعرق الجباه السمر ورسخت مكانها بوفاء وإخلاص الجدعان وعزيمة وإقدام الفرسان.

- وليسمح فنان اليمن وأبين الكبير محمد محسن عطروش، أن أستعير وأحور بعض كلمات إحدى أغانيه الوطنية الشهيرة أيام الثورة والنضال: «الشتاء لو طال ليلة أو قسى فيه الصقيع نتحمل برده وصقيعه طالما بعده ربيع».. «وربيعي انتصارك يا حسان قولوا لهم قولوا لهم: فارس أكيد قولوا لهم.. قولوا لهم حساني عنيد».

- بعزيمة الرجال وبالعنوان العريض والفم المليان.. هذا (حسان).. وآه لو كان لديه حتى نصف ما تملكه بعض الاندية الغنية.. لكان فريقا ولا في الخيال!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى