إخوان مصر يطالبون الانتحاريين بتوجيه "المقاومة" لأمريكا وإسرائيل

> القاهرة «الأيام» محمد عبد اللاه :

> انتقدت جماعة الإخوان المسلمين بمصر أمس الأول الانتحاريين الذين شنوا هجمات في المغرب والجزائر الأسبوع الماضي وطالبت أقرانهم بتوجيه "طاقة المقاومة" إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف في بيان "لعل الصور الأجدر بالانتباه والبحث... هي تلك التفجيرات الأخيرة في المغرب والجزائر... هذا الشباب الذي قام بتفجير نفسه دون هدف محدد أو غاية سامية يشير إلى حالة من فقدان الرؤية وغياب الفهم وضياع الهدف."

وأضاف "يناشد الإخوان المسلمون هؤلاء أن يوجهوا طاقة المقاومة بكل الوسائل المتاحة إلى العدو الحقيقي للأمة. العدو الذي يحتل ويقتل وينتهك وينهب الخيرات. ذلك العدو القابع في القدس وبغداد وكابول."

ودعا مرشد الإخوان الانتحاريين وغيرهم من الشباب العربي والمسلم إلى "التعامل مع التحديات الداخلية التي تواجه أوطانهم وأمتهم بالشكل السلمي والحضاري بعيدا عن إهدار حياتهم هباء من ناحية وحفاظا على النفس والدماء التي شدد الإسلام على حرمتها من ناحية أخرى."

وتقول الجماعة إن نشاطها في مصر سلمي لكن الرئيس حسني مبارك قال في يناير كانون الثاني إن الإخوان خطر على أمن مصر وإن صعود تيارهم يهدد بعزل أكبر دولة عربية سكانا عن العالم.

وجماعة الإخوان محظورة منذ وقوع محاولة لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954 اتهم نشطاء في الجماعة بارتكابها. لكن الجماعة تعمل في العلن وتتسامح الحكومة مع كثير من نشاطها.

وشغل أعضاء في الجماعة خاضوا الانتخابات التشريعية عام 2005 كمستقلين 88 مقعدا في مجلس الشعب المكون من 454 مقعدا مما أدى إلى بروز الجماعة كأقوى قوة معارضة في مصر منذ نحو نصف قرن.

ونصت تعديلات دستورية أقرت الشهر الماضي على حظر ممارسة النشاط السياسي على أساس ديني مما يهدد بإبعاد الجماعة عن العمل السياسي.

لكن الجماعة تحدت التعديلات قائلة إنها سترشح 20 عضوا فيها لانتخابات مجلس الشورى التي ستجرى في يونيو حزيران وإنها ستخوض الانتخابات تحت شعارها المفضل "الإسلام هو الحل".

وكانت الدار البيضاء وهي المركز التجاري للمغرب شهدت الأسبوع الماضي سلسلة تفجيرات انتحارية.

وفجر شقيقان انتحاريان نفسيهما أمام مكاتب دبلوماسية أمريكية في المدينة وجاء الحادث بعد أيام من تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم بعد أن داهمت الشرطة منزلا يقيمون فيه.

وفي وقت مقارب وقعت في الجزائر هجمات انتحارية راح ضحيتها 33 قتيلا.

وأثارت التفجيرات في الجزائر مخاوف من إمكانية عودة البلاد إلى أعمال العنف التي هزتها في التسعينيات عندما ألغت الحكومة التي يدعمها الجيش نتائج انتخابات كان فوز الاسلاميين فيها مرجحا.

وقال عاكف "أيضا مطلوب من شبابنا توجيه طاقاتهم نحو البناء والإصلاح ومواجهة الاستبداد والقمع والدكتاتورية والفساد المتغلغل في أوطاننا بالإصلاح السلمي المتدرج الأعمق أثرا من كل التفجيرات والدماء التي تسيل بأيدي أبناء الوطن الواحد."

وأضاف في إشارة إلى الولايات المتحدة أن من شأن ذلك "تفويت الفرصة على الفرعون الجديد لشق الصف وإضعاف الجبهة (الداخلية) لكي يتوافر له المزيد من عوامل نجاح مشروعه الإمبريالي الأسود."

واتهم الولايات المتحدة بأنها تبذل "المحاولات المحمومة لقوة واحدة غاشمة تسعى لتحقيق السيطرة الكاملة لها على مصائر الإنسانية وتوطيد أركان مشروعها الإمبريالي العالمي الجديد."

وتقول الولايات المتحدة إن غزو أفغانستان والعراق كان ضمن حرب على الإرهاب الذي ضرب نيويورك وواشنطن يوم 11 سبتمبر أيلول عام 2001.

ويقول محللون إن المكاسب الانتخابية التي حققها الإخوان بمصر في عام 2005 تعود جزئيا إلى الحملة التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد أحداث 11 سبتمبر أيلول من أجل الإصلاح الديمقراطي في العالم العربي الذي جاء منه المهاجمون.

ويقول المحللون إن الحملة الإصلاحية الأمريكية وهنت بعد أن تبين لواشنطن أنها تعطي دفعة للتيارات الإسلامية التي تعارض السياسة الأمريكية وترفض الاعتراف بإسرائيل. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى