فأل موريتانيا الحسن

> د. هشام محسن السقاف:

> غاب العرب عن حفل تنصيب رئيس موريتانيا المنتخب سيدي ولد الشيخ عبدالله، غابوا عن حالة عربية نادرة، قلّ أن تتكرر في نهج الحاكمين العرب الذين لا يتركون كرسي الحكم إلا بالموت ثم القبر، أو عبر انقلاب عسكري يطيح بالحاكم القائم ويأتي ببديل من العجينة نفسها، ولا فكاك من الحالة إلا بإحدى وسيلتين إحداهما مرة.

في اليوم الـ19 من أبريل الجاري تسلم سيدي ولد الشيخ عبدالله مقاليد حكم موريتانيا بطريقة ديمقراطية شهد بنزاهتها العالم وودع الجنرال علي ولد محمد فال قصر الرئاسة بعد أن وصل إليه على ظهر دبابة أطاحت بالرئيس معاوية ليكمل فيه عاما وتسعة أشهر كانت كافية لكي يهيئ البلاد لانتخابات ديمقرطية تضع البلد العربي في أقصى المغرب على سكة قطار الديمقرطية الحقيقية، ويتوارى الجنرال عن الأضواء بعد أن يكون قد دخل تاريخ بلده والوطن العربي من أوسع الأبواب، إنه الفأل الحسن في تاريخ موريتانيا، الفأل الذي لم يتكرر كثيرا في الحياة السياسية العربية التي استمرأ فيها الحكام لذات الحكم بعيدا عن التقنين والقوانين، ليبرز الزعيم الأوحد والزعيم الضرورة الذي لا يأتيه الباطل من خلاف كأنموذج صارخ للحاكم القطري العربي.

ولأن العرب أكثر خلق الله تشبتا بالماضي دون محاولة تفعيله وإعادة إنتاجه إيجابا فإن حالة الجنرال سوار الذهب في السودان لم تستثمر طويلا لتنتج تراكما في الحياة السياسية في السودان أولا والوطن العربي ثانيا، فقد أجهض انقلاب عسكري حالة سوار الذهب النادرة و(كأنك يا ابو زيد ما غزيت). ونتمنى أن تثمر الحالة الموريتانية وأن تكون فألا حسنا على موريتانيا وعموم الوطن العربي من الماء إلى الماء حتى لا تظل حزمات النور التي تسقط في مجالاتنا العربية أشبه بنيازك سرعان ما تحترق لمجرد دخولها المجال الجوي العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى