دبّر نفسك

> محمد باجنيد:

>
محمد باجنيد
محمد باجنيد
المكاتب الحكومية في حضرموت لا تشكو من ضعف الموازنات المخصصة لها لكن شكواها المتكررة هي عدم وجود موازنات تفي بالأساسيات من متطلباتها وهو ما يضع عطاءها محل نقد دائم من المواطن، المقصود الأول بالخدمات، وبين المسئول الذي أقر الميزانية وربط نجاحه بوجود الخدمات وتوافرها لدى المواطن.

وكالعادة فإن أحدا في المحافظة لا يمكن أن ينبئك بالنبأ الصادق عن المخصصات وفيما إذا كان هناك مخصصات بالفعل أو أن المخصصات المالية التي تأتي أقل من طموح الإدارات المعنية في المحافظة.

يلحظ المواطن في حضرموت القصور الفاضح في الخدمات، الذي يبرره المسئولون بعدم وجود موارد، فيما يدافع المسئولون في (المالية) بأنهم يخصصون لكل إدارة ميزانية.

إذن لماذا الخلل؟

ولماذا لا يلمس المواطن أفعالا إيجابية لبعض الإدارات في المدينة فيما إذا كانت هناك ميزانيات مخصصة لهم؟

وإذا لم تكن الميزانيات المطلوبة للإدارات المعنية تفي بالقليل من طموحات إدارات الدولة أو بطموحها القليل لماذا لا تعمل تلك الإدارات بسياسة الأهداف أو المراحل وتتخلى عن الأحلام الكبيرة والمشاريع الإعلامية الضخمة وتعمل (بقدر فلوسها) كما يقولون، بدل أن تسرق الأحلام من أبناء المكلا في تحويل مدينتهم إلى عاصمة للمال وهي فقيرة جدا في كل متطلبات المدن من مدنية وحداثة.

من المسئول عن الحيوانات السائبة التي تسكن شوارع وحارات مدينة المكلا؟ من المسئول عن ذلك وعن تمويل حملة للقضاء على هذه الظاهرة التي اختفت من قرى كثيرة في العالم لكنها تشكل أحد المعالم في مدينة المكلا؟

من المسئول عن إصلاح الأضرار التي تركتها الأمطار في معظم الشوارع، حفر ومطبات وأحجار، ومن المسئول عن تمويل إزالة مثل تلك الأضرار؟

ومن المسئول عن التسريبات المزعجة لمياه الصرف الصحي في بعض أحياء المدينة؟ ويتكرر السؤال من أين التمويل لإصلاح تلك التسريبات الخطيرة على الصحة والبيئة؟

إن أحدا لن يجيب والإدارات ستعتذرعن القيام بمسئولياتها بالمخصصات المالية وعدم وجودها أو ضعفها إلا إذا أخذت كل إدارة بالمقولة المخجلة (دبِّر نفسك) أي اعتمد على المواطن، وأضف إلى معاناته معاناة جديدة.

تطور المدن وتحويلها إلى عواصم للمال أو السياحة أو مراكز للجامعات لا يمكن أن يكون قبل أن تكون تلك المدن مستعدة للتحول، فالتحول يتطلب إرادة من الجهات المعنية للعمل من أجل ذلك وليس بانتظار اعتماد سياسة (دبر نفسك).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى