الامم المتحدة:الحل العسكري بالصومال سيولد الاحقاد على المدى البعيد

> نيويورك/ مقديشو «الأيام» ا.ف.ب:

>
صورة من الارشيف لأطفال صوماليين يلعبون كرة القدم على أطلال شارع بمقديشو
صورة من الارشيف لأطفال صوماليين يلعبون كرة القدم على أطلال شارع بمقديشو
حذر تقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي-مون حول الوضع في الصومال أمس الجمعة، من ان البحث عن حلول عسكرية لتثبيت الاستقرار في مقديشو لن يكون "مثمرا" على ما يبدو.

واعتبر الامين العام ان البحث عن حل عسكري للمشاكل الامنية في العاصمة، التي تجتاحها المعارك في الوقت الراهن، لن يكون "مثمرا على ما يبدو وسيولد الاحقاد على المدى البعيد بين بعض المجموعات ويعكر آفاق المصالحة".

واضاف ان "من الملح التوصل الى نهاية فورية للمعارك.. والى التزام جميع الاطراف بالسلام"، و"من الضروري في المقابل منع بعض الاطراف الاقليميين من المساهمة في زعزعة الاستقرار وتوزيع السلاح في الصومال، وتشجيع المساهمات الايجابية التي يقوم بها اطراف آخرون". ويطلب التقرير من المجموعة الدولية "ان تقدم دعما عاجلا الى الاتحاد الافريقي عبر جميع الوسائل المتوافرة لديها".

وقد قتل 36 مدنيا على الاقل وجرح اكثر من 200 منذ الخميس في هذه المواجهات. واكدت منظمة محلية غير حكومية تناضل من اجل السلام وحقوق الانسان مساء أمس الجمعة لوكالة فرانس برس ان 113 مدنيا على الاقل قتلوا وان 229 جرحوا خلال ثلاثة ايام من المعارك، نقلا عن احصاءات المستشفيات ومنظمات انسانية في مقديشو وشهود.

وافاد شهود عيان ان ستة مدنيين على الاقل قتلوا مساء أمس في معارك بين الجيش الاثيوبي والمتمردين في العاصمة الصومالية حيث استأنف الطرفان القتال الخميس.واضاف الشهود ان هؤلاء المدنيين سقطوا اثر اصابتهم بقذائف الهاون او الرصاصات العشوائية.

وقال عبد القادر علي احد سكان شمال العاصمة لوكالة فرانس برس "اصابت قذيفة هاون منزلا في حي صنعاء واسفرت عن مقتل اربعة اشخاص وجرح ثلاثة آخرين".

واكد عبدي محمد الذي يقطن ايضا المنطقة عينها هذه الحصيلة مشيرا الى انه شاهد الجثث الاربع داخل المنزل الذي دمر جزئيا.

من جانبه شاهد مراسل فرانس برس جثتي مدنيين آخرين مصابتين برصاصات عشوائية، احداها لسيدة في شارع صنعاء والاخرى لرجل في حي حمروين (شمال). وافاد احد السكان ان "ثلاثة اشخاص اصيبوا ايضا بجروح" في حمروين.

وقال مراسل فرانس برس ان القوات الاثيوبية المتمركزة قرب القصر الرئاسي (جنوب العاصمة اطلقت قذائف هاون على مواقع المتمردين في شمال مقديشو، فرد هؤلاء بالمثل.

و اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة أمس الجمعة ان حوالى ثلث المليون نسمة سكان مقديشو قد فروا منها منذ الاول من فبراير بسبب اعمال العنف.

وجاء في بيان للمنظمة صدر في نيروبي ان "المفوضية العليا للاجئين تعتبر ان اكثر من 321 الف شخص قد فروا من مقديشو منذ الاول من فبراير عندما بدأت اولى المعارك".

وفي 13 ابريل، تحدثت المفوضية العليا عن مغادرة 208 آلاف شخص مقديشو منذ الاول من فبراير.واضاف البيان ان "الزيادة الكبيرة لعدد المهجرين ناجم اساسا عن المعطيات الجديدة التي جمعتها منظمات غير حكومية في منطقتي غالغادود ومودوغ (وسط) وعن زيادة عدد الاشخاص الذين فروا من العاصمة الصومالية". وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان كثيرا من المهجرين يحتاجون الى كل شيء تقريبا (المأوى والماء والغذاء)، لان وجود المنظمات الانسانية في الصومال محدود جدا بسبب الظروف الامنية في هذا البلد الذي يشهد حربا اهلية منذ 1991.

اثنان من عناصر المحاكم الإسلامية في إحدى ضواحي مقديشو
اثنان من عناصر المحاكم الإسلامية في إحدى ضواحي مقديشو
وقال منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة اريك لاروش الخميس ان القوات الحكومية الصومالية تعرقل توزيع المساعدة الانسانية التي تقدمها الامم المتحدة الى آلاف المهجرين، وحذر من ان الازمة الانسانية يمكن ان "تتحول الى كارثة بسرعة كبيرة".

وفي بيان اصدره أمس في نيروبي، اكد مندوب اليونيسف للصومال كريستيان بالسليف-اوليسين، ان منظمته "تواجه كثيرا من الصعوبات في الوصول الى هؤلاء المهجرين الذين يتألف معظمهم من النساء والاطفال دون الرابعة عشرة".

واضاف "لذلك نكرر نداءنا الى جميع الاطراف المعنيين في النزاع لان يفعلوا كل ما في وسعهم ليمكنونا من الوصول الى الذين يحتاجون الى مساعدتنا اكثر من سواهم".

ورفضت الحكومة الاثيوبية أمس تحمل اي مسؤولية عن هذه العرقلة، مؤكدة ان "المشاكل الانسانية الحادة في الصومال" ناجمة "اساسا عن المتطرفين واعمالهم الارهابية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى