سكان الاعظمية يخشون "جدارا امنيا" يعزلهم عن محيطهم في بغداد

> بغداد «الأيام» محمد امير :

>
القوات الامريكية تقوم بعمليات تفتيش واسعة في العراق
القوات الامريكية تقوم بعمليات تفتيش واسعة في العراق
يبدي سكان في منطقة الاعظمية السنية المضطربة في شمال بغداد خشيتهم من عزلهم عن محيطهم المجاور اثر بدء القوات الاميركية بتشييد "جدار امني" حول معقلهم.

وبدأ مظليون تابعون للفرقة 82 الاميركية المجوقلة وضع الكتل الاسمنتية الاولى لجدار يحيط بالاعظمية ليل 10 نيسان/ابريل الحالي وسيستمرون بنصب المزيد منها خلال الليل الى حين اكمال الجدار، وفقا لبيان عسكري لقوات التحالف.

وقالت ام حيدر (54 عاما) وهي ربة منزل انها "فكرة غريبة وامر عجيب ان يفكر المسؤولون ببناء سور لحماية الاعظمية عبر عزلها عن المناطق المجاورة لها".

واكدت ان "معظم السكان الذين اعرفهم لم يدركوا حتى الان ابعاد ما يعنيه عزلهم عن باقي مناطق بغداد".

وتابعت ام حيدر ان "ايجاد حل للوضع الامني واعمال العنف لا يمكن ان يكون عبر بناء جدران من الاسمنت المسلح بين المناطق. سنجد انفسنا وسط متاهة من الجدران الاسمنتية".

ومن المتوقع ان يضمن الجدار البالغ طوله 5،4 كلم بارتفاع اكثر من مترين والمكون من كتل اسمنتية مسلحة تزن الواحدة منها اكثر من ستة اطنان، الحماية لمنطقة الاعظمية الواقعة في جانب الرصافة من بغداد (شرق دجلة)، وفقا للبيان.

وتحيط بالاعظمية ثلاثة احياء شيعية، وكغيرها من المناطق المقسمة على اساس طائفي، شهدت المنطقة عنفا مذهبي الطابع واعمالا انتقامية.

وقال الكابتن سكوت ماكليرن ضابط العمليات المساعد "يشن مسلحون شيعة هجمات على السنة، فينتقم السنة منهم في الشوارع".

والجدار احد ركائز الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها قوات التحالف والقوات العراقية لوقف دوامة العنف المذهبي. ويامل المخططون ان يشكل طريقة تسمح لسكان المنطقة معرفة الداخلين والخارجين كما انها تصد فرق الموت والميليشيات.

من جهته، قال زيد عبد الله (26 عاما) وهو تاجر عطور في احد المحلات التجارية في الاعظمية "نحن لا نرغب ابدا ببناء جدران عازلة بيننا وبين مناطق بغداد الاخرى".

واضاف "نخشى ان يكون الجدار بداية لعزلة اكبر من خلال اجراءات امنية اكثر تشددا تصل الى منع الخروج والدخول، عندها ستتعطل اعمالنا ولن نرى زبائننا".

ووصف الجدار بانه "تخبط من قبل المسؤولين الامنيين للوصول الى تحقيق امن ووقف اعمال العنف"، وتساءل "هل بامكانهم اقامة المشروع حول مناطق اخرى؟"، في اشارة الى المناطق الشيعية.

وبالامكان رؤية كتل من الاسمنت المسلح مرصوصة على طول الطريق السريع الفاصل بين الاعظمية وما جاورها من مناطق ذات غالبية شيعية بعد مرور 11 يوما على بداية العمل بالمشروع.

ونسب البيان الى احد مخططي المشروع الكابتن مارك سانبورن قوله "ستوضع كتل الجدار على منطقة تفصل بين السنة والشيعة لكبح جماح بعض العنف عن طريق ضبط حركة المرور من والى المناطق".

وتابع سانبورن "عندما ننتهي من الجدار ستقيم قوات عراقية نقاط تفتيش تسيطر وحدها على حركة الدخول والخروج من المنطقة (...) الامن سيحل على الجانبين بانتهاء المشروع فهو يصب في صالح سكان الاعظمية".

وقال "لن يكون السنة وحدهم المستفيد فحسب، بل الشيعة في الجانب الاخر ايضا,وعندما تنصب الجدران في مواضعها لن يتمكن +الارهابيون السنة+ من اتخاذ المنطقة قاعدة لمهاجمة الاحياء الشيعية".

بدورها، تقول ام احمد (50 عاما) "فوجئت ببناء الجدار لانه فكرة لا مبرر لها,عندما كان المسلحون يصولون ويجولون لم يفكر احد ببناء جدران عازلة، لكن الان،وبعد انكفائهم عن الشارع، قرر المسؤولون سجننا".

اما علي ابراهيم (29 عاما) فقال "يبدو ان الفدرالية التي يراد لها ان تقسم العراق ستطول بغداد ايضا لتقسمها، والناس هنا تتحدث عن عزم الحكومة اصدار هويات خاصة لسكان الاعظمية".

ويضيف متسائلا بهزء "هل لاننا مميزون؟ ام اننا غير مرغوب بهم في العراق الجديد؟".

كما يؤكد مصطفى (25 عاما) وهو مبرمج كمبيوتر "عدم ارتياحه على الاطلاق ازاء الجدار لانه سيحول الاعظمية الى سجن كبير".

وبحسب البيان، سيمنع الجدار المسلحين من زرع العبوات الناسفة في الطريق الذي تسلكه قوات التحالف والقوات العراقية في المنطقة.

يذكر ان الجدران الاسمنتية تغطي جزءا من شوراع بغداد الرئيسية وخصوصا قرب مقار الوزرات والمباني الحكومية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى