استمرار المعارك العنيفة في العاصمة الصومالية وارتفاع عدد الضحايا المدنيين

> مقديشو «الأيام» ا.ف.ب/رويترز:

>
مواطن صومالي يسعف الى مستشفى المدينة جنوب العاصمة الصومالية بعد ان اصيب يوم امس الاول
مواطن صومالي يسعف الى مستشفى المدينة جنوب العاصمة الصومالية بعد ان اصيب يوم امس الاول
تواصلت المعارك بين الجيش الاثيوبي والمتمردين أمس السبت لليوم الرابع على التوالي في العاصمة الصومالية مقديشو مما اسفر عن مقتل 55 مدنيا واصابة عشرات بجروح وفقا لمنظمة صومالية غير حكومية.

واعلنت المنظمة الصومالية غير الحكومية +المن بيس اند هيومن رايتس+ ان ما لا يقل عن 55 مدنيا قتلوا السبت في مقديشو في هذه المعارك مما يرفع الى 168 حصيلة القتلى في اليوم الرابع من المواجهات بين الطرفين، بحسب ما اعلن سودان علي احمد مدير المنظمة لوكالة فرانس برس.

وقال احمد مساء أمس السبت "احصينا حتى هذا المساء مقتل 55 شخصا. لكن هذا الرقم ليس نهائيا، هناك اماكن لم نتمكن من الذهاب اليها".

واضاف "ان العدد الدقيق للجرحى (...) يبدو مرتفعا جدا. ان ما نشهده في مقديشو لا يمكن وصفه (...) انه جحيم حقيقي"، موضحا انه تم الحصول على هذه الحصيلة من قبل مستشفيات.

وبحسب حصيلة حصلت عليها وكالة فرانس برس من شهود عيان ومصادر طبية، فإن ما لا يقل عن 11 مدنيا قتلوا واصيب العشرات بجروح، بينهم صحافيان، أمس السبت في هذه المعارك.

وقال سودان علي احمد لوكالة فرانس برس انه لا يفهم "صمت الاسرة الدولية والامم المتحدة في وقت ترتكب فيه مجازر في حق المدنيين في مقديشو".

وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان جنودا اثيوبيين متمركزين قرب القصر الرئاسي في جنوب مقديشو اطلقوا النار بمدافع الهاون والقذائف الصاروخية صباحا على عدد من المواقع يشتبه في انها مخابئ للمتمردين الذين ردوا بإطلاق نيران الاسلحة الثقيلة.

سحب الدخان ترتفع من جنوب العاصمة الصومالية أمس عقب القصف
سحب الدخان ترتفع من جنوب العاصمة الصومالية أمس عقب القصف
وتشير حصيلة استقتها وكالة فرانس برس من شهود ومصادر استشفائية الى مقتل اربعة مدنيين واصابة اثنين بجروح أمس في اطلاق نار بمدافع الهاون على منازلهم قرب سوق بكارا جنوب مقديشو.

كما قتل ما لا يقل عن اربعة اشخاص واصيب سبعة بجروح لدى سقوط قذيفة هاون على حافلة صغيرة في حي هودان (جنوب) اسفر ايضا عن اصابة سبعة اخرين.

وافاد الطبيب ظاهر ديري في مستشفى "المدينة"، اكبر مستشفيات العاصمة، عن وفاة ثلاثة اشخاص على الاقل متأثرين بجروحهم، مؤكدا استقبال اكثر من ثلاثين جريحا منذ صباح أمس السبت.

واخيرا سقطت قذيفة هاون على مقر اذاعة "هورن افريك"، احدى ابرز الاذاعات الصومالية، ما تسبب بإصابة صحافيين اثنين بجروح، بحسب ما ذكر الصحافي حسن كافي.

وفي الاجمال، قتل 47 مدنيا على الاقل وجرح اكثر من 200 آخرين منذ استئناف هذه المواجهات، بحسب حصيلة اعدت استنادا الى شهود وتعداد اعلنه المتحدث باسم زعماء قبيلة الهوية النافذة حسين عدن قرغاب.وتدخل الجيش الاثيوبي عسكريا في الصومال في اواخر ديسمبر 2006 رسميا للاطاحة بالمحاكم الاسلامية التي دعت الى الجهاد ضد نظام اديس ابابا.

ومنذ 29 مارس حتى الاول من ابريل، وقعت معارك عنيفة في مقديشو بين الجيش الاثيوبي والمتمردين.

ويؤكد الزعماء التقليديون وخصوصا من قبيلة الهوية ان هذه المواجهات اسفرت عن مقتل 1086 شخصا.

وكانت منظمات إنسانية قد ذكرت أن 133 شخصا قضوا، وأن ما لا يقل عن مائتين أصيبوا بجروح في المعارك التي اندلعت منذ يوم الخميس، لكن شهوداً عيان قالوا إن عدد القتلى أكثر من ذلك، وإن جنديين إثيوبيين لقيا مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون في حادث لغم أرضي تعرضت له عربتهم العسكرية صباح أمس الأول قرب بلدة جنوب مقديشو في أثناء توجهها إلى العاصمة ضمن قافلة عسكرية، وأسفر الحادث أيضا عن إصابة 3 مدنيين كانوا في حافلة ركاب صغيرة تعرضت لشظايا الانفجار. وذكرت وكالة رويترز أن شهود عيان وسكانا قالوا إن 73 صوماليا على الأقل، معظمهم مدنيون، قتلوا في القتال الذي هز مقديشو أمس الأول، وأفادوا أن العدد الأكبر من هؤلاء وقع في منطقة البركة السكنية والتجارية، حيث لقي 20 حتفهم عندما سقطت قذائف مورتر على المنطقة، وتناثرت الجثث في الشوارع، وبعضها مقطوع الرأس، في حين أصبحت جثث مشوهة بشكل يصعب التعرف عليها.

صورة من الارشيف لآثار الدمار في العاصمة الصومالية
صورة من الارشيف لآثار الدمار في العاصمة الصومالية
ووصف السكان في مقديشو الليلة قبل الماضية بأنها كانت مرعبة جراء القصف المستمر تقريبا، وقال أحدهم، وقد اصطحب عائلته خارج مقديشو الشهر الماضي وعاد لحماية منزله وممتلكاته، "نحن في حالة صدمة. لا أرى نهاية لهذا. اكتفيت، سأترك المنزل. أجد نفسي محاصرا بين جماعتين: الإثيوبيون الذين يحاولون قتلي لأني صومالي، والمسلحون الغاضبون لأني لا أحمل السلاح وأقاتل معهم".

وفي الوقت الذي تعرضت فيه مقبرة للقصف أمس الأول، يدفن سكان مقديشو قتلاهم في مقابر مؤقتة على جانب الطريق، وأصبحت أجزاء من المدينة مثل مدينة الأشباح بشوارعها الخالية والمباني المحطمة، وأفيد أن المستشفى الوحيد الذي يعمل، وهو مستشفى المدينة، يكتظ بالمصابين وتدوي أصوات الصرخات في الممرات، كما أن الوصول إلى المستشفى محفوف بالخطر.

واندلعت الاشتباكات قرب القصر الرئاسي جنوبي العاصمة حيث قام الجنود الإثيوبيون المتحصنون في المنطقة بإطلاق نيران مدافع الهاون على عدة مخابئ مفترضة للمسلحين الذين ردوا بإطلاق نيران الأسلحة الثقيلة.

وتأتي معارك أمس بعد قصف مناطق عديدة بشمال العاصمة طوال الليل، مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين ودفع المئات إلى النزوح خارج مقديشو.

في هذه الأثناء بدت مقديشو مدينة أشباح حيث خلت الشوارع من المارة وأغلقت المحال التجارية أبوابها، في حين انتظر عشرات الآلاف من النازحين تحت الأشجار أو على قارعة الطريق من ينقلهم خارج العاصمة التي تحولت إلى ساحة قتال مفتوحة.

ويعاني المستشفى الرئيسي في المدينة من ازدحام كبير، لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من الجرحى.

من جهته اعتبر السفير الأميركي في نيروبي مايكل رانبرجر أن القتال الدائر في الصومال لا يرقى لما وصفه بتمرد إسلامي.

وأضاف رانبرجر الذي يشمل تفويضه أيضا الصومال أن أعمال العنف غير منظمة وتغلب عليها الانتهازية تقوم بها عشائر متنافسة وتثيرها المحاكم الإسلامية التي تهدد بإنشاء "تمرد" كما يحدث في العراق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى