قضية ولفوفيتز تطرح مسالة الاصلاحات في البنك الدولي

> واشنطن «الأيام» جان لوي دوبليه :

>
رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز
رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز
يرى عدد من الخبراء في مسائل التنمية ومكافحة الفقر ان الفضيحة الناتجة عن اتهام رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز بالمحاباة، تدل على ضرورة اجراء اصلاحات في هذه المؤسسة الاقتصادية الدولية.

وقال دنيس دي تراي، نائب رئيس "سنتر فور غلوبال ديفلوبمنت" (مركز من اجل التنمية الشاملة) في واشنطن، "لا يمكننا الا ان نتمنى بان تثبت مشاكل الادارة الحقيقية داخل البنك الدولي التي كشفت عنها الازمة، كم ان هيكلية الادارة هشة، وبان يجر ذلك حوارا دوليا حول هذه المسائل".

وشدد دي تراي الذي كان موظفا سابقا في البنك الدولي، على ان "المسألة لا تكمن في معرفة ما اذا كان يمكن اصلاح البنك، لان هذه ضرورة".

وطالبت جمعية الموظفين باستقالة ولفوفيتز التي يؤيدها ايضا احد المديرين التنفيذيين الاثنين الماضي النيوزيلندي غرايم ويلر.

ويتألف مجلس ادارة البنك الدولي من 24 مندوبا من 185 دولة اعضاء في المؤسسة. وقرر مجلس الادارة أمس الأول بدء تحقيق في عقود مع البنك حصل عليها مقربون من ولفوفيتز.

وبدأت الفضيحة مع معلومات نشرتها الصحف الاميركية حول علاوة حصلت عليها صديقة ولفوفيتز شاها رضا التي كانت تعمل في البنك الدولي قبل تسلم بول ولفوفيتز رئاسته في حزيران/يونيو,وتم فصلها بعد ذلك لتعمل في وزارة الخارجية الاميركية خلال فترة تولي ولفوفيتز مسؤولياته على راس البنك الدولي.

وقرر ولفوفيتز منحها العلاوة في الراتب والوظيفة من دون العودة الى المسؤولين في البنك.

الا ان خبيرا مطلعا على شؤون البنك الدولي رفض الكشف عن اسمه قال ان "مجلس الادارة خلق هذه المشكلة بينما هو جزء اساسي منها".

وقال ان المجلس "بقي على الحياد لدى تسمية بول ولفوفيتز متظاهرا بالتصديق بانه تغير كليا".

وكان رئيس البنك الدولي قبل تعيينه المسؤول الثاني في وزارة الدفاع الاميركية ويعتبر من "الصقور" في الادارة الاميركية ومن مهندسي الحرب على العراق,وتابع الخبير "كل الناس الذين اعرفهم لم يكونوا راضين. ولم يقولوا شيئا".

ويكون رئيس البنك الدولي تقليديا اميركيا، بينما رئيس صندوق النقد الدولي اوروبي.

ويرى الاستاذ في جامعة بنسلفانيا (شرق) ديفيش كابور، واضع كتاب عن البنك الدولي، ان هذا التوزيع يعرقل في الوقت الحاضر اي اصلاح في اي من المؤسستين الماليتين الدوليتين.

ويدعو البعض الى عدم اناطة رئاسة البنك الدولي بعد اليوم الى اميركي,ويقع مقر رئاسة البنك على بعد مئات الامتار من البيت الابيض.

ويقول كابور ان وضع حد لاحتكار الاميركيين للرئاسة سيثير "قلق الاوروبيين لانهم سيفقدون حصرية ترؤس صندوق النقد الدولي".

واضاف "سيقول الاميركيون حينها +حسنا، لن يحصل احد على الحصرية، اذا كنا سنفقدها هنا، فلن تكون لكم هناك".

وتأتي هذه الازمة وسط المفاوضات الجارية حول تمثيل القوى الاقتصادية الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل داخل البنك الدولي ومؤسسة النقد الدولي.

وقال ديفيش كابور "انها قوى ناشئة ولكن انظروا كيف تبقى على الحياد تماما"،ازاء الجدل الذي تثيره قضية ولفوفيتز.

واضاف ان هذه القوى "تريد مزيدا من السلطة من دون ان تتحرك بطريقة مسؤولة".

وقال دنيس دي تراي "من الصعب تبين من يملك مصلحة في تشجيع" فكرة الاصلاحات في البنك الدولي وصندوق النقد. واضاف "الوضع الحالي مريح جدا والدبلوماسيون الدوليون لا يحبون التغيير,ومع ذلك، الجميع موافق على القول ان هذا النظام غير فعال في افضل الاحوال ولا يعمل بتاتا في اسوأ الاحوال". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى