الفرنسيون حائرون بعد حملة انتخابية متقلبة

> باريس «الأيام» آلان بومنيل :

>
المرشحين الاربعة الابرز في الفوز بالانتخابات
المرشحين الاربعة الابرز في الفوز بالانتخابات
اي مرشح هو الانسب؟ ذلك السؤال ما زال يراود ملايين الناخبين الفرنسيين الذين لا يتوقع ان يحسموا امرهم الا في اللحظة الاخيرة لاختيار رئيسهم المقبل الاحد، ازاء عرض سياسي من نوع جديد وبعد حملة انتخابية متقلبة اثارت الكثير من الحماسة والحيرة.

وان كانت التوقعات تشير الى ان المرشح اليميني نيكولا ساركوزي سيتأهل للدورة الثانية من الانتخابات اذ يتصدر جميع استطلاعات الرأي للدورة الاولى، فان الغموض ما زال يلف اسم المرشح الثاني الذي سيواجهه في هذه المبارزة الاخيرة.

ولا يزال ثلث الناخبين "مترددين" بحسب معاهد استطلاع الرأي التي تصنف الاشتراكية سيغولين روايال بعد ساركوزي، يليها بفارق متفاوت بحسب التحقيقات الوسطي فرنسوا بايرو ثم زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن.

وينسب المحللون هذا التردد بين الناخبين بصورة رئيسية الى "العرض السياسي" المستجد في هذه الحملة.

واثار ساركوزي وروايال الخمسينيان اللذان يترشحان للمرة الاولى للرئاسة من حيث شخصيتهما وبرنامجهما بلبلة في الفرز التقليدي بين اليمين واليسار، فيما طرح الاختراق المفاجئ الذي حققه بايرو عنصر غموض بلبل التوقعات للنزال الاخير.

ولا تزال صدمة انتخابات 2002 حيث تأهل لوبن للدورة الثانية مخرجا اليسار من السباق الاخير الى قصر الاليزيه، ماثلة في الاذهان ما زاد من الدعوات الى التصويت للمرشحين الابرزين وقلل من شأن المقولة الثابتة بالنسبة للانتخابات الرئاسية الفرنسية ومفادها ان "الدورة الاولى للاختيار والدورة الثانية للتصفية".

وهذا ما وضع بعض الناخبين في مواجهة اعتبارات استراتيجية وتكتيكية اقرب الى المعضلة: فهل يتعين التصويت لبايرو بدلا من روايال لقطع الطريق بطريقة اكثر فاعلية امام ساركوزي؟ هل ان اختيار مرشحة البيئة دومينيك فوانيه يمكن ان يقود الى تاهل لوبن للدورة الثانية بحرمان احد المرشحين الابرزين من صوت ثمين؟

واوضح بعض الناخبين انهم سيحسمون امرهم بناء على استطلاعات الرأي الاخيرة مساء أمس الأول.

ولخصت صحيفة "لوموند" هذه المعضلة بجملة واحدة: "ان العديد من الناخبين لا يتساءلون لمن سيصوتون الاحد بل كيف: هل يصوتون بقلبهم ام بعقلهم؟"

وفي مطلق الاحوال، يؤكد الفرنسيون ان الحملة الانتخابية لم تساعدهم على تظهير خياراتهم، فاعتبر 43% فقط منهم بحسب استطلاع للرأي اجري اخيرا انها ساعدتهم على اختيار مرشحهم، فيما اعتبر 59% انها كانت رديئة.

وان كان البعض وصف الحملة بانها "مثيرة للحماسة" من حيث الجديد الذي قدمته وتعدد المرشحين والبرامج، فان البعض الاخر اعتبرها "رديئة" مشيرا الى ما تضمنته من هجمات شخصية والى ارتكازها على الشخصيات اكثر منها على البرامج.

وبعد الخطاب المهم الذي القاه كل من سيغولين روايال ونيكولا ساركوزي لدى فوزه بترشيح حزبه وعرض فيه برنامجه، والمناقشات حول المواضيع الجوهرية التي جرت على مستوى الحزب الاشتراكي خلال الحملة السابقة لتعيين روايال، هيمن على الحملة الانتخابية التقلب والبلبلة.

وتضاربت المواضيع بدون ان يفرض اي منها نفسه على سواه، في محطات متعاقبة اطلقها في معظم الاحيان ساركوزي باسم الجدل حول القيم الكبرى مثل الهوية الوطنية والهجرة.

وقال رولان كايرول من معهد "بي في آ" لاستطلاعات الرأي "لم يتمكن اي مرشح من ابراز مواضيع بصورة دائمة" خلافا لما جرى عام 1981 حين تركزت الحملة بشكل واضح على موضوع البطالة ما حمل الاشتراكيين الى قصر الاليزيه او عام 2002 حين فرض الموضوع الامني نفسه بعد سلسلة من الجرائم.

ورأى كايرول ان "التحدي المزدوج القائم على القيم والشخصيات هو الذي هيمن هنا بطريقة ما".

وكان الفرنسيون يتمنون قيام جدل بين طرفين متقابلين قبل الدورة الاولى كان ربما ساعدهم على حسم خيارهم، غير انهم حرموا من ذلك فيما يتوقع ان يتحقق مثل هذا الجدل بعد الدورة الاولى بين المرشحين الفائزين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى