اسرائيل ضاقت ذرعا بالنهج القومي العربي لعزمي بشارة وترجمته العملية

> القدس «الأيام» ماجدة البطش :

>
النائب عزمي بشارة
النائب عزمي بشارة
اعتبر محللون ان الفكر القومي العربي الذي يجسده النائب عزمي بشارة وقد ترجمه الى علاقات مع اطراف عربية منها سوريا، هو وراء قرار الدولة العبرية التي تقول انها واحة من الديمقراطية في الشرق الاوسط، فتح تحقيق معه.

واعلن بشارة أمس الأحد انه سلم كتاب استقالته من البرلمان الاسرائيلي الى السفارة الاسرائيلية في القاهرة واكد لقناة الجزيرة انه لن يعود في الوقت الحاضر الى الدولة العبرية.

واكد بشارة (50 عاما) رئيس التجمع الوطني الديمقراطي الذي غادر اسرائيل في اذار/مارس ولم يعد اليها سوى لفترة وجيزة، انه سيبقى في الوقت الراهن في الخارج.

وقال ميكي روزنفلد الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ان "الشرطة تجري تحقيقا بشأن النائب عزمي بشارة تقوم به الادارة الدولية في الشرطة" من دون اعطاء المزيد من التوضيحات.

وقال يتسحاق رايتر الباحث في معهد ترومان التابع للجامعة العبرية في القدس لوكالة لفرانس برس "يوجد لدى عزمي بشاره ايدولوجية عربية قومية، تجعله يتعامل مع العالم العربي على انه امر شرعي، لكن ليس بحسب قوانين دولة اسرائيل خصوصا انه عضو كنيست فيها".

واعتبر رايتر ان "على عزمي بشارة العودة الى البلاد او تعيين موعد عودته حتى لا يتأذى العرب داخل اسرائيل لانه يشكل رمزا بالنسبة اليهم وعدم عودته تقول وكان هناك امورا جدية ضده".

واكد "ان عزمي بشارة بالنسبة للرواية الاسرائيلية اليهودية خرج عن حدوده،وزيارته لسوريا وتصريحاته حول حزب الله والمقاومة بانها نجحت، لم يستطع الجمهور اليهودي تحملها".

وتابع "لقد مر عزمي بتجربة القضاء الاسرائيلي مرتين واحدة امام المحكمة العليا ومرة امام المحكمة المركزية وربما هذه المرة لا يستطيع الجهاز القضائي ان يساعد بشارة بحسب القانون الاسرائيلي الذي يحدد ما هو مسموح وما هو ممنوع".

وتجري الشرطة الاسرائيلية تحقيقا بشأن عزمي بشارة لكن لم ترشح اي تفاصيل بهذا الخصوص بسبب الرقابة التي يفرضها القضاء على وسائل الاعلام.
لكن بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية المحت خصوصا الى انه قد يتهم بالخيانة او الفساد اثر زيارة قام بها اخيرا الى دمشق. وهذه التهم في حال ثبوتها عقوبتها احكام مشددة بالسجن.

وكان عزمي بشارة قام مع عضوين من حزبه بعد بضعة اسابيع من الحرب التي شنتها اسرائيل على حزب الله الشيعي اللبناني في تموز/يوليو-اب/اغسطس 2006، بزيارة اثارت الجدل الى سوريا ولبنان.

ومعلوم ان سوريا واسرائيل لا تزالان في حالة حرب,ولا يسمح للمواطنين الاسرائيليين بالتوجه الى هذا البلد بدون اذن من السلطات الاسرائيلية.

من جهته قال عزيز حيدر الباحث في الشؤون الاسرائيلية ان "بشارة حول الفكر القومي العربي الى ارتباط فعلي مع سوريا وحزب الله".

وتابع حيدر الباحث في معهد فان ليير في القدس ومعهد ترومان في الجامعة العبرية ان بشارة حول "الانتماء القومي من مجرد شعور الى علاقة عملية" موضحا ان "اسرائيل لا تستطيع ان تحاكم شخصا بسبب شعوره القومي بل تستطيع ان تحاكمه على افعاله".

واضاف ان "كسر القوانين لم يكن جديدا لكن (ما ازعج الاسرائيليين) هو محاولة بشارة ربط العرب الاسرائيليين ككل مع سوريا ومع القضية القومية من خلال زيارات لآلاف الاشخاص الى سوريا".

من ناحية اخرى اعتبر حيدر ان انتماء بشارة الديني ازعج ايضا اسرائيل التي "تعتبر المسيحيين اكثر مرونة تجاهها وعمل بشارة غير الصورة النمطية للمسيحيين".

اما النائب العربي في الكنيست عن حزب التجمع جمال زحالقة فقال "ان ملف التحقيق هو لتصفية عزمي السياسية" مشيرا الى "انهم حاولوا في الماضي منعه ومنع التجمع من خوض الانتخابات ولم ينجحوا في الملاحقة السياسية".

واشار زحالقة الى ان "الملاحقة السياسة اشتدت بعد هبة اكتوبر 2000 (اندلاع الانتفاضة الثانية) والهجمة الحالية بعد حرب لبنان لان اسرائيل اصيبت بهوس اسمه ترميم قوة الردع ضد العرب بما فيها المواطنون العرب في اسرائيل".

وقال "لقد اعلمنا كحزب منذ سبتمبر/ايلول بنيته الاستقالة لان حملة تحريض قوية شنت ضده لمواقفه من الحرب على لبنان"..وعزمي بشارة (50 سنة) نائب في الكنيست منذ 1996.

وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا الغت في شباط/فبراير 2006 ملاحقات اتخذتها الدولة في حقه لتصريحات ادلى بها في حزيران/يونيو 2001 في سوريا تدعو الى"المقاومة الشعبية" ضد اسرائيل.

والغت محكمة اسرائيلية في نيسان/ابريل 2003 مذكرة اتهام في حقه "لتنظيم زيارات غير شرعية لعرب اسرائيل الى سوريا" مبررة ذلك بان النائب كان يحظى بالحصانة البرلمانية حين وقوع الاحداث.

وزار بشارة مرارا سوريا ونظم زيارات اليها للم شمل عائلات عربية باقربائها من اللاجئين الى هذا البلد منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948.

وتعود اخر زيارة قام بها الى دمشق مع نائبين اخرين من حزبه الى ايلول/سبتمبر 2006. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى