> صنعاء «الأيام» خاص :

وقال معالي الأستاذ عبدالرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية إن اليمن يشكل امتدادا طبيعيا وعمقا استراتيجيا لدول مجلس التعاون وجزءا لا يتجزأ من الجزيرة العربية، مؤكدا أن مشاركة أمانة المجلس في تنظيم المؤتمر ترجمة للتوجيهات السامية للمجلس الأعلى لدول الخليج العربي والقيادة السياسية في الجمهورية اليمنية.
بدأ مؤتمر استشكاف فرص الاسثتمار في اليمن أعماله صباح أمس، الذي تنظمه الحكومة اليمنية بالتعاون مع الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في اطار خطوات التأهيل للاقتصاد اليمني للاندماج ضمن الاقتصاديات الخليجية.
وافتتح المؤتمر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي قال في الافتتاح ان اليمن تسعى لإيجاد شراكة حقيقية للتنمية ومصالح مشتركة وستعمل الحكومة على تسهيل الاستثمارات أمام المستثمرين في اليمن من خلال نافذة واحدة هي الهيئة العامة للاستثمار.
وأكد فخامته استعداد اليمن مراجعة القوانين التي تخص البنوك والتجارة والضرائب والجمارك لإزالة معوقات الاستثمار.

فخامة الرئيس يستمع الى شرح عن مشروع سياحي جديد قبيل افتتاح المؤتمر أمس
وأعلن ترحيب اليمن بالاستثمار في مجال الطاقة الكهربائية بالغاز والطاقة النووية وفي مجال تحلية مياه البحر لتلبية احتياجات العاصمة صنعاء ومدينة تعز.
وقال: الدولة ستشتري من المستثمرين الطاقة عبر مؤسسة الكهرباء والمياه، مرحبا بالاسثتمارات في مجالات النفط والمعادن والاسمنت والزراعة والثروة السمكية والاتصالات والطرقات والسياحة والصناعات التحويلية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وفي مجالات الصحة العامة وبناء المدن السكنية لدوي الدخل المحدود والمتوسط والاستثمار التجاري السياحي.
وأكد رئيس الجمهورية حرص اليمن على ايجاد شراكة حقيقية مع أشقائها وأصدقائها تقوم على تحقيق المصالح المشتركة مؤكدا انه سيتم التركيز في المرحلة المقبلة على تقديم المزيد من التسهيلات للمستثمرين وإزالة المعوقات أمامهم وتبسيط الاجراءات عبر نافذة واحدة وهي الهيئة العامة للاستثمار وأعلن ان الهيئة العامة للاراضي ستكون ضمن الهيئة العامة للاستثمار التي سيكون لديها كل الصلاحيات من أجل تذليل الصعاب أمام المستثمرين وتقديم الاراضي الاستثمارية بأسعار تجشيعية.
وأكد ان ملف الاستثمار سيحظى برعاية واهتمام كبيرين من قبل القيادة السياسية والحكومة وان رئيس مجلس الوزراء هو رئيس لمجلس ادارة الهيئة العامة للاستثمار. وقال: عندما نتحدث عن نافذة واحدة لها كافة الصلاحيات ينبغي للجميع ان يدرك انه لا يمكن لأي مؤسسة او وزارة ان تتدخل في هذا الامر.

جانب من الحضور
وأكد حرص اليمن على تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع جميع الاشقاء والاصدقاء وخصوصا الاشقاء في دول الخليج.
واعتبر انعقاد هذا المؤتمر لاستشكاف فرص الاستثمار في اليمن خطوة عملية أخرى بعد نجاح مؤمر المانحين الذي عقد في لندن خلال شهر نوفمبر من العام الماضي 2006م وترجمة عملية لتعزيز جسور التعاون والشراكة والمصالح بين اليمن والاشقاء والاصدقاء وعلى وجه الخصوص دول الجزيرة والخليج.
ودعا الرئيس رجال الاعمال والمستثمرين المشاركين في المؤتمر الى اجراء حوار شفاف مع الوزراء المعنيين، لاسيما الذين لديهم توجهات للاستثمار في اليمن بما يمكنهم من الالمام الشامل بكافة جوانب عملية الاستثمار في اليمن.
وأكد رئيس الجمهورية ان الاستثمار في اليمن مفتوح لكل المستثمرين وقال: الدولة حريصة كل الحرص على ازالة أية معوقات قد يجدها المستثمر مستفيدة في ذلك من تجارب الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة خصوصا تجربة امارة دبي وكذلك من تجربة قطر وغيرها من التجارب العربية والاجنبية.
واضاف: أينما وجدت تجارب ناجحة لتشجيع الاستثمارات في أي قطر عربي او أجنبي سنستفيد منها ونتجنب أية سلبيات ونحرص على تقديم كافة التسهيلات والضمانات الافضل. ويهدف المؤتمر الذي يعقد تحت شعار: نحو مصالح مشتركة دائمة، الى تسليط الضوء على فرص ومزايا الاستثمار في اليمن في مختلف القطاعات والتسهيلات والضمانات المتميزة التي يقدمها قانون الاستثمار اليمني بما يعزز تدفق واستقطاب رؤوس الاموال العربية والاجنبية للاستثمار في اليمن.

كما ألقيت كلمة لرئيس المؤتمر وزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى يحيى المتوكل أشار فيها الى ان المؤتمر جاء في وقت يكون اليمن في حاجة لدعم عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق الاستقرار والامن وتعزيز الاصلاحات وترسيخ العلاقات الاقتصادية مشيرا الى ان المؤتمر يستهدف مكونيين متلازمين الاول الترويج لفرص الاستثمار والثاني عرض بيئة الاستثمار.
كما ألقيت كلمة لرئيس الهيئة العليا للاستثمار الاستاذ صلاح العطار أشار فيها الى ان اليمن قررت العزم برغبة صادقة وارادة وجدية على ازاحة وتجاوز كافة المعوقات من اجل تأمين بيئة استثمارية تضع الفرص الاستثمارية في اطار الاولوية من المهام الحكومية ليحتل الاستثمار دوره الريادي مشيرا الى التسهيلات التي يقدمها قانون الاستثمار اليمني من ضمانات واعفاءات من الضرائب والرسوم الجمركية وضرائب الارباح وحرية المستثمر.

ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى يومين عددا من أوراق العمل حول برنامج الاصلاحات الشاملة في اليمن واتجاهات المرحلة المقبلة وتطوير بيئة الاستثمار والسياحة والتطوير العقاري وكذا النفط والغاز وقطاع التعدين والمحاجر وتطوير البنية التحتية، بالاضافة الى مناقشة أوراق عمل عن الصناعة الامكانيات والفرص والآفاق والتعاون الاقتصادي والاستثماري بين اليمن ودول الخليج الى جانب تعريف المشاركين بالخدمات المالية في اليمن.
وعلى هامش المؤتمر وقعت وزارة السياحة ومجموعة ميدروك العمودي جولدن على اتفاقية انشاء فندقين في صنعاء والحديدة باسم فندق الاوراق الذهبية فئة 5 نجوم بتكلفة 150 مليون دولار وقال وزير السياحة نبيل الفقيه ان بدء تنفيذ المشروع سيتم خلال الشهرين القادمين كما استكلمت الدراسات والتصاميم الفنية من قبل شركات عالمية متخصصة. من جانبه قال العضو المنتدب والمدير التنفيذي لمجموعة ميدروك العمودي ان الشركة ستقدم جدولا خلال اسبوعين يتضمن كافة المواضيع المتعلقة بآلية التنفيذ واضاف انه سيتم استكمال اعمال الانشاء للفندق في الحديدة خلال عامين فيما يتم افتتاح الفندق في صنعاء خلال ثلاث سنوات وتستثمر الشركة في انشاء مصنع للسكر في عدن بتكلفة تتراوح بين 150-200 مليون دولار. وتضم المشاريع الاستثمارية التي تعرضها وزارة السياحة أكثر من 16 فرصة استثمارية بما فيها 3 فنادق خمسة نجوم أخرى موزعة مابين العاصمة كما تضم الفرص الاستثمارية المعروضة مشروع فندق 5 نجوم رويال بالس بصنعاء الذي يعتبر أحد أبرز الفرص المعروضة والمشروع قيد التنفيذ وتجاوز نسبة ما أنجز منه 60 في المائة والفرصة التمويلية المطلوبة للاستثمار تمثل 40 في المائة من المشروع تقريبا وهو أحد المشاريع التي تعرضها وزارة السياحة ضمن مؤتمر الفرص الاستثمارية.
وخلال المؤتمر أعلنت مجموعة بقشان الاستثمارية ان الانتهاء من تنفيذ مشروع الاسمنت الذي تبلغ تكلفته نحو 260 مليون دولار بطاقة انتاجية تقدر بـ 1.5 طن بمعدل خمسة الف طن في اليوم سيكون في شهر اغسطس 2008م.
«الأيام» استطلعت عددا من آراء المشاركين في المؤتمر حيث قال المهندس محمد ناصر حبتور مدير استثمارات الشيخ عبدالله أحمد بقشان في اليمن ان مشروع الهضبة على مساحة مليون متر مربع ومشروع سكني سياحي وسيكون في فندق حضرموت وهو مجمع سياحي وقد بدأ العمل فيه وسينتهي خلال عشرين شهرا. السيد آلن جورز رئيس تطوير الاعمال في الشراكة المتحدة للتنمية قال: «نحن نسعى لاستثمار أكثر من عشرة مليون دولار في مجال الغاز والعقارات والبيئة والحفريات في الموانئ ومازلنا نبحث عن فرص ورأينا الكثير من التجاوب من السلطات اليمنية في جانب التسهيلات وهناك أشياء واضحة جدا والجميل ان هناك هيئة واحدة تأخذ منها جميع المعلومات وهي تسهل الامور بالنسبة لنا أكثر كأجانب».
م.محمد جرجم مدير عام شركة عبر المملكة (السعودية) قال:«نحن الآن نتطلع لفرص وجئنا لاستشكاف الفرص الاستثمارية ونحن من أحد الرعاة في المؤتمر لاننا اكتسبنا قناعة ان اليمن امتداد لنا ونتطلع الى تكامل الفرص الاستثمارية ولدينا مشروع مصنع حديد في منطقة جيزان اقرب منطقة لليمن ونحاول ان تكون المواد الاولية من اليمن والمواد الثانوية من السعودية ولدينا مشروع لإنتاج الكور الاسفنجية التي تعتبر من المواد الخام لصناعة الحديد وهذا يحتاج الى الغاز الطبيعي الموجود في اليمن، صحيح ان هناك الآن قصور فيه في اليمن ولكن عند حلول عام 2009م ونحاول الأن ان نأخذ أي التزام من اليمن لتوفير هذه المادة والكلمات اليوم مشجعة جدا ونعتبرها بداية مهمة وبداية تطلع للاستثمار».

الشيخ علي محمد سعيد والحاج عبدالواسع هائل سعيد والشيخ صالح بن فريد ورجال أعمال ومشاركون في المؤتمر أمس امام مجسم مدينة جنان عدن
د. محمد الميتمي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر قال لـ «الأيام»:«حضور فخامة الرئيس مع هذا الحشد الكبير ذو دلالة رمزية كبيرة يكون هرم السلطة يعطي أولوية خاصة للاستثمار والرسالة القوية التي وجهها أمام المستثمرين كانت قوية ومؤثرة للغاية أكدت على التزام القيادة السياسية لدعم المستثمر والمؤتمر، سعينا الى استهداف كبار المسثتمرين وحضر الى المؤتمر أكثر من 1000 مشارك رغم اننا استهدفا 700 مشارك وهذا معيار كبير لنجاح المؤتمر وأتمنى ان ينطلق القطار للامام وان يسهم القطاع الخاص اليمني بصورة منظمة وفعالة ومتناغمة مع مشروع المستقبل للتنمية».
ممثل البنك التجاري السعودي الاهلي قال: «المشاركة في المؤتمر نحن رعاة رسميين فيه ومازلنا في عملية جس النبض للفرص الاستثمارية وما يهمنا هو التوصيات لأننا سنتوجه لدراسة المشاريع التي ستنتج عنه ومن وجهة نظري الشخصية ان المناخ الاستثماري في اليمن مشجع جدا».
عبدالواحد المرشدي من بنك مسقط (سلطنة عمان) قال: «أعتقد ان هناك فرصا استثمارية كبيرة في اليمن واليمن سوق بكر لم تجدب استثمارات سابقة ومع وجود الطفرة في المنطقة اليمن سيكون له مستقبل كبير والاموال الخليجية الفائضة في دول الخليج تبحث عن اهداف استثمارية جديدة».
كما أعلنت مجموعة شركات بن فريد وبغلف الاستثمارية عن تنفيذ مشروع مدينة جنان عدن السياحية بتكلفة ملياري دولار وهي مدينة عصرية متكاملة تقع على جبال احسان والممتدة بطريقة لولبية على طول الشاطئ بجانب مدينة عدن الصغرى.
وقال رئيس مجلس ادارة المجموعة الشيخ صالح بن فريد العولقي لـ «الأيام» ان المشروع يمتد على مساحة سبعة كم طول و2 كم عرض وستكون من أحدث المدن في الجزيرة، وأوضح ان المشروع سينفذ على ثلاث مراحل ستبدأ المرحلة الاولى منه في الشهرين القادمين، وقال: «أولا نتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لحضوره المؤتمر، ثانيا نتقدم بالشكر الجزيل للناشرين هشام وتمام باشراحيل لاهتمامهما ويسعدنا ان نشارك بهذا المؤتمر من خلال مشروعنا الكبير هذا الذي يعتبر من المشاريع الاسثتمارية لليمن ولعدن خاصة وهدفنا من إقامة هذا المشروع في عدن هو إعادة عدن كما كانت عليه سابقا من مكانة عالمية وبحول الله نرى عدن تعود لازدهارها ونرى ان تكون عدن الآن محل استقطاب الفرص الاسثتمارية ومشروعنا هذا سيحيي العديد من الفرص التي ستستقطب ما يقارب 14000 عامل بما يقارب ملياري دولار وستكون مدينة متكاملة ونهدف الى استقطاب المغتربين والمقتدرين».
محمد عبده سعيد، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية قال لـ «الأيام»:«المؤتمر بادرة طيبة لتشجيع المستثثمرين وهي خطوة جبارة وطيبة وهذا يحسب للحكومة والقطاع الخاص الذي يعمل بشكل كبير جدا من خلال الاتحاد العام للغرف التجارية على عقد المؤتمر الذي نتمنى ان يحقق النحاج المطلوب وأنا متأكد من وجود التوجه الكامل والرغبة الاكيدة من اليمن والدول الخليجية وهذه بداية لفتح الطريق أمام كثير من المستثمرين للاستثمار في اليمن، والمؤتمر بهذا الشكل أو بشكل آخر نحن نسعى الى ان يكون تقليدا سنويا وهذا سبق صحفي لكم في «الأيام» وحتى يكون من خلال تقديم الفئات الاسثتمارية فمرة بالنفط ومرة بالسياحة وللقطاعات المحددة من خلال ايجاد مؤتمرات نوعية يكون فيها المستثمر أكثر تركيزا».

وتوقع رجل الاعمال الشيخ علي بن علي ابوبكر الذي يشارك حاليا في مؤتمر فرص الاستثمار، نتائج طيبة من شأنها حصد مشاريع جديدة تساعد على النهوض بعجلة الاقتصاد اليمني.
وأضاف مدير عام شركة الاسمنت اليمنية - السعودية مصنع باتيس: «ان توقعنا ذلك نتاج لأعمال اليوم الاول للمؤتمر الذي يواصل أعماله اليوم بصنعاء والتي تعد جيدة وذلك من خلال الحضور الكبير للشخصيات الاقتصادية العربية وغير العربية»، مؤكدا ان المؤتمر فرصة للمستثمرين الجادين وخصوصا لمن هم من أصول يمنية الذين سيشجعون المستثمرين الآخرين والذين عليهم أخذ زمام المبادرة للاستثمار في اليمن كأرض بكر في ظل اهتمام ورعاية الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة الجديدة سعيا للدفع بالنشاط الاستثماري الى الامام».
وأوضح «أن مصنع اسمنت باتيس الذي تم توقيع اتفاقية تجهيزه أمس الاول السبت سيستوعب نحو 550 من العمالة بصورة مباشرة وأكثر من 3000 بصورة غير مباشرة وقد تزداد بحسب كفاءة العمالة أخذين في الاعتبار الحفاظ على البيئة المحيطة بمنطقة باتيس من التلوث البيئي الذي سيكاد يكون معدوما نظرا لجودة المعدات الاوروبية التي تراعي ميزة الحفاظ على البيئة في عملها . وأعرب عن أمله في ختام تصريحه «أن تكون هناك هيئة تتعامل مع المستثمرين حسب ما أعلنه الاخ الرئيس علي عبدالله صالح في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تضم الاراضي الخاصة بالاستثمار الى هيئة الاستثمار وهو ما نراه كيانا مناسبا وقرارا حكيما».