رئيس جامعة عدن د.عبدالوهاب راوح لـ «الأيام» :الثقافة هي الغطاء الشامل والمرجع الذي من شأنه أن يؤثر في التعليم

> عدن «الأيام» نبيل مصطفى مهدي:

> أشار الاخ أ.د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن الى «ان حقيقة ارتباط التغيير بالتعليم قضية بديهة مسلم بها، فالتربية والتعليم من شأنهما احداث تحول فكري وسلوكي على صعيد الفرد ومستقبلا على صعيد الامة ولكن ينبغي ان ندرك ان التعليم وحده ليس المحرك الرئيس او الوحيد للسلوك فإلى جانب التعليم تأتي الثقافة او بقدر ما يأتي التعليم بمعيارية يحتكم اليها الانسان في سلوكه ونشاطاته وتحديد علاقاته مع الآخرين هناك ايضا مدخل آخر يتمثل بالمعيارية الثقافية».

جاء ذلك في تصريح لـ «الأيام» حول المشكلات والظواهر السلبية المنتشرة التي قال بأننا «نعزيها الى الامية وقلة المتعلمين رغم انتشار المدارس والجامعات وازدياد المثقفين من النساء والرجال ولم يتم احداث أي تغيير عميق في المجتمع». واضاف الاخ أ.د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن قائلا: «ان الثقافة هي الغطاء الشامل والمرجع الذي من شأنه ان يؤثر في التعليم بحيث ان التعليم يصل الى الانسان عبر القناة والشبكة الثقافية فالثقافة هي الشبكة الحائل بين الانسان ومحيطه وبقدر استحكام هذه الشبكة يكون تأثيرها في مداخلات الانسان ومخرجاته في ذات الوقت، بمعنى انها الوسيط المعرفي والسلوكي والمعياري الحائل بين الانسان ومحيطه بها يستقبل وبها يرسل وبمعنى اوضح ان تعامله مع القيم ومختلف الانشطة وبيئته ومكوناتها يأتي عبر هذه الشبكة الثقافية سلبا وايجابا». وقال: «اذن لاشك ان التعليم يضيء وينير ويحدث تعديلات وتغييرات لكنه احيانا يعمل في اطار شبكة كبيرة من المعايير الثقافية، وبالتالي فإن جهده يحتاج الى وقت طويل وإلى عدم استبطاء النتائج، والشعوب التي تحولت وتغيرت نحو الافضل لم يحدث لها ذلك خلال سنوات او جيل فنحن بحاجة الى تراكم عبر أجيال فلا نستبطئ النتائج واذا نظرنا الى حالة مجتمعنا كما كان عليه قبل الثورة وما صار اليه بعد ذلك سنلاحظ ان النشاط العام والعلاقات العامة في مجتمعنا قبل ثلاثين سنة تختلف عما هو الحال اليوم فقد حدث تغيير بالطبع لكنه لم يصل الى مستوى الثقافة العامة لكي يتمكن من زحزحة المعيار الثقافي ويحل محله».

وتحدث مضيفا: «لا ينبغي ان نستبطئ النتائج وعلينا ان نثق ان التعليم ستأتي ثمرته اليوم او غدا مع التذكير ان هذا التعليم مايزال يعمل في محيط ثقافة هي بحاجة للمراجعة وينبغي ملاحظة قضية مهمة وهي ان الثقافة لا تستسلم الا للثقافة».

واختتم تصريحه بالقول:«إنني كمتعلم أكتسب معايير من شأنها احداث تغيير في السلوك لكن عليك ان تدرك انني عضو في المجتمع أسعى الى تحقيق الزمالة الاجتماعية مع مجتمعي وهذه الزمالة لن تحقق الا باندماجي في منظومته المعيارية الثقافية. باختصار يمكن القول المدخل الثقافي عام والمدخل التعليمي خاص وأنا أغلب المدخل الثقافي وأود الاشارة هنا الى ان التغيير الذي يأتي على أكتاف القلة يكون في مختلف الانشطة لكن المساحة التي يحدثها التغيير والاستجابة التي يحدثها هذا التغيير الذي يأتي على أكتاف القلة تحتاج الى وقت وهذه القلة قد تصاب بالاحباط في البداية حتى اذا ما حدث التغيير اذا انتشر في الوسط العام او تحول الى ثقافة لدى العامة هنا يتحول الى معيار. وأتفق اذا قيل ان التغيير بدايته فردية او يأتي من قبل النخب او القلة او الرواد في المجتمع لكن التغيير لا يصبح أداة تغيير في المجتمع الا حينما يستقل عن القلة ويصبح شائعا او قاعدة وثقافة عامة لدى أفراد المجتمع، هنا يتحول التغيير الى أداة تغيير في المجتمع ويصبح ثقافة عامة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى