صرخة لو انطلقت لسال الدم .. حافلات الأجرة وما يحصل فيها من معاكسات للنساء

> «الأيام» عبدالملك الشراعي :

>
نائب مدير مرور تعز العقيد عبدالله محمد العماد
نائب مدير مرور تعز العقيد عبدالله محمد العماد
عندما أخرج هذا الموضوع في مجالس النساء يرتسم الخوف على الوجوه وتضرب الأكف بعضها ببعض وتطلق الصرخات الخافتة المكتومة، فالسوء قد شمل الجميع دون استثناء، الأمهات والفتيات، الموظفات والطالبات وربات البيوت وكل من تضطر أن تستخدم وسائل النقل العامة المسماة بـ (الدبابات أو الحافلات) .

«الأيام» استطلعت آراء الجنسين وخرجت بالحصيلة التالية:

في بداية جولتنا التقينا الأخ العقيد عبدالله محمد العماد نائب مدير مرور محافظة تعز فقال:«هذه مشكلة حقيقة.. فالشارع لا يخلو من الشواذ والسفهاء وسيئي الأخلاق، وقد صدرت توجيهات من الأخ نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، ومدير عام المرور بشأن ظاهرة (المعاكسات والأذية للنساء على متن الباصات) واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة حيال من تثبت إدانته، وقد أقامت إدارة المرور ممثلة بالأخ العميد يحيى زاهر العديد من الندوات والمحاضرات في المدارس والجامعات مع السائقين أنفسهم». وأضاف قائلاً:«نرجو من كل مواطن ومواطنة سرعة الإبلاغ عن أي باص يحدث فيه أي مضايقات ونحن بدورنا لن نتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية، وقد قمنا بضبط العديد من الباصات وتم حجزها في الإدارة مع السائقين».

وقال:«نواجه بعض الإشكالات، مثل البلاغات الكاذبة أو الخصومات إلا أننا نقوم بالتحري والمتابعة، واقترحنا تخصيص الكراسي الخلفية للنساء».

الأخت (م،ع) مدرسة تقول:«لا أعرف من الذي حدد الكرسي الوسط للنساء في الباصات، وذات مرة كنت أركب باص رقم (3) وكان المشوار من التربية إلى العسكري طويلا فلم أشعر إلا ويد الجالس في الكرسي الأخير تتسلل بحذر إلى إبطي الشمال من جانب الكرسي رغم أني أرتدي الجلباب وملابسي محتشمة، فصرخت وعندما نظرت إلى الخلف نظر إلى النافذة بهدوء كأن لم يحدث شيء وسائق الباص لم يحرك ساكناً، فقمت لأجلس في الكرسي الأمامي بينما نزل الرجل واكتفى السائق بالابتسام والهمس لصاحبه بالأمر».

الأخ جميل طاهر الأثوري، أحد سائقي الباصات، والمكرم من قبل إدارة مرور تعز، تحدث قائلاً:«ركب معي شاب في العقد الثاني من عمره وقام بمضايقة إحدى النساء في الباص فنادت عليّ واشتكت من مضايقته لها، فنقلته إلى الكراسي الأمامية وصفعته في وجهه فلم يحرك ساكنا، وبعدها قفز من الباص وهرب». أما (ر. ف. م) فقالت:« كنت راكبة بجوار زوجي في الكرسي الوسط في باص الحوبان، ثم شعرت ببرودة خلف ظهري، حاولت تجاهلها لكن ذكرت قول إحدى جاراتي إن الرجال يثقبون الكرسي الخلفي بموس لتنفذ أصابعهم إلى النساء الجالسات في الوسط، فزاد خوفي وأصبحت بين نارين، إما أن أصرخ ويسألني زوجي، وإذا عرف سيقتل الرجل، وإما أن أسكت فيتمادى الخبيث، والطريق مازال طويلاً، فما كان مني إلا أن سحبت الدبوس من رأسي وغرزته في أصابع الرجل الذي تألم وكتم صرخته ثم طلب النزول».

الأخ فتحي أحمد الشيباني، سائق باص، أفاد قائلا:ً« يغلب على مشاكل سائقي باصات الأجرة أنهم مغازلون للنساء، لأنهم شباب يفتقرون إلى الآداب العامة التي من خلالها يحترم الراكب نفسه عندما يرى سائقي الباص متحلين بها، لكن عندما يحدث العكس يعطي هذا ضوءًا أخضر للركاب للتحرش بالنساء»، واستطرد قائلاً:«سمعت ذات مرة أحد السائقين يقول لامرأة نازلة من الباص (السروال هذا هلُّو)».

وطالب إدارة المرور بتحديد عدد الركاب في الكراسي الوسطى باثنين بدلاً من ثلاثة حتى لا يقع تصادم بين الراكب الذي يعبر إلى الكرسي الأخير والمرأة الراكبة في الكرسي الوسط.

أما الحجة (أ.م.س.م) ربة بيت، فتقول:« كنت أجلس في طرف الكرسي الوسط فشعرت فجأة بقدم الرجل الجالس خلفي تمتد إليّ بالحركة فسحبت حذائي بهدوء وضربت قدمه عدة مرات حتى صرخ من الألم وعندما التفت الركاب متسائلين قلت لهم إنه يحاول أن يسرق حقيبتي من تحت يدي».

وعندما سألتها لماذا لم تقولي الحقيقة؟

قالت كان في الباص أولاد من حارتي فخفت أن يصل الخبر إلى أولادي.

وأخيراً كانت نهاية المطاف مع الأخت (ب.ص) طالبة جامعية، تقول:

« لقيت العجب في الباص الموصل للجامعة، فذات مرة شعرت بشيء يتحرك تحتي، كذبت نفسي وقلت تهيؤات، وعندما تكرر الأمر أيقنت أن أحدهم أخرج أصابعه من الكرسي الذي أستند إليه، فصرخت ووجدت الرجل يلتصق بالكرسي من الخلف ويبتسم بخبث، فسببته وصاحب الباص ونـزلت والخوف يـكاد يقتلني.

ومرة أخرى يتفنن الجالس في الخلف بإحراق رداء النقاب بالسيجارة، وآخرون يحاولون فتح النقاب من الخلف أو ربطه بالكرسي حتى إذا قامت الفتاة يكشف عن وجهها فجأة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى