شرف المرأة مسؤولية من يا سادة؟!

> محمد علي الرياش:

>
محمد علي الرياش
محمد علي الرياش
لقد كانت المرأة قبل الإسلام محرومة من أبسط حقوقها في الحياة، حتى أنها كانت تدفن بعد ولادتها في أغلب الأحيان وإن بقيت على قيد الحياة كان لا يعطى لها شيء من الإرث، فقد كانت تدفن عند بعض العرب خوفاً من أن تجلب العار لأسرتها أو عشيرتها، وكان المجتمع آنذاك يتعامل معها على أنها سلعة تباع وتشترى ومجرد جارية يتمتع بها سيدها في إشباع رغباته وغرائزه وشهواته.

وكان العربي لا يعطيها شيئا من الإرث بحجة أنها لا تقاتل أو تدافع عن حمى العشيرة، وكان يقول في ذلك «كيف نعطي المال من لا يركب فرساً ولا يحمل سيفاً ولا يقاتل عدواً» فكانوا يمنعونها من الإرث كمـا يمنعـون الصبي الصغير آنذاك.

وجاءت الشريعة الإسلامية والعرب تظلم النساء ولا تعطيهن حقوقهن أسوة بالرجال، فساوت فيما بينهم في الحقوق والواجبات، وأعطتهن حقهن في الميراث يأخذنه بعزة وكرامة ولا منة فيه لأحدعليهن وليس إحساناً أو تحنناً بل هو فريضة الله لهن.

لقد كرم الإسلام المرأة لأنها الأم والزوجة والابنة والأخت، وجعل لها مقاما رفيعا في أوساط المجتمع، وحرّم الاعتداء على شرفها وكرامتها بالقول أو بالفعل، وشرعت العقوبات المشددة في حال المساس بشرف المرأة وكرامتها بالباطل.

أما اليوم فإن أفراد المجتمع لا يقيمون للمرأة وزناً وينظرون إليها بمنظار الشهوة والمتعة ويعرضونها للخطر في نفسها، وعرضها، وبذلك فقد أعادوها إلى الزمن القديم بنظراتهم إليها على أساس أنها سلعة تباع وتشترى وينتهك شرفها أمام الجميع ودون خوف من الله، فاليوم تتعرض المرأة للاغتصاب والموت معاً حتى أصبحت المرأة مصدر خوف وقلق لكثير من الأسر، وذلك لما تتعرض له يومياً من انتهاك لكرامتها وشرفها، وأصبحت معرضة للموت في أي لحظة قد تقع فيها بخطأ يفقدها شرفها وشرف أسرتها معاً ويلاحقها العار ونظرات المجتمع السيئة إليها.

إذن فالمجتمع ككل يا سادة مسؤول عن شرف المرأة وكرامتها لأنها الأم والزوجة والأخت والابنة، فالجميع مسؤولون عما تتعرض له النساء من تحرشات أو اعتداءات جنسية أو اغتصابات.. فلماذا الصمت عن العبث والظلم الذي يمارس ضد المرأة؟ وأين سلطات مأموري الضبط القضائي والنيابة العامة، لماذا لا تطبق نصوص القانون التي تصون وتحمي شرف المرأة وكرامتها؟

ألا تستحق المرأة منا ذلك؟ أليست هي الأم والزوجة والأخت والابنة؟

فإذن إلى متى الصمت يا سادة عن ذلك؟

المرجع: (المواريث) للشيخ الصابوني

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى