جدار بغداد يثير تشوشا وانقسامات في العراق

> بغداد «الأيام» دين ييتس :

>
القوات الامريكية تقوم بعملية اعتقالات واسعة
القوات الامريكية تقوم بعملية اعتقالات واسعة
سببت خطة للقوات الأمريكية لحماية حي تسكنه أغلبية سنية في بغداد عن طريق بناء جدار حوله تشوشا شديدا أمس الإثنين بعد أن أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوقف البناء.

وتسكن حي الأعظمية أغلبية سنية وتحيط به أحياء شيعية من ثلاث جهات وشكا الكثير من سكان الحي من أن هذه الحواجز الخرسانية التي يصل طولها إلى خمسة كيلومترات ستعزلهم عن المجتمعات الأخرى وستزيد من التوترات الطائفية.

وفوجيء الجيش الأمريكي والسلطات العراقية فيما يبدو بالمعارضة الشديدة لهذا المشروع المستمر منذ أسبوعين,وشبهه بعض سكان الأعظمية بالجدار الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.

وامتنع السفير الأمريكي في العراق ومتحدث رفيع باسم الجيش الأمريكي عن القول بما إذا كان العمل في الجدار سيتوقف.

وأشار متحدث عراقي باسم الحملة الأمنية التي تجري في بغداد والمدعومة من واشنطن إلى أن أعمال البناء ستستمر قائلا في تصريحات خلال مؤتمر صحفي بأن بناء الحواجز الأمنية في أنحاء بغداد سيستمر دون استثناء.

وفي المؤتمر الصحفي ذاته قال الأميرال مارك فوكس المتحدث العسكري الأمريكي إن الحكومة العراقية وافقت على إقامة الحواجز حول الأسواق والأحياء في بغداد.

وقال "حواجز السلامة هذه هي مبادرة الجيش العراقي ووافقت عليها الحكومة العراقية.. هذه الحواجز هي دروع مؤقتة لحماية الشعب العراقي من القتلة الذين يحاولون قيادة سيارات ملغومة داخل أحيائهم."

وشأن الأميرال فوكس شأن السفير الأمريكي رايان كروكر في مؤتمر صحفي سابق في بغداد فقد تجنب الأسئلة المباشرة حول ما إذا كانت أعمال البناء في جدار الأعظمية ستتوقف.

وقال فوكس إنه سيجري مراعاة "اعتبارات محلية" ولكن العراقيين هم الذين يمكنهم إجراء تعديلات على الحواجز,وقال العميد قاسم موسوي المتحدث باسم الجيش العراقي إن السكان بصفة عامة يريدون إقامة الحواجز لحمايتهم.

ونظم مئات السكان اليوم مسيرة في حي الأعظمية احتجاجا على الجدار الذي يصل ارتفاعه إلى 3.5 متر.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب على أحدها "الجدار العازل سجن كبير لأهالي الاعظمية" وكتب على أخرى "لا لجدار العزل الطائفي" بينما وصفت لافتة ثالثة الجدار بأنه "اعتقال جماعي".

وقال رجل كان يجلس في مقهى ممسكا بمسبحته "سيتم عزل الأعظمية عن كل المناطق الأخرى..سنكون مثل الفلسطينيين ونحن لا نقبل ذلك."

وكان المالكي أعلن في القاهرة أمس الأول وأمام تعاظم حدة الانتقادات الموجهة ضد بناء الجدار انه طلب من القوات الامريكية إيقاف بناء الجدار.

وقال المالكي في أولى تصريحاته حول هذه القضية "طلبت بالأمس إيقافها (عملية البناء) وإيجاد بدائل في حماية المنطقة."

ويقول الجيش الأمريكي إنه يقيم حواجز خرسانية طويلة لحماية خمسة أحياء على الأقل في بغداد.

وقال أيضا إن الهدف هو حماية مناطق سكنية بعينها من المسلحين في إطار الحملة الأمنية في بغداد والتي ينظر لها على أنها المحاولة الأخيرة لمنع انحدار العراق إلى حرب أهلية شاملة.

ويقول الأمريكيون إنها ليست محاولة لتطويق مناطق من المدينة بل للسيطرة على مداخلها,ونقل السفير كروكر هذه الرسالة قائلا "ليس الهدف هو فصل المجتمعات."

سكان حي الأعظمية يتظاهرون احتجاجا على الحواجز الخرسانية
سكان حي الأعظمية يتظاهرون احتجاجا على الحواجز الخرسانية
ومضى يقول "في بعض المناطق التي توجد فيها خطوط فاصلة بدا لنا أن خطا من الحواجز يحقق نتيجة أمنية طيبة. ولكن لابد أن يكون كل هذا عملية تدريجية. لابد أن تضع في اعتبارها الطريقة التي تريد بها المناطق...والحكومة العراقية التنفيذ. ربما نشهد تطورا."

وأصبحت بغداد مقسمة بالفعل بصورة كبيرة على أسس طائفية بعد تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في فبراير شباط عام 2006 مما أشعل موجة من العنف أعادت رسم خريطة بغداد.

ويعيش أغلب السنة حاليا على الضفة الغربية من نهر دجلة في حين يعيش الشيعة على الضفة الشرقية وإن كان هناك بعض المناطق المختلطة.

وكانت هناك أسوار تحمي بغداد في القرن الثامن من الغزاة الأجانب.

(شارك في التغطية روس كولفن وإيبون فيليلابيتيا) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى