كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
لماذا (موضة) الاعتزال اكتسحت ملاعب كرة القدم؟.. ولماذا كان الاعتزال مقصورا على لاعبي الكرة المستديرة فقط؟.. وكيف كان لاعب الأهلي المشهور (الخطيب) أكثر غنى ويعيش حياة أفضل من الأديب المبدع (توفيق الحكيم) وكاتب الرواية والقصة العالمي (نجيب محفوظ) قبل فوزه بجائزة نوبل للآداب؟.. لماذا هؤلا المفكرون والأدباء والشعراء والفنانون لم يعرفوا معنى الاعتزال؟.. وكيف استمروا أكثر عطاء وإنتاجا وإبداعا إلى آخر أعمارهم؟.. ولم (يكرمهم) أحد.. وإن حدث نوع من التكريم ففي حدود ضيقة ومناسبات نادرة جدا.. ليست شبيهة بمهرجانات اعتزال لاعبي كرة القدم الذين تكمن مواهبهم في أقدامهم.

< إن كثيرا من اللاعبين العالميين أمثال (بيليه) البرازيلي.. و(مارادونا) الأرجنتيني.. و(رونالدو) و(رونالدينو) البرازيليين.. و(بيكهام) الإنجليزي.. يملكون من العقارات والمال ما لا يملكه الأدباء والمفكرون والشعراء والفنانون المبدعون في الغرب والشرق.. باستثناء بعض المغنين الذين اشتهروا بأغاني الفيدو كليب والأغاني الشبابية الحديثة.. الذين يحركون أردافهم ويغنون بسيقانهم من الرجال والنساء.. مع أن أعمارهم قصيرة في ملاعب كرة القدم ومسارح الغناء وأفلام الفيديو كليب.. وسوف يعتزلون (اللعب) و(الغناء) بدون إعلان.. إذا تجاوزوا سن الثلاثين.. أو إذا تيبست أقدامهم وعجزت أردافهم عن الحركة.

< هؤلاء اللاعبون هم أصحاب الملايين والثروات الضخمة.. بحيث لم تعد كرة القدم رياضة فحسب ولكنها أصبحت (صناعة).. ولذلك تتهافت الفرق الكبيرة في العالم على اللاعبين المميزين لاجتذابهم وشرائهم بالملايين من الدولارات.. وأصبحت البرازيل أعظم دولة تصنع وتصدر اللاعبين إلى الخارج.. وأكثرهم يلعبون في البلدان الغربية مثل أسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا.. وفي جنوب شرقي آسيا مثل اليابان.. والبلاد العربية أيضا.. وانتشر كذلك المدربون البرازيليون في بعض الدول الغربية والعربية.

< وهؤلاء اللاعبون المشهورون سوف يجيء يوم يعلنون فيه اعتزالهم ملاعب كرة القدم.. وستقام لهم مهرجانات كروية رائعة بمناسبة هذا الاعتزال.. وتقدم لهم الهدايا الثمينة.. والهبات والمساعدات العينية والمالية من الجماهير ومشجعي الأندية ومحبي كرة القدم والمعجبين بهم.. وقد أصبح الاعتزال بعد سن الثلاثين هدفا لهم وحلما يراودهم في الليل والنهار وفي السر والعلن.

< ولكن من يصدق أن كثيرا من الأدباء والكتاب والشعراء والفنانين الكبار في بلادنا لم يحصلوا على شيء من (التكريم) الذي يليق بمقامهم؟.. وهم الذين صالوا وجالوا وتألقوا في سماء الأدب والفكر والفن بعقولهم وخيالهم وإنتاجهم الإبداعي الرائع الغزير.. من يصدق أن المعاشات التقاعدية للفنانين الكبار أحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله ومحمد عبده زيدي ومحمد جمعة خان والمحضار وفضل محمد اللحجي ومحمد سعد الصنعاني وغيرهم لا يتجاوز العشرة ألف ريال.. ولا أحد يدري ماذا سيكون مصير الفنانين الكبار الذين هم على قيد الحياة - أطال الله أعمارهم- خليل محمد خليل والمرشدي وأبوبكر سالم بلفقيه وعبدالله هادي سبيت وبامدهف والعطروش وغيرهم.. أليس هؤلاء جميعا أحق بالتكريم من الدولة أكثر من غيرهم؟

< وفي الأخير لابد أن نذكر بعض الأحياء على سبيل المثال: في الأدب والفكر الأستاذ عبدالله فاضل فارع.. وفي الشعر أحمد الجابري وفريد بركات.. وفي المسرح سعيد عولقي.. وفي القصة أحمد محفوظ عمر.. ومعذرة لمن لا يتسع المجال لذكرهم كلهم!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى