الجيش يتمكن من السيطرة على معظم أجزاء جبل غرابة بصعدة

> صعدة «الأيام» خاص:

> تشعبت صور الأحداث في محافظة صعدة وامتزجت كل الأوراق وظلت الصدفة هي سيدة الموقف وفوق جميع التوقعات والخطط القتالية، ومنذ يوم أمس الأول دخلت الحرب في محافظة صعدة مراحل جديدة طرأت عليها متغيرات لم تكن في الحسبان، ففي مدينة ضحيان التي ظهرت نهاية الأسبوع الماضي شبه خالية من عناصر الحوثي بينما كانت قوات الجيش قد انتشرت في جميع أحيائها وبدت مقاومة عناصر الحوثي ضعيفة جدا، فوجئت قوات الجيش بظهور تلك العناصر من جديد ويحتمل أنها اتبعت خطة لاستدراج الجيش وإنزال أكبر خسارة ممكنة به، وعندما أدرك الجيش ذلك الأمر وجه أوامره لقواته هناك يوم أمس الأول وطالبها بالانسحاب من تلك المدينة وضواحيها، ومنذ يوم أمس الأول شرعت قوات الجيش بشن هجمات عنيفة على المدينة مستخدمة شتى أسلحتها بما فيها المروحيات المقاتلة ولاتزال قوات الجيش حتى بعد مغرب يوم أمس تواصل شن هجماتها المتلاحقة وأفادت «الأيام» مصاد بأن أكثر من خمسة عشر منزلا دمرت جراء تلك الهجمات.

كما أفادت المصادر بأن قوات الجيش أوقفت أنشطتها الحربية في مناطق مجز بينما توقفت العمليات العسكرية يوم أمس في أطراف مديرية باقم، وتأتي إجراءات الجيش تلك بعد حصوله على معلومات تؤكد أن لعناصر الحوثي الموجودين في مدينة ضحيان قاعدة استطلاعية في مناطق بني معاذ تمدهم بجميع المعلومات الخاصة بتحركات قوات الجيش وأن تلك العناصر على تواصل مستمر فيما بينها وتجري تنقلات بين مدينة ضحيان ومناطق بني معاذ وربما مع بقية المناطق الأخرى في محافظة صعدة.

وأفاد مصدر محلي أنه وفي تمام الساعة الرابعة من فجر يوم أمس تعرضت كتيبة عسكرية تابعة للجيش إلى موجات من الهجمات والكمائن التي نفذها عناصر الحوثي في منطقة العند بينما كانت تلك الكتيبة في طريقها نحو المواقع القريبة من مدينة ضحيان وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل نحو ثلاثة جنود وإصابة نحو سبعة وعشرين جنديا آخر بجراح وعلى إثره باشرت قوات الجيش شن هجوم عنيف بمختلف أسلحتها الخفيفة والثقيلة بمشاركة المروحيات المقاتلة على بعض مناطق بني معاذ بمديرية سحار أدت إلى تدمير نحو عشرة منازل، بعدها توغلت قوات الجيش داخل مناطق بني معاذ ودارت بين الجانبين مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من صفوف الجانبين حتى ظهر يوم أمس، وفي منطقة العند أضاف المصدر نفسه أيضا أن عناصر الحوثي أقاموا صباح يوم أمس كمينا آخر استهدف سيارة نقل مكتظة بالمتطوعين من رجال القبائل وأطلقوا عليها قذيفتي بازوكا ما أدى إلى تدميرها ومقتل من كانوا بداخلها ويقدرعددهم بخمسة عشر متطوعا.

كما اصطدمت دبابة للجيش بنوبة (غرفة) عسكرية بجانب أحد معسكرات الجيش بينما كانت تسير في طريقها صباح يوم أمس ما أدى إلى تدمير تلك النوبة وتوقف الدبابة التي لم تستطع مواصلة مسيرها.

كما علمت «الأيام» أن قوات الجيش تمكنت ليلة أمس الأول من السيطرة على معظم أجزاء جبل غرابة بمنطقة الأبقور بالطلح بعد هجوم عنيف شنته على عناصر الحوثي المتمركزين في ذلك الجبل، كما دارت بينهما مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من عشرة أفراد من الجانبين.

وفي مديرية رازح تمكن عناصر الحوثي يوم أمس الأول من السيطرة على بقية المرافق الحكومية الأخرى بعد هجوم مسلح على المجمع الإداري للسلطة المحلية في منطقة القلعة عاصمة المديرية وأفادت المصادر بأن جنود الجيش والأمن وعددا من الموظفين الذين كانوا داخل المجمع الإداري قد تمكنوا من الانسحاب فجر يوم أمس الأول نحو مناطق شوامي رازح، القد، شعبان، الحبرة، وجاءت عملية انسحابهم تلك بعد تأخر وصول قوات الجيش إلى مديرية رازح.

وكانت عدد من الطائرات المقاتلة قد شنت يوم أمس الأول غارات جوية عنيفة على جموع الحوثي في أكثر من منطقة من مناطق مديرية رازح في جبال الشوارق والقلعة وأعلى مدينة شعارة وبركان وبني القم أدت إلى سقوط أكثر من خمسة وعشرين مابين قتيل وجريح من عناصر الحوثي، كما واصلت قوات الجيش المرابطة في أطراف مديرية شدا غرب محافظة صعدة شن هجومها على مواقع الحوثيين في جبال بركان وبعض المناطق الأخرى بمديرية رازح طوال ساعات يومي أمس وأمس الأول ولم تعرف نتائجها بعد.

كما شهدت مديرية رازح ومنذ ثلاثة أيام تقريبا عملية نزوح جماعي لسكان بعض مناطقها إلى مدينة الملاحيط بمديرية الظاهر غرب محافظة صعدة.

ومديرية رازح تلك التي تعد ثاني أكبر مديريات محافظة صعدة من حيث كثافة السكان وتعتبر من أكبر المديريات مساحة وذات طبيعة جبلية وفيها مواقع حصينة استخدمت في الماضي كملجأ آمن للملكيين فعند القضاء على حكم الأئمة وإعلان قيام نظام الحكم الجمهوري في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م شكلت محافظة صعدة آنذاك ملاذا آمنا للأسرة الملكية بيت حميد الدين.

كما علمت «الأيام» أن قوات الجيش لاتزال تواصل هجومها على عناصر الحوثي المتمركزين في مديرية غمر لكن عناصر الحوثي لايزالون يتمركزون في معظم المباني الحكومية.

وعلى الرغم من تدهور الأوضاع في أرجاء المحافظة إلا أن قوات الأمن تحاول الحفاظ على أمن واستقرار مدينة صعدة التي تسير فيها الأمور بصورة طبيعية منذ بداية الحرب حيث حرص وكيل المحافظة الأخ سالم الوحيشي على متابعة انضباط الجميع في شتى المرافق الحكومية وعمل على النزول إلى جميع المرافق بالمدينة وألزم جميع المسئولين فيها بممارسة مهامهم بصورة مكتملة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى