مخاطر تلوث مياه مشروع وادي بنا

> «الأيام» شكاوى المواطـنين:

> تعرض وادي بنا لمخاطر كارثة بيئية جراء صب مخلفات المجاري في مجرى الوادي من ثلاث مديريات هي النادرة والسدة ودمت ، بالإضافة إلى المخاطر الصحية المحتملة من عملية تلوث المياه على السكان الذين يعتمدون في شربهم على مياه الوادي، وأن مخاطر هذا التلوث لن تنحصر على السكان المقيمين في المناطق القريبة من الوادي بل ستمتد لتشمل جميع المستفيدين من مياه هذا الوادي الشهير والقاطنين على امتداده حتى منطقة المصب في بحر أبين وسد باتيس الذي يحجز مياه الوادي للاستفادة منها في زراعة دلتا أبين، وبصورة خاصة فإن الضرر الأكبر هنا سيشمل سكان هضبة يافع الواقعة على ارتفاع 2500 متر عن سطح البحر، الذين يعتمدون منذ سنوات قليلة على مياه الوادي بعد أن تم تنفيذ مشروع المياه من قبل شركةCCC العالمية بتكلفة تقدر بأكثر من سبعين مليون دولار بعد جهود مضنية، ليتحقق بذلك حلم كبير طالما راود سكان الهضبة من مديريتي لبعوس والمفلحي، وقد سبق لصحيفة «الأيام» الغراء أن تناولت على صدر إحدى صفحاتها موضوعا مطولا تحت عنوان (يافع: المياه والصرف الصحي ورجال ينحتون في الصخر)، تضمن الإشارة إلى أهمية هذا المشروع الحيوي ومنافعه الكبيرة بالنسبة لسكان المنطقة وبنفس الوقت الإشارة إلى قضية الصرف الصحي والعواقب البيئية والصحية الوخيمة الناتجة عن سوء استخدام مياه المشروع على السكان، مشيرا إلى بعض الحلول العلمية والعملية من خلال اعتماد طرق المعالجة لهذه المياه للحد من مضار الصرف العشوائي، وبالتالي الاستفادة القصوى من المياه الناتجة عن عملية المعالجة العلمية في مجال الزراعة.

ولا بد من الاعتراف أني حين كتبت الموضوع لم أكن أتخيل أن هناك خطرا كبيرا وعدوا غير مرئي قادما من المناطق التي تعتبر مصادر ومنابع أساسية لتجمع المياه وتدفقها في الوادي، إلى حد أن الناس في يافع أصبحوا يبتهلون إلى الله كي تمطر على هذه المناطق حتى لا تجف مياه المشروع كما حصل قبل عامين مثلا، وأكثر من ذلك أن دلتا أبين تعتمد على مياه هذا الوادي لهذا بني سد باتيس وليس هذا وحسب بل إن سكان عدن يشربون من مياه هذا الحوض الموجود في أبين والذي تغذيه مياه هذا الوادي، ومن المؤسف حقا أن تتحول هذه المناطق مصدرا للأذى بعد أن اتصفت بكونها مصدرا للخير عبر الزمن، لهذا ومن منبر صحيفة «الأيام» أكرر النداء والدعوة إلى الجميع سكانا وسلطة بكافة حلقاتها المحلية والمركزية وجهات الاختصاص المعنية بالبيئة والصحة أن يولوا الموضوع الاهتمام اللازم، لأن الصحة شأنها شأن الهواء والأمان يتشارك فيها الجميع، ولا يستغني عنها أحد وإذا كان الماء نعمة عظيمة جعل منه الخالق عز وجل كل شيء حي فلا بد من احترام هذه النعمة واستخدامها استخداما رشيدا بما لا يضر ولا يجوز أن يتحول إلى نقمة مضرة ومصدر للأذى بسبب الجهل المنتشر بين العامة، وللناس أن تتأمل في انتشار فيروس الوباء الكبدي في هذه المناطق، ومن هنا يأتي دور المعنيين في الأجهزة وذوي الاختصاص في السلطة في درء مثل هذه المخاطر البينة والمحتملة من خلال وضع الحلول والمعالجات بما يتناسب ووضع كل منطقة اجتماعيا وجغرافيا وطبوغرافيا مع إشراك المجتمع ليساهم كمستفيد في تحمل مسؤوليته في تطبيق هذه الحلول، ومن ذلك مثلا وضع النماذج الهندسية الملائمة لعملية معالجة مياه الصرف الصحي من مستوى الاستخدام الفردي وحتى مستوى التجمع البشري على مستوى القرية والمدينة في هذه المناطق.

وطالما والحديث عن البيئة فهذه الظاهرة المعيبة والمتمثلة في رمي القمامة (لتسيل) بغزارة على جوانب الطرقات.. مع أن يافع بلاد معجونة بالحلاوة والجمال والكمال، بلاد تسيل وردا وتعشب مجدا وتورق شعرا، كما يراها الأستاذ الفنان خالد الرويشان، فهل هكذا يجب أن يعاملها أهلها؟

علي صالح محمد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى