(شباب المجاهدين) في الصومال يصف الاثيوبيين بالعلوج

> مقديشو «الأيام» رويترز/أ.ف.ب:

> قالت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الاربعاء إن العاصمة الصومالية مقديشو تتحول إلى "مدينة اشباح" مع فرار سكانها من هجوم حكومي لسحق متمردين اسلاميين وميليشيا قبلية.

ودوت أمس اصوات القصف ونيران البنادق الالية في انحاء مقديشو لليوم الثامن رغم قول سكان إن قتال يوم أمس اخف وطأة منه في الايام السابقة.

وتقول الامم المتحدة إن نحو 340 ألف شخص فروا من مقديشو في الاسابيع القليلة الماضية وينام كثيرون منهم في العراء أو تحت الاشجار. وحذرت من كارثة صحية وشيكة.

وقالت المفوضية في بيانها أمس "المدنيون مازالوا يفرون بمعدل مرتفع للغاية... نصف العاصمة على الاقل مهجور مما يحولها حثيثا إلى مدينة أشباح."

وقال احد السكان طالبا عدم نشر اسمه "القصف مستمر لكنه اقل عنفا من امس (الأول) . لكن ما زال الخطر يمنع خروج الناس الى الشوارع.".

وبالنسبة لكثيرين من سكان مقديشو الذين اعتادوا الفوضى والعنف خلال عقد ونصف من الزمن يتناقض القتال مع الهدوء النسبي في ظل حكم الاسلاميين الذي استمر ستة اشهر قبل الاطاحة بهم في حرب قصيرة نهاية العام الماضي.

وقال تقرير لمركز تشاتهام هاوس البريطاني للابحاث أمس "تؤكد تلك التجربة بصورة جلية مزايا الفترة القصيرة للسلطة (الاسلامية) في جنوب الصومال التي بدأت بالفعل تبرز كأنها (عصر ذهبي)." واضاف ان الحكومة "ببساطة لا تحظى بثقة الجماهير ولا هي تمثل جماعات المصالح القوية في مقديشو."

ومع اشتداد المعارك أمس الأول الثلاثاء قتل انفجار سيارة ملغومة اربعة مدنيين في وسط مقديشو وهاجم مفجر انتحاري قوات اثيوبية في قاعدة في افجوي وهي بلدة زراعية صغيرة على بعد 30 كيلومترا غربي مقديشو. واعلنت جماعة اسلامية متشددة مسؤوليتها عن الهجومين.

وقالت الجماعة التي تطلق على نفسها (حركة شباب المجاهدين في الصومال) في بيان بث على الانترنت إن عضوا كينيا بالجماعة يدعى عثمان اوطيبو نفذ تفجيرا انتحاريا يوم الثلاثاء عند قاعدة عسكرية اثيوبية في افجوي.

وجاء في البيان "وفي إثر هذه العملية المباركة دار اشتباك عنيف دام حوالي 7 دقائق بين اسود التوحيد المنتصرة وما تبقى من علوج الاحباش المندحرة فأصيب منهم الكثير." ولم يتسن التأكد من صحة البيان. لكنه بث في موقع على الانترنت يستخدمه المقاتلون الاسلاميون في العراق وافغانستان والصومال.

المعارك في مقديشو تدخل اسبوعها الثاني

دخلت المعارك بين المتمردين والجيش الاثيوبي أمس الاربعاء اسبوعها الثاني في مقديشو حيث قاربت حصيلة الضحايا 320 قتيلا 257 منهم مدنيون، وحيث لم يتم التوصل الى اي نتيجة بشأن الهدنة خلال اجتماع بين ضباط اثيوبيين ووجهاء من قبائل الهوية.

وطلبت الامم المتحدة التي لم يلق نداؤها الاثنين الى وقف المعارك آذانا صاغية، من السلطات الصومالية السماح بمرور قوافل المساعدات الى السكان الذي فروا من العاصمة بأعداد كبيرة ويواجهون ظروفا مأسوية. وقتل ثمانية مدنيين على الاقل واصيب اثنا عشر آخرون بجروح أمس الاربعاء خلال المعارك بين الجيش الاثيوبي والمتمردين، بحسب ما افاد مدير منظمة "ايلمان للسلام وحقوق الانسان" سودان علي احمد لوكالة فرانس برس. وبذلك، يرتفع الى 329 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين، عدد ضحايا المعارك في المدينة خلال اسبوع، بحسب المنظمة التي لم تتمكن من معرفة حصيلة الخسائر في صفوف المتمردين.

وعقد اجتماع أمس الاربعاء بين ضباط اثيوبيين وممثلين عن قبيلة الهوية النافذة في فندق في مقديشو تم خلاله البحث في ارساء هدنة، من دون التوصل الى نتيجة.

وقال متحدث باسم القبيلة لوكالة فرانس برس "التقينا ضباطا في الجيش الاثيوبي الا اننا لم نتوصل الى اي اتفاق"، مشيرا الى ان لقاء آخر مقرر اليوم الخميس.

واضاف المتحدث "يطلب منا الضباط الاثيوبيون فصل ميليشياتنا عمن يسمونهم عناصر ارهابية، الا اننا لا نعرف ولم نر ابدا عناصر ارهابية". ويقول خبراء ان المتمردين مجموعة مختلطة من عناصر الميليشيات الاسلامية وزعماء الحرب والزعماء التقليديين، خصوصا من قبيلة الهوية.

وتجدد القصف المدفعي صباحا بعد تراجعه نسبيا خلال الليل على ما افاد بعض السكان. واستمرت المعارك في شمال العاصمة الصومالية عصر أمس الاربعاء.

وافاد شهود عن تحرك دبابات اثيوبية في شمال العاصمة الصومالية حيث فتحت النار على مواقع للمتمردين الذين ردوا بإطلاق نيران الرشاشات ومدافع الهاون.

وقال حسين بشير وهو من سكان حي الجمهورية بشمال المدينة "ان معارك طاحنة قد تجددت" و"ان شخصين اصيبا بجروح بنيران مدافع الهاون لكننا لا نستطيع نقلهما الى المستشفى بسبب القصف".

وقال كولو حسن وهو صيدلي في حي توفيق "لقد فقدنا كل امل فليس هناك مؤشرات للتوصل الى هدنة. لا احد يكترث بان يقول للمقاتلين انه لا جدوى من هذه المعارك".

وقد حذرت المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر من احتمال غرق الصومال في الفوضى العارمة واكدت ان اهالي مقديشو يهربون من المعارك "بتدفق مستمر".

ومنذ مطلع فبراير فر حوالى ثلث عدد سكان العاصمة بسبب اعمال العنف بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.

ودعا المسؤول عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة جون هولمز مجددا الحكومة الصومالية الى التعاون مع الوكالات الانسانية لمساعدة النازحين الذين يتجمعون بأعداد كبيرة عند مشارف العاصمة ويقيمون في العراء. ولا يتمكن العاملون في برنامج الغذاء العالمي من الوصول الى نقطة تجمع الاف النازحين في منطقة افقوي على بعد 30 كلم جنوب غرب مقديشو.

وصرح هولمز للصحافيين بعد ان ابلغ مجلس الامن الدولي عن الوضع في الصومال "آمل في ان تتغير هذه الاوضاع". واضاف "اكدت لنا الحكومة الصومالية دعمها التام لنقل المساعدات" لكن "علينا ان نرى ما اذا كانت ستطبق هذه الوعود على الارض".

وكانت الحكومة الصومالية نفت الاسبوع الماضي انها تعرقل وصول المساعدات الانسانية مشيرة الى ان هذه المشاكل "تعود اساسا للمتطرفين ونشاطاتهم الارهابية".

ويواصل سكان العاصمة مقديشو وضواحيها نزوحهم الى نقاط تجمع تفتقر الى مقومات العيش الاساسية خارج المدينة التي تنتشر فيها عشرات الجثث وحيث وجه الاطباء نداء لمساعدتهم في اسعاف الجرحى.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الاسبوع الماضي ان اكثر من 321 الف شخص هربوا من العاصمة الساحلية منذ بداية فبراير، لكن وجهاء القبائل توقعوا ان يكون العدد قد وصل الى 400 الف. وقال رئيس منظمة "المان" سودان علي احمد "تصلنا تقارير عن تسجيل وفيات في المخيمات بسبب الظروف القاسية التي يعيشها النازحون. انهم يعانون من الجوع ومن نقص المياه والغذاء والادوية".

واضاف "ينبغي وقف القتال".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى