وداعا سبيت

> محسن عبده قاسم:

> صباح الإثنين وعبر «الأيام» علمت برحيل الأستاذ الشاعر والأديب الوطني الزاهد عبدالله هادي سبيت، فجأة رن في مسمعي قول الشاعر الفيلسوف الراحل صالح الفقيه:

«قال بوزيد جاني علم ما هو سوى

نكد علي هيج اشجاني وعطل مزاجي»

عيون احمرت من البكاء، وقلوب قطعها الألم على فراقك يا «باهي الجبين»، ماذا عساه ينطق اللسان وكيف للقلم أن يسطر عن قامة شامخة يعجز الزمان أن يجود بمثلها، «قالوا مستحيل/ ترضى بالقليل/ دور لك بديل/ قلت لهم منين».

نصف قرن أو يزيد والقلوب والعقول مأسورة تتذوق وتتمتع بثمار عطائك الخصب، «بنجناه من غصنه /واهابوي من حسنه/ يشفي القلب من حزنه/ بنجنى الذهب الابيض».

حين كان جنوب الوطن تحت الاحتلال كنت «يا شاكي السلاح» تلهب حماس الجماهير وتجاوزت الوطن الصغير إلى الوطن الكبير فآزرت بورسعيد وأنشدت للجزائر.

حفلت حياتك بالأحداث والمنعطفات الجسام، وإنسان مثلك سار بخطى الواثق من نفسه، كنت محط اهتمام واحترام عامة الناس وكبار القوم من علماء وامراء وساسة وقادة.

ولأنك لم تكن من اللاهثين وراء المال أو المنافع الشخصية رحلت بصمت، ولم تـترك إرثا فانياً في بنك أو مساحة من أرض.

ستبقى في الذاكرة لأنك خلفت وراءك كنوزا من الشعر والأدب .. كلمات مطرزة بالصدق نابعة من نفس صافية وضمير حي «القمر كم با يذكرني جبينك».

ألف رحمة عليك يا «باهي الجبين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى