> السودان «الأيام» رويترز:

في مخيم للاجئين بدارفور يضم أكثر من 30 ألفا من النازحين يقول جمعة زكريا إنه يتمنى أن يعيش حياة طيبة دون خوف على حياة أبنائه التي تهددها ميليشيا الجنجويد يوميا. وقال زكريا (38 عاما) الذي لديه سبعة أبناء "العالم لا ينظر الينا كبشر."

وقال إن اتفاقا أبرم مؤخرا بين السودان والأمم المتحدة لإرسال نحو 3500 جندي من الأمم المتحدة لدعم قوة الاتحاد الافريقي التي تعاني الضغط في دارفور لم يسفر عن التخلص من هذه الكآبة التي تخيم على المخيم.

ومضى يقول "هؤلاء الجنود الثلاثة آلاف لا يمكنهم تأمين دارفور. نحن نحتاج إلى 20 ألفا أو 25 ألفا." ورفض السودان قوة بهذا الحجم ويقول إنه لن يذعن للضغوط الغربية.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 ألف شخص لقوا حتفهم في منطقة دارفور منذ عام 2003 عندما بدأت جماعات للمتمردين في حمل السلاح ضد الحكومة متهمة إياها بتهميش المنطقة. في حين تقول الحكومة السودانية إن تسعة آلاف فقط قتلوا.

وناشد زكريا وغيره من زعماء النازحين انطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين المساعدة خلال اجتماع في كوخ صغير بالمخيم يوم أمس الأول الثلاثاء. وقالوا إن ميليشيا الجنجويد التي تتهم بارتكاب الكثير من الفظائع في دارفور عادة ما تهاجم المخيم دونما رادع.

وقال ابراهيم محمد ادم وهو يجلس على حصير "الجنجويد تسيطر على كل شيء...لا يمكنني الخروج بعد المغرب. لماذا يتعين على أبنائنا أن يعانوا."وقال إبراهيم علي وهو زعيم آخر "يمكن أن تتبع الجنجويد رجلا إلى منزله وإذا ما وجدت أن لديه جهازا قيما مثل الهاتف المحمول فإنها ستقتله وتحصل على الهاتف". ومضى يقول "ما من أحد يتعقب أو يعتقل المهاجمين. نريد قوات من الأمم المتحدة."

وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن الحكومة السودانية سلحت الجنجويد لمساعدتها في القضاء على التمرد الذي اندلع عام 2003. وينفي السودان هذا الاتهام قائلا إن الجنجويد هم قطاع طرق. ويقول سكان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور إن الجنجويد يجوبون البلدة بحرية في المساء.

وبعد حلول ليل أمس الأول أخذ رجلان يمتطيان جوادين يجوبان الشوارع الهادئة المتربة في البلدة قرب مبنى للأمم المتحدة. ومرت شاحنة عليها مدفع آلي قرب موكب جوتيريس. ويقول سكان إن مثل تلك السيارات التي عادة لا تحمل لوحات معدنية هي تابعة للجنجويد. ووصل جوتيريس إلى دارفور بعد يوم من انسحاب عدد من هيئات الإغاثة من بلدة أم دخن بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة التي تقع في ولاية غرب دارفور قرب الحدود مع تشاد. وقالت تلك المنظمات ومن بينها أوكسفام البريطانية وانقذوا الطفولة الاسبانية إن قرار تلك الهيئات سيتسبب في اضطراب الخدمات المقدمة لنحو مئة ألف شخص في البلدة والمناطق المحيطة.

وقال جوتيريس لزعماء المخيم إن الحل السياسي وحده هو الذي سيحقق السلام في دارفور وليس إرسال قوة كبيرة لحفظ السلام.

وأبلغهم بأن الوضع في دارفور أصبح صراعا أوسع نطاقا يضم ميليشيات ومتمردين وقطاع طرق. ولكن بالنسبة لزكريا فإن مثل هذا الكلام لا يعني شيئا. وقال "سمعنا نفس الكلام مرارا وتكرارا. ليس هناك أمل. إذا لم يتحسن الوضع هنا فسأطلب نقلي إلى بلد آخر."

وزار جوتيريس لاحقا مركزا لرعاية الأطفال حيث يمارس الصبية والفتيات الرسم ويؤدون رقصات سودانية تقليدية.

رسمت فتاة صغيرة زهورا زاهية الألوان على الورقة البيضاء التي وضعت أمامها ولكن صبيا آخر رسم شاحنة عليها مدفع آلي. وقال جوتيريس لأحد عمال الإغاثة والابتسامة تكسو وجهه "قل له إن الزهور جميلة.. وإن المدافع سيئة."