جول يسعى لدعم المعارضة لترشحه للرئاسة

> أنقرة «الأيام» بول دو بينديرن :

>
وزير الخارجية التركي عبدالله جول
وزير الخارجية التركي عبدالله جول
يسعى عبدالله جول المرشح لرئاسة تركيا لحشد دعم الأحزاب الصغيرة أمس الأربعاء له لمحاولة منع حزب المعارضة الرئيسي ذي التوجه القومي من تحدي قانونية انتخابه المتوقع.

واختار حزب العدالة والتنمية الحاكم وزير الخارجية جول مهندس الجهود التركية لعضوية الاتحاد الأوروبي مرشحا عنه للرئاسة أمس الأول.

وتعهد حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي بمقاطعة الاقتراع المقرر في البرلمان يوم غداً الجمعة لعدم تشاور حزب العدالة والتنمية معه بشأن اختيار جول.

وتصاعدت حدة التوتر أكثر أمس الأربعاء عندما هاجم مسلح مجهول مقر مجلس التعليم العالي العلماني التركي. وقال مسؤولو المجلس إن مسلحا مجهولا حاول دخول المقر عنوة لرؤية أردوغان تيزيك وهو علماني متشدد وكثيرا ما تصادم مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وأطلق الرجل ثلاثة أعيرة نارية قبل أن يلوذ بالفرار. ولم يصب أحد في الحادث.

وشنت المؤسسة العلمانية التركية التي تتمتع بنفوذ واسع والتي تضم قادة الجيش وقضاة حملة شديدة لمنع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من الترشح للرئاسة,ويتهم هؤلاء اردوغان بأن لديه برنامج عمل إسلاميا سريا وبالسعي لتقويض الفصل بين الدين والدولة في الجمهورية التركية,وينفي كل من اردوغان وجول بشدة التهم بأنهما يتبعان برنامجا إسلاميا.

ومنحت الصحف التركية الكبرى التي عادة ما تختلف مع حزب العدالة والتنمية تأييدها لجول إلى حد كبير. ويحظى جول وهو شخصية معتدلة باحترام واسع حتى من جانب علمانيين يشعرون بالقلق إزاء ماضيه الإسلامي.

وهونت رابطة رجال الأعمال الرئيسية في تركيا (توسياد) من شأن اي تهديد قد يمثله انتخاب جول للنظام العلماني.

وحققت الليرة التركية والسندات السيادية مكاسب بينما يشير المستثمرون إلى موافقتهم على جول. وساد الأسواق قلق من أن رئاسة أردوغان قد تضر بالاستقرار.

وقال محللون ودبلوماسيون إنهم لا يتوقعون عوائق تذكر أمام فوز جول بالرئاسة لأن حزب العدالة والتنمية يهيمن على البرلمان بسيطرته على 354 مقعدا من بين مقاعده البالغ عددها 550.

غير أن الحزب يحتاج حضور حزبين صغيرين من أحزاب المعارضة أثناء الاقتراع لمساعدته في التغلب على التحدي القانوني من جانب حزب الشعب الجمهوري. ويصر حزب الشعب الجمهوري على ضرورة حضور ما لا يقل عن ثلثي أعضاء البرلمان الاقتراع حتى يكون قانونيا.

وأجري جول محادثات مع حزب الطريق الصحيح المنتمي الى يسار الوسط ومع نواب مستقلين بالبرلمان في خطوة استرضائية نادرة,وقال حزب الطريق الصحيح وحزب الوطن الأم ثالث أكبر الأحزاب الممثلة في البرلمان إنهم سيجرون مزيدا من المحادثات قبل اتخاذ قرارهم بشأن الموقف الذي سيتخذونه بعد غد الجمعة.

وقال جول للصحفيين "أبلغتهم أنه في حال موافقة البرلمان على ترشيحي واختياري رئيسا ... فسأكون على دراية بالمسؤولية عن تخطي الصعوبات التي تنشأ من (حقيقة أن) تركيا مجتمع مسيس جدا."

وفي تركيا تسيطر الحكومة على معظم السلطات الا ان الرئيس يحق له نقض القوانين فضلا عن الاعتراض على تعيين صغار وكبار المسؤولين كما يعين القضاة ويتولى منصب القائد الأعلى للجيش.

ويتمتع الرئيس كخليفة لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة بثقل معنوي كبير,وجول هو المرشح الرئاسي الوحيد.

وسلط الجدل بشأن الرئيس الضوء مجددا على مدى عمق الانقسامات في تركيا التي تسكنها أغلبية مسلمة حول القوانين الصارمة التي تحكم الحرية الدينية.

وعرقل العلمانيون في الماضي محاولات من جانب حزب العدالة والتنمية لتخفيف حظر على ارتداء الحجاب في المصالح الحكومية والجامعات ولدعم التعليم الديني.

وتساءلت صحف كثيرة عما إذا كانت زوجة جول ستكون قادرة على ارتداء الحجاب بقصر الرئاسة. ولم يسمح الرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر بارتداء الحجاب في قصر الرئاسة.

وسيمثل فوز جول بالرئاسة ضربة قوية للعلمانيين المتشددين الذين ما زالوا يسيطرون على أغلب الدواوين الحكومية.

وقالت صحيفة جمهوريت الناطقة باسم المؤسسة العلمانية أمس الأربعاء إن حزب العدالة والتنمية عازم على تحويل تركيا إلى "دولة إسلامية حديثة".

(شارك في التغطية سيلكوك جوكولوك وحيدر جوكتاس) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى