ألم الذكريات

> «الأيام» يوسف صالح باقيس/المكلا - حضرموت

> ذكريات عبرت آفاق خيالي، بارقة تلمع في ظلمة الليالي، نبّهت قلمي من غفلة الزمان.. وجلست أفكر ماذا افعل.. إلى من ألجأ.. إلى من أشكو؟ وجدت نفسي أحن إلى أوراقي وفي ليلة ممطرة جلست أشكو همومي وحيرتي لليل.. هل أشكو له قسوة طفولتي؟ أو مراهقتي؟ أم أتحدث عن عذابات قلبي؟ هناك أشياء تعذب الإنسان ولا يشعر بها من حوله، معاناة لا يحس بها إلا هو، لذلك حين أرفع رأسي نحو السماء أتذكر كل شيء.. أنا لا أقصد أن أقول إنني مظلوم ولكن بيني وبين نفسي أسرارا كثيرة.. هناك بشر قذفت بهم الأيام في طريقي، لا تجد الأخلاق طريقاً إليهم ولا الرحمة مكاناً في قلوبهم، أتحدث عنهم وعن أيامي التي مرت دون فرح ومسرة كأني أعيش على هامش الحياة، كرهت كل شيء في وجودي وبدأت أعيش كأني أمشي في مكان مظلم، حلمت أن أجد ومضة نور في أحلامي أن أجد ولو في الأحلام شيئاً يفرحني.. أن أجد ابتسامة صادقة ولو في أحلامي الحزينة.

في قلبي تحول الربيع إلى خريف، وبدأت أشجار الأمل تتساقط شجرة تلو شجرة. وعيناي ترنوان إلى الأفق البعيد.. أما من سبيل؟ أما من مخرج؟ أرى الحياة تحولت إلى أحزان فمتى يتحول الحلم إلى حقيقة؟ ومتى تخضر المروج، وتزهر الورود، وتصبح الحياة آية في الجمال والكمال.. وتعلو الشمس في كبد السماء؟

لقد دخلت أرضاً حاكمها قد مات، وقبور سادتها الأموات أسوار وصلت عنان السماء، والليل مسيطر بلا نجوم. وقفت أفكر ساعات وأطرح أسئلة من دون إجابات، وبحثت عن بيت تكرهه الآهات، ودخلت أبواباً لا تملك أبواباً.. وجدران مليئة بالمتاهات والشقوق وبعض الكتابات..أناس لم يبق منهم سوى رفات.. صمت ورياح.. إني مرعوب!! مدن خالية الطرقات، هيهات أن تعود إليها الحياة.. لقد فهمت تعابير الغيمات .. فالحب هو المأساة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى